الغانم: إذا أرادت الكويت تقويض الاستقرار فلتشهر الأحزاب السياسية

حاوره ـ ناجح بلال:


حذر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم من أي محاولة لإشهارالأحزاب، مؤكدا أنها "تجر الويلات والخراب على البلاد وأن الكويت ستدفع الثمن لاسيما أن جماعة إخوان الكويت تسعى لاشهارها من أجل الوصول للسلطة وإبعاد الأسرة الحاكمة"، مبينا في الوقت نفسه أن الاحزاب غير المعلنة في الكويت ما هي إلا أفرع لتنظيماتها الأم خارج البلاد. وبين د.الغانم في حوار خاص لـ" السياسة ": أن من يسعون لتحزب الكويت هدفهم الاطاحة بالاستقرار لتتحول الكويت كحال العراق واليمن ولبنان لافتا الى ان كل من ينادي بالحفاظ على استقرار البلاد يتهم بما ليس فيه كما اتهمته "جماعة الاخوان أنه يتبع جماعة الجامية".
ورأى د.الغانم أن جماعة الإخوان في الكويت مسؤولة عن التفجيرات التي حدثت سابقا في البلاد نتيجة شحن أفكار الشباب بالتطرف والارهاب، مضيفا أنها "تعيش الان حالة من الاستكانة بسبب الاطاحة بأتباعهم في مصر وانهم يجيدون التلون وفق مصالحهم "فالغاية عندهم تبرر الوسيلة"، وفيما يلي التفاصيل:



الأحزاب الدينية
في العراق تقدس الأفراد والمرجعيات فجعلت الناس تكره الدين
وهذا هو الخطر الأكبر

جماعة الإخوان مسؤولة
عن التفجيرات التي وقعت في الكويت سابقاً
نتيجة مسح عقول الشباب بالتطرف

دواعش الكويت خرجوا من عباءة الإخوان
في ظل ضعف التيارات الأخرى والجماعة تحمل فكر التنظيم


"حزب الله" موجود بشكل خفي وعندما تريد أن تعرف تغلغل تلك الأحزاب في مجتمعنا انظر للأزمات

التيارات الليبرالية لا تفهم معنى "ليبرالية" ويتكلمون عنها بشكل ضحل ويتخذونها مسلكاً لمهاجمة الدين


بداية هل بالفعل الاحزاب الدينية تستغل الاسلام لتحقيق أهدافها؟
نعم الأحزاب بطبيعتها "برجماتية" تسعى لتحقيق اهدافها الخاصة، والاحزاب الدينية تستغل تحمس الناس لدينهم من اجل الوصول للحكم أما الحزب غير الديني فيسعى لاستقطاب الناس بأفكاره ويبذل وقتا طويلا في ذلك.
إلى أي مدى تزيد الاحزاب الدينية من الشحن الطائفي التعصبي؟
عندما يربط الحزب الديني بين العاطفة الدينية والعاطفة الطائفية فهو هنا يزيد في تعصب اتباعه ولذلك يتنامى التعصب داخل افرادها
يقال دائما ان "الاخوان" أكثر التيارات المنظمة داخل الكويت، فهل لهذا يسعون لإشهار الاحزاب في الكويت؟
الخطورة الاكبر من تنظيم اخوان الكويت تبعيتهم لحزبهم الام في مصر وكذلك حزب الله في لبنان الذي يستمد قوته من ايران فهذه احزاب عابرة للدول وعندما يتم تأسيس أفرع مشهرة لها في الكويت فولاؤها الاول سيكون لتنظيمها الرئيسي سواء في مصر او ايران او غيره
ما يؤكد وجهة نظرك دكتور هنا موقف إخوان الكويت الذي انسجم مع إخوان مصر الذي كان يرفض تحرير الكويت من خلال القوات الاجنبية أليس كذلك؟
نعم هذا حدث لأن إخوان الكويت مجرد فرع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين كما قلنا ولابد للفرع ان يلتزم بأسس وآراء وأفكار تنظيمه الأم وهذا ليس للإخوان فقط، بل إن حزب الله في الكويت يسير على نفس الاتجاه.

حزب الله والسلف
وهل بالفعل حزب الله متواجد على ارض الكويت؟
موجود وخفي ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، وعندما تريد أن تعرف مدى تغلغل تلك الأحزاب في مجتمعنا أنظر للأزمات وقتما تحدث، فمثلا جماعة الاخوان في الكويت ينفون دائما ارتباطهم بـ "إخوان" مصر وعندما فاز مرسي في مصر رأينا الفرحة العارمة من "اخوان الكويت" بذلك بل خرجت أناشيد من الكويت احتفاء بفوزهم.
دكتور عبدالله ذكرت ان الاخوان في الكويت وحزب الله فرع الكويت وانهما يسعيان لاشهار الاحزاب في الكويت لأهداف سياسية لكن لماذا لا تحدثنا عن السلف وهم ايضا اتجهوا في فترة لتأسيس ما يعرف بحزب الامة؟
السلف إذا ذهبوا لتأسيس أي حزب فليسوا بسلفيين لأن السلفية لا تنادي بالحزبية مثل حزب النور في مصر مثلا هو يدعي السلفية لكنه ليس بتنظيم سلفي بل كان وجها آخر للتنظيم الاخواني فهم إن اختلفوا فكريا مع الاخوان ولكنهما على نفس المسار وحزب النور كان مع مرسي سمن على عسل لكن لما بدأ مرسي بإبعاد شخصيات من السلف في مراكز حساسة بدأ حزب النور يهاجم مرسي والاخوان وبهذا يتضح ان الخلاف بينهما سياسي وليس دينيا .
وحزب الامة والسلفية العلمية هما في الاصل من الاخوان وهما تفرعات حزبية اخوانية ولذلك وقفوا مع كل تحركات الاخوان في مصر قبل وبعد وصول مرسي للسلطة وحزب الامة الآن لايضم سوى خمسة اشخاص "سيارة واحدة تشيلهم" مما يؤكد ضعف شوكتهم.
والى أي مدى استطاعت الاحزاب الدينية غير المشهرة في الكويت السيطرة على عقول الشباب فخلقت فيهم نزعة التطرف والارهاب؟
نعم هذا واقع فالتفجيرات بدأت أولا في مصر من خلال جماعة الاخوان والحركات المنبثقة عنها ومن الطبيعي أن يمتد الفكر المتطرف الارهابي الى افرع تنظيمات الاخوان ومن هنا استطاعت التنظيمات الدينية في الكويت التغلغل ومسح عقول الشباب بالفكر المتطرف ولهذا حدثت الكثير من الانفجارات داخل الكويت فحسن البنا في رسائله قال ان عدم الوصول للحكم الاسلامي جريمة ولذلك فالاخوان يهدفون للحكم في الكويت.
لكن السلف اليس لهم أي دور في نشوء الفكر المتطرف الذي يقود للإرهاب؟
السلفية لا تجيز التفجيرات وخرجت فتاوى من بن باز وبن عثيمين والكثير من كبار علماء السلف الذين حرموا الانتحار الذي يطلق عليه بالعمليات الاستشهادية ورأينا القرضاوي الذي قال: "انك لا يجب أن تقتل نفسك او تفجر في نفسك الا اذا رأت الجماعة الضرورة لذلك"، وهذا بطبيعة الحال يؤكد ان جماعة الاخوان تقبل بالانتحار والتفجيرات.
تقديس قيادات الاحزاب الدينية من قبل المنتمين لها، هل يشوه فكرة الاحزاب من الاساس؟
الاحزاب الدينية في العراق التي تقدس الافراد والمرجعيات جعلت الناس مع الاسف تكره الدين وهذا هو الخطر الاكبر لأن تلك الاحزاب تقوم على تقديس الافراد بشكل مبالغ فيه فمثلا الاخوان يقدسون حسن البنا ولما وصل مرسي شبه بسيدنا يوسف الذي سجن ثم حكم، كما ان هناك التقديس الحاصل لاردوغان وهذا الامر يؤكد ان الولاء في هذه الجماعات الدينية يكون للافراد قبل الدين.
دكتور عبدالله دائما كنت تذكر ان جماعة الاخوان متلونة للغاية وشبهتها بالحرباء رغم انهم مرجعيتهم دينية وفق الكتاب والسنة كما يقولون، فما رأيك في ذلك؟
الاخوان دائما يتلونون وفق مصالحهم وعندهم الغاية تبرر الوسيلة فهم كانوا وراء الاطاحة بمبارك وغيره من الحكام وبعد وصول مرسي للحكم وقبل الاطاحة به كان مفتي الاخوان ينادي بأن الخروج على مرسي هو خروج على الله سبحانه وتعالى ولهذا طالبوا بعدم الخروج على الحاكم إذا فهم يوظفون الايات والاحاديث وفق مصالحهم
في حال اشهار الاحزاب السياسية في الكويت، ما الاخطار التي يمكن ان تحدث في البلاد؟
إشهار الاحزاب في الكويت معناه ان الحزب الذي سيفوز سيصل للسلطة وتطبيق برنامجه والتيارات الدينية اذا فازت من خلال الاحزاب ستصل للسلطة وغالبا ستفوز لأنها تستغل تعاطف الناس للدين كما حدث في مصر.

دواعش الكويت
هل يمكن القول ان دواعش الكويت ظهروا نتيجة تغلغل فكر التيارات الدينية في الكويت؟
الدواعش في البداية كانوا جزءا من تنظيم القاعدة المنبثق من الفكر الاخواني الموجود في الكويت منذ عقود وبناء عليه ظهر دواعش من الكويت ولا ننسى أن القاعدة كذلك مرتبطة من الجماعة الاسلامية وجماعة التكفير والهجرة والجماعة الاسلامية ولذلك فتنظيم الاخوان يحمل نفس فكر الدواعش.
هناك من يرى ان داعش في الاساس قامت بصناعتها المخابرات الاميركية والصهيونية، هل ترى ذلك؟
لا اعتقد ذلك ولكن لا استبعد ان يتم استغلال تلك الجماعات من مخابرات تلك الدول وغيرها ولكن تنظيم داعش هو في الاساس تنظيم القاعدة.
وهل يتم استغلالهم بهذه السهولة؟
نعم لأن هؤلاء سفهاء والانسان السفيه الساذج يمكن ان يتم استغلاله بصورة سهلة واعتقد ان نشأة داعش تعود لعام 1928 منذ ظهور الاخوان المسلمين وتدرجت الى ان وصلت لهذا المسمى.

التيارات الليبرالية
هل يمكن ان تقوى شوكة التيارات الليبرالية في حال اشهار الاحزاب الكويتية في الكويت؟
التيارات الليبرالية في الكويت لا تفهم معنى الليبرالية وهم يتكلمون عن الليبرالية بشكل ضحل جدا ويتخذون منها مسلكا لمهاجمة الدين واقول ان الدين هو دواء فإذا كان مدعي العلاج بهذا الدواء فاسداً فهذا لا يعني فساد الدين وهم متناقضون فيطلبون ان نتعاطف مع الاديان الاخرى وفي نفس الوقت هم يهاجمون دينهم.
وهل لو قبلت الحكومة الكويتية اشهار الاحزاب، فهل يمكن ان تتحول الكويت الى ما لا يحمد عقباه؟
اذا ارادت الدولة انهاء الاستقرار في الكويت والقضاء على الامن والامان فعليها ان تتجه لاشهار الاحزاب في الكويت.
لكن الاحزاب نجحت في اوروبا، لماذا لا تنجح في الكويت؟
هي نجحت في اوروبا واميركا بالفعل ولكن من الصعب ان نقارن الكويت بأوروبا لأن سيكلوجية الشعب الكويتي والشعوب العربية تختلف عن سيكلوجية الشعوب الاوروبية فهم آمنوا بالديمقراطية ووضعوا لها المنهج العلماني فكيف نحن نطبق احزاب ونقول احزاب دينية وغير دينية لانه لا يوجد ما يجمع ما بين العلمانية والمرجعية الدينية.
لكن دكتور عبدالله الاحزاب موجودة بالكويت حتى وان كانت غير مشهرة فالبعض يرى انها عندما تكون رسمية ومشهرة فهذا لن يجعلها تمارس اعمالها في السراديب فما رأيك؟
نعم هي موجودة ولكن غير رسمية ولكن اذا اشهرت فلابد وان يصل الحزب للسلطة وهذا معناه عدم الاعتراف بالاسرة الحاكمة في تشكيل الحكومة، لانه وفق الاحزاب لا يجوز ان تأتي برئيس حكومة من السلطة الحاكمة وتضعه رئيسا للوزراء وهناك حزب فائز بالانتخابات فبطبيعة الحال فوز الحزب سيرفض ان يؤتى برئيس حكومة من خارج تنظيمه.
والسؤال: هل حلت مشاكل الاردن بعد الاحزاب؟ وانظروا للعراق والى لبنان كيف فعلت بهم الاحزاب والحل الحقيقي هو الحل السلوكي وليس الحلول السياسية.
دكتور لماذا كل من يحاول بفكره ان يجنب البلاد الويلات يقال عنه إنه يقول ذلك لخدمة السلطة؟
هناك من يشيع ذلك كجزء من حملات التشهير لكل من يسعى للاصلاح وهذا جزء من اللعبة السياسية، والسؤال اذا ابعدنا الاسرة الحاكمة فعلى من سيتفق الشعب الكويتي؟ فانظروا للحوثيين وكيف خرجوا كتيار سياسي وماذا يفعلون الآن باليمن التي تشرذمت بسبب الحوثيين.
هذا يجرنا الى ايران، فهل هي تسعى لاشهار الاحزاب في الخليج لتتمكن من التغلغل داخل المنطة بشكل اكثر؟
النظام الايراني يقوم على فكرة تصدير الثورة وسيسعون لاشهار الاحزاب بما يستطيعون للوصول لاهدافهم فمثلا حزب الله اصبح هو اللاعب الرئيسي في لبنان بسبب انتمائه لايران.
وختم بالقول: ما أود إضافته ان يحفظ الله استقرار الكويت وأتمنى ألا يتم إشهار الأحزاب في البلاد وإلا ستدفع الكويت الثمن.



"اخوان الكويت" بعد الخريف العربي

قال الدكتور عبدالله الغانم في رده على سؤال بشأن تراجع شوكة إخوان الكويت بعد انتهاء سيطرتهم على الحكم في مصر، وتغلغل الجماعة السلفية في الكويت بشكل اكبر: "اعتقد ان الشعوب العربية عامة أدركت خطورة الحزب الاخواني خصوصا بعد ما سمي بثورات الربيع العربي لأنه تحول لخريف دموي".
اضاف: "لكن مع الاسف في الكويت يتم النسيان مع مرور الوقت ولذلك ظلت جماعة الاخوان في الكويت بخلاف ما حدث في الامارات، كما ان المملكة العربية السعودية الآن تتخذ الكثير من الخطوات لتحييد كل التنظيمات المرتبطة بالاخوان".


الجامية و"الإخوان" والحكم وتشويه المعارضين

أكد الدكتور عبدالله الغانم انه "لا يوجد شيء اسمه الجامية"، موضحا في رده على سؤال بشأن الخلاف بين جماعة الجامية والاخوان ان "جماعة الاخوان هم من يروجون لذلك وفي الاساس لا يوجد شيء اسمه الجامية ولكن هناك رجل خرج اسمه محمد أمان الجامي يكشف الاعيب الاخوان وقالوا إنه اسس جماعة يطلق عليها الجامية رغم ان محمد أمان الجامي لم يعلن
ترؤسه لجماعة اسمها الجامية كما فعل حسن البنا الذي اعلن ترؤسه وتأسيسه لجماعة الاخوان".
وسأل الغانم: "هل دعا الجامي للحكم والوصول للسلطة؟"، مضيفا: "بالطبع لم يفعل ذلك وهذه هي طبيعة الاخوان فإذا أرادوا الاساءة لشخص شهروا به بما يخالف الواقع.
وعما اذا كان ينتمي الى جماعة الجامية كما يروج البعض، شدد الغانم على "انني لا اتبع أي تيار سياسي على الاطلاق ولا أي جماعة ولكن هذه الاتهامات
لا أساس لها من الواقع فأنا لم أقرأ لمحمد أمان الجامي سوى كتاب واحد"، مضيفا ان "الاخوان اتهمنوني بالانتماء لكوني أدافع عن الاستقرار في البلد وعودتنا تلك الجماعة انهم يسعون الى ايذاء الاخرين وتهميشهم ووصفهم بما ليس فيهم".
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان ضعف التيارات الليبرالية في البلاد ينعكس على الانتخابات الجامعية، رأى الغانم ان ذلك "يعود لأن طبيعة المجتمع محافظة ولذلك فالفئة العظمى لا تميل لليبرالية وبالطبع الشباب في الجامعة يميلون لمن يظهر المحافظة خصوصا ان القائمة المستقلة لا تحمل اسساً واضحة وكذلك الحال لبقية الكتل".