الغانم: برلمان الطالب منتدى ديمقراطي وفضاء لتفاعل الأجيال

العازمي: الخطوات الإصلاحية صعبة لكنها مهمة وعليكم أن تضعوا البلاد نصب أعينكم

بوغيث: لسنا آلات ومناهجنا حافلة بالحشو ولا تؤسس الطلبة لدخول الجامعة

جوري العازمي: إذا لم نُنتشل من الوعكة الفكرية التي أصابت المجتمع فلن نتطور


كتب - عبد الرحمن الشمري:


افتتح رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم جلسة برلمان الطالب في التاسعة من صباح أمس.
وقال الغانم في كلمته خلال الافتتاح: إن برلمان الطالب منتدى ديمقراطي شبابي مفتوح وشفاف ومنصة للتعبير الحر وفضاء للتفاعل بين الأجيال وفرصة سانحة ومناسبة مواتية لأن يبدي الطلاب ما يشاؤون من آراء ورسائل وأفكار ورؤى ومفاهيم وفق اللائحة وجدول الأعمال وفي اطار الدستور.
وأوضح الغانم "اننا نعقد برلمان الطالب اليوم ضامين إلينا ابناءنا الطلبة من ذوي الإعاقة فنكون بذلك شملنا كل مدارسنا وشرائحنا المنخرطة في سلك التعليم وحققنا وعدنا الذي ألزمنا أنفسنا به وهو عدم اهمال أو تجاهل أي فئة طلابية.
وأضاف: ها هو برلمان الطالب يحتفل بعيد ميلاده السادس، وكلنا نتذكر كيف كان البعض من المشككين والمترددين ينظر الى هذا المولود وكما قلت لكم العام الماضي كان البعض يشكك في الفكرة، ويحاول الانتقاص منها ومن أهميتها ويسعى جاهدا لوصمها بأنها خطوة ترفيهية وتجميلية وغير جدية وقلت لكم في حينها إن مرد هذا التشكيك، يرجع الى عدم الثقة بشبابنا، الى تلك النظرة المتعالية لهم الى الوصم المسبق بأن جيل اليوم، جيل ضائع كما يقول البعض ونحن نراه العكس نراه جيلا يبحث عن الجديد جيلا لا يخاف من التجربة جيلا يحاكم بشكل عملي كل القيود والعوائق التي تشل حركته جيلا يعيد خلق لغته الخاصة، وأدوات تعبيره، ووسائل اخراج طاقاته ومكنوناته، ونحن دائما كنا منحازين إلى فكرة فهم هذا الجيل، لا محاكمته ونحن دائما، كنا ميالين الى الاقتراب من همومه ومرئياته، لا تسفيهها وتسخيفها.
بدوره، قال وزير التربية وزير التعليم العالي د.حامد العازمي: اليوم برلمان الطالب يمثل نموذجا للتجربة الديمقراطية وتاهيل الكوادر الشابة ضمن تجربة فريدة، مؤكدا حرص الوزارة على الارتقاء بالتعليم.
وقال: "ربما تكون الخطوات الاصلاحية صعبة لكنها مهمة، وغاية نظام التعليم اعداد جيل قادر على تحمل مسؤولياته في المستقبل وعليكم ان تضعوا البلاد نصب اعينكم".

محور المناهج والاختبارات
وبدأ برلمان الطلبة مناقشاته في محور المناهج والاختبارات ونظام الكفايات وتوزيع الدرجات.
وقالت كوثر سليمان بوغيث: بالنسبة للاختبارات نحن نختبر ١٥ اختبارا إضافة إلى الواجبات ونحن لسنا آلات وبالنسبة للمناهج باللغة العربية لا تؤسس الطلبة للدخول الى الجامعة، ونحن نريد الفهم وليس الحشو بالمعلومات فقط.
من جانبها، قالت زهراء الصايغ: مع الأسف نحن في برلمان الطالب السادس ونعيد الحديث عن المشاكل ذاتها فمناهجنا ضعيفة، وهناك ضعف في مستوى المعلم، مبينة ان الكويت تحتل المرتبة ١٠٤ من بين ١٤٤ دولة في التعليم رغم توفر جميع الامكانيات، ورغم تجارب الفلاش ميموري والتاب والسبورة الذكية لم نستفد منها وضاعت هباء منثورا.
بدورها، قالت مريم الكندري: إن مدة الدراسية تم تقليصها حتى لا تصل لشهر رمضان ولكن لماذا لا تختصر كمية المناهج، مقترحة وضع سؤال اضافي كبونص في نهاية الاختبار اذا تم حله بشكل صحيح يحصل على الدرجة للتعويض واذا لم يحلها لا يخسر درجات.
في الاطار نفسه، قالت حوراء الصايغ: اليوم للأسف لدينا جامعة واحدة وايضا لدينا مشاكل في مواقف السيارات ما جعلنا نفقد الطالبة ايمان العنزي، والطالب يرى ان خريجي الهندسة لم يحصلوا على وظيفة رغم تخرجهم منذ ٣ سنوات وهذا يجعله لا يهتم بدراسته، واذا كان الطبيب فاشلا فسيقتل شخصا واحدا أما اذا كان المعلم فاشلا فسيقتل جيلا كاملا.
من جانبها، تساءلت طيبة المرزوق: إلى متى ونحن نعاني من كثافة المناهج، والمعلم يكلف الطالب بمشاريع وواجبات واذا لم يفعلها هدده بالدرجات؟!
وذكّر حيدر بوناجمه بأن الكويت كان يضرب بها المثل لكنها اصبحت تدار عبر المحسوبيات، مشيرا الى أن نظام الكفايات عرض على بعض دول الخليج وتم رفضه.
وأكد حسين البدر أن ما نهضت امة إلا وكان التعليم سلاحها لكن للأسف ان المخرجات لا تناسب احتياجات المجتمع، والمناهج بعيده عن واقع المجتمع واحتياجاته وهي تهمل الجانب العملي.
وتساءل عيسى عبد الكريم: تصدرت قطر والامارات في تصنيف التعليم وجاءت الكويت في مركز متأخر، رغم وجود رؤية الكويت ٢٠٣٥،التي تشمل اصلاح التعليم؟!
وعبرت ريوف سودان الشمري عن أسفها لتغيير كتاب التاريخ من التاريخ العربي إلى تاريخ الكويت وحذف فصل مهم وهو رفض التطبيع مع المحتل الصهيوني الغاصب، معربة عن خشيتها من ان يأتي جيل لا يعلم التاريخ العربي.
بدورها، قالت ايلاف علي محمد: انا طالبة في الثاني عشر ومتفوقة ولكن ليس لدي القدرة بالحديث باللغة بالانجليزية لانه ولمدة ١٢ سنة يتم تعليمها كتابة فقط.
واشارت حوراء عبيد الى ان هناك ضغطا بالاختبارات والمشاريع المطلوبة من الطالب، وقالت: اعتقد ان اعادة نظام الاربع فترات افضل من نظام المشاريع المتكررة.
من ناحيتها، قالت شيماء الحميدة: نعاني من كثرة الاختبارات ونتمنى ان تساعدنا وزارة التربية لرفع رأس البلد.
وأكد منوه اللميع ان واقعنا التعليمي في خطر رغم ان ما ينفق على التعليم وصل إلى مليار دولار.
أما فاطمة السويدي فرأت أن المعلمين اصبح هدفهم انها المنهج وليس ايصال المعلومة للطالب، وبعض المواد نحصل على رؤوس اقلام فقط.
وأضافت جوري العازمي: نحن في ظروف سياسية لا تخفى عن الجميع واذا لم ننتشل من الوعكة الفكرية التي اصابت المجتمع فلن نتطور.

القبول بالجامعة
وانتقل برلمان الطالب إلى بند نسب القبول في الجامعة، وقالت هلا فجحان المطيري: إن بعثات الخمسينات والستينات كانت اساس التطور الحضاري الذي كانت تعيشه الكويت في الماضي، واليوم تعاني جامعة الكويت التي كانت تضم فلاسفة وادباء في الماضي ويتراجع مستواها العلمي.
وقال يوسف الغربلي: نحن اتينا حتى نوصل مشاكلنا للوزير ولكنه وخلال حديث الطلبة "مادري وين راح"، واليوم اغلب خريجي العلمي يتجهون للهندسة لكنهم عندما يتخرجون لا يجدون فرص عمل.
من جانبه، قال حسين الكندري: إن معظم الوزراء يتخذون القرارات حسب الديوانية التي يجلسون فيها، واطالب بالغاء اختبار القدرات عن الطلبة الكويتيين.
وأوضح فهاد الطرقي ان اهم المشاكل التي يواجهها الطلبة الخريجين اختبار الايلتس، واصفا قرار جعله الزاميا بـ"التعسفي الذي يهدم احلام الطلبة" ويجب اعادة النظر في هذا القرار الظالم.
بدوره، قال علي سعد الهندال "من الصم والبكم": اشكر رئيس مجلس الامة على اتاحة الفرص للوقوف في هذه القاعة، يجب تنظيم ممرات خاصة بالمكفوفين وكذلك الكتب بالنسبة للمكفوفين يجب طباعتها بطريقة باريل، وايضا توفير "مصاعد" للصعود إلى العلوية للطلبة المعاقين جسديا، ويجب وضع مترجمين للغة الاشارة لأن وجودي في القاعة مثل عدمه.
في السياق ذاته تساءلت شوق منصور الحربي: هل يعقل اننا منذ اول برلمان طلابي في ٢٠١٤ والطلبة يطرحون الاسئلة ذاتها؟

رعاية الموهوبين
‏وانتقل المجلس إلى البند الثالث من جدول الاعمال وهو المبنى المدرسي والانشطة ورعاية الموهوبين. وقال فهد الناجعي: "لم نلمس وجود جهة رسمية في وزارة التربية تكتشف الموهبين، ونحن ندرس في مباني تبقى ٥ سنوات بدون صيانة".
وألمحت حنين الكندري الى ان هناك مبان منهارة منذ الغزو واذا كانت التربية لا تحتاجها يجب استخدامها كمرفق اخر.
ورأت وهج احمد العنزي ان من المؤسف أن تكون تلك حال المدارس في دولة من اغنى الدول وقالت: نحن نتحدث عن تهالك المبنى المدرسي، و نعلم ان هناك ميزانية خاصة لوزارة التربية فأين تصرف وهذا يعني ان هناك فسادا في وزارة التربية وللأسف ان هناك من هو مشغول بعد الاموال ويتناسى احلام الطلبة.
بدوره، قال مانع الرميش: انني امثل الجموع الطلابية ونحن نعاني من مشكلة الغاء نظام الفترات الاربع، ويجب دعم الموهبين الذين سيكونون عماد المستقبل لهذا البلد قائلا " وزير التريبة غير موجود بالقاعة وهذا يعني عدم المبالاة وعدم الاهتمام بالمشاكل التي نطرحها".
وانتقد مرزوق المرشاد حال المباني المدرسية من الاهمال و تلف الكراسي والطاولات.

الغش والغياب
ثم انتقل المجلس إلى بند لائحة النظام المدرسي (الغياب-الغش)، وقالت رفعه عماش العجمي " سبب وجود الغش وضع اختبارات تعجيزية وعدم توضيح الاسئلة وبدلا من ايجاد الحلول، الطالب يعيد السنة لأنه غش في مادة واحدة، واليوم الطلبة يخرجون من الامتحانات يبكون بسبب الاسئلة التعجيزية، وكذلك بالنسبة إلى لائحة الغياب يعيد الطلبة لأن غاب لعدد من الايام وربما تكون لديه ظروف خاصة.
ورأى عبدالعزيز العجمي ان كلمة حرمان من الدراسة للطالب تعني التأثير على مستقبله ونأمل الغاءها من اللائحة، وهذا ليس حبا وتشجيعا للغياب والغش بل مراعاة لظروف الطلبة، ويجب زيادة عدد الاخصائيين الاجتماعيين حتى يراعوا حالات الطلبة.
واعتبر خالد فريج المطيري ان من غير المعقول تعميم العقوبة على الطالب الذي يغش في اختبار واحد.
وأكد بدر الرندي ان ظاهرة الغش موجودة في جميع دول العالم والبعض يستخدم التطور التكنولوجي، ويجب اعادة النظر في اللائحة. وطالب فلاح العجمي بإعادة النظر في موضوع ربط خصم الدرجات بالغياب، وأضاف: بالنسبة للغش فهو حرام شرعا ولكن قرار حرمان الطالب من جميع المواد هو قرار تعسفي، بل يجب حرمان الطالب من المادة فقط.
وفي ختام الجلسة وجه الرئيس مرزوق الغانم الشكر للطلبة على طرحهم الراقي والاسلوب الذي نتعلم منه، قائلا: "ما تم طرحه سيؤخذ بعين الاعتبار وسيتم تحويل مضبطة هذه الجلسة إلى توصيات ومقترحات وافكار بكتاب رسمي إلى وزارة التربية بكتاب رسمي من رئيس المجلس، وجميع التوصيات المقدمة سيتم دراستها في اللجنة التعليمية البرلمانية لبحثها وتفعيلها".
واشار الغانم إلى أنه سيتم زيادة تمثيل الطلبة المشاركين في اجتماعات ومؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي إلى الضعف بحيث يشارك طالبين وطالبتين في المؤتمر المقبل،لافتا إلى أن بعض البرلمانات الأوربية طبقت فكرة البرلمان الكويتي بإشراك الطلبة في هذه المؤتمرات.