الغانم: حكومة جديدة والمجلس باقٍ

"ماكو إلا الخير اطمئنوا... لدينا أميرٌ حكيمٌ سيُعالج الأمور ويحسمها لما فيه خير الشعب وصالحه"

كتب ــ رائد يوسف وعبد الرحمن الشمري وجابر الحمود:

وسط حالة من التوتر والاحتقان والاستقطاب الحاد وفيما لا يزال قوس الأزمة مفتوحا، أطل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، أمس، مطمئنا الجميع الى أن "الأمور طيبة والى انفراج وماكو الا الخير.. مادامت بيد الحكيم ".
جاء ذلك في حين كشفت مصادر مطلعة أن "النائب العام أحال بلاغ النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح ضد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح بشأن مخالفات صندوق الجيش الى لجنة محاكمة الوزراء نهاية دوام أمس بحيث ينعقد الاختصاص للجنة وينحسر عن النيابة العامة".
في موازاة ذلك، اعلن الغانم خلال مؤتمره الصحافي، أمس، انه اتخذ الاجراء المطلوب منه فور تلقيه رسميا كتابا من وزير الدفاع بشأن نتائج التحقيق في "صندوق الجيش"، مشددا على أن المجلس كان وسيظل مع إحالة اي بلاغ عن شبهات فساد إلى الجهات الرقابية المعنية ولن يتم تحصين احد مهما كان مركزه أو اسمه أو مكانته الاجتماعية.
وقال: تحدثت مع الشيخ ناصر، أول من أمس السبت، وطلبت منه مخاطبتي رسميا وإرسال الأوراق لكي يتمكن المجلس من اتخاذ الاجراءات المطلوبة منه بإحالتها إلى الجهات الرقابية، وبالفعل أرسل لي كتابا مؤرخا بتاريخ 16 الجاري واليوم وقعت على الكتاب بإدراجه على جدول أعمال أول جلسة مقبلة للنظر بتكليف ديوان المحاسبة بفحص الموضوع.
وأكد أن أي بلاغ يقدم سيحال إلى الجهات الرقابية ولن يتم تحصين احد مهما كان مركزه أو اسمه أو مكانته الاجتماعية. وقال: "نحن لا ندين بريئا ولا نحمي فاسدا، فالجهات الرقابية والقضائية هي من تحدد حقيقة الأمر من عدمه، وكل إنسان يتحمل مسؤوليات تصرفاته، فالبيِّنة على من ادعى، والمخطئ يتحمل مسؤولية خطئه".
وأضاف: نحترم الجميع ونقف على مسافة واحدة ولسنا مع طرف ضد آخر، ولسنا مع أن نظلم أي بريء ولا حماية أي مخطئ، كما أننا لسنا قضاة، فلدينا جهات رقابية وقضاء هم من يحددون الامر.
وتطرق الرئيس الغانم إلى "القلق" الذي ينتاب المواطنين، قائلا: "اطمئنوا فالأمور بخير، وقد أنعم المولى -سبحانه- على الكويت وشعبها بأمير حكيم وكبير يقدر الأمور ويعرف كيفية التعامل معها وغدا (اليوم) تبدأ المشاورات الرسمية وكل المطلوب انتظار فترة بسيطة جدا دون الالتفات إلى من يحاول زعزعة الاوضاع وسترون اننا -وكما عهدنا دائما كبيرنا واميرنا وحكيمنا- كيف سيعالج الامور ويحسمها لما فيه خير الشعب وصالحه.
وردا على سؤال إن كانت الامور تتجه إلى الانفراج، قال الرئيس الغانم: "ماكو إلا الخير وما دامت هذه الامور بيد الحكيم الكبير فالأمور طيبة وإلى انفراج وستتحقون من صحة كلامي قريبا".
وعما اذا كانت الامور ستتوقف عند استقالة الحكومة ولن تذهب ابعد من ذلك قال الغانم: "وفقا لما أبلغني سمو الأمير من قبل واليوم (امس) أيضا فإن الموضوع سيقتصر على تشكيل حكومة جديدة والمجلس باقٍ حتى الانتخابات المقبلة المفترضة نهاية العام المقبل".
من جهة أخرى، قدم عشرة نواب طلبا لتكليف ديوان المحاسبة اعداد تقرير بشأن تعاملات صندوق الجيش وصفقة "يورو فايتر"، على أن يرفع الى المجلس في مدة لا تتجاوز شهرين من تاريخ التكليف وأن يناقش في جلسة عامة للمجلس.
من جهة أخرى، اكدت الهيئة العامة لمكافحة الفساد "نزاهة" انها على استعداد كامل لتقديم الدعم الفني اللازم الى جهة التحقيق في البلاغ المقدم بشأن مخالفات صندوق الجيش.
وقال المتحدث باسم الهيئة د. محمد بوزبر: إن "نزاهة" مستعدة لتلقي المعلومات والبيانات كافة من الجهات الحكومية والرقابية ومن المواطنين والمقيمين حول واقعة سوء استغلال ما يعرف بصندوق الجيش ولن تألو جهدا في فحص ودراسة وتحقيق كل ما يقدم إليها مع التزامها التام بتوفير الضمانات كافة لتوفير السرية لمقدمي البيانات.