المحلية
الغانم: خطر الحرب الكونية لا يزال قائماً رغم تغير كثير من المعطيات منذ باندونغ
الخميس 30 يونيو 2022
5
السياسة
* استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل يؤكد الحاجة إلى حركة عدم الانحياز * التحدي الأكبر أمام الحركة تعزيز الإيمان بها كوسيط عادل وألا تكون حطباً لنار الغيرأكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن الحاجة إلى صوت ثالث مبدئي وغير منحاز ينادي بتطبيق القانون وإقرار العدل لا تزال ملحة وضرورية، لا سيما مع مثول الأخطار واستمرارها في مختلف مناطق العالم.وقال الغانم في كلمته أمام مؤتمر الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز الذي عقد أمس في العاصمة الآذرية باكو: إن استمرار ملف القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لفلسطين دون حل عادل واستمرار إراقة الدماء والإمعان في الاحتلال والقمع والتهجير والتنكيل شاهد واقعي وملموس على استمرار الأخطار في العالم.واضاف: "منذ باندونغ 1955 وحتى اليوم تغيرت كثير من المعطيات، وكثير من المحاور والتكتلات والخرائط والتكتيكات، لكن شيئاً واحداً لم يتغير، وهو ان العالم لا يزال في خطر، خطر الحرب الكونية، وخطر الدخول في المغامرات غير المحسوبة مجدداً، وخطر التعبئة الدائمة والاستعداد المتواصل لحرب ما، تقع في مكان ما، كلنا قرأنا التاريخ ولا تزال الصور ماثلة أمام أعيننا عندما تنادى عبدالناصر وتيتو ونهرو وسوكارنو وزعيم أكثر من 20 دولة لفعل شيء ما، إزاء الجنون المنفلت من عقاله، وإزاء الاستقطاب الحاد بين شرق وغرب، واشتراكية ورأسمالية، وشمال أطلسي ووارسو".وتابع قائلا: "ربما كانت تلك المناداة رمزية، احتجاجية، شيئاً أشبه بالصرخة الرافضة لما يحدث للعالم، لكنها مناداة ودعوة مهمة، لأنها ببساطة عبرت عن الرفض المطلق لما يجري آنذاك، وكان الشعار الأقرب لحركة عدم الانحياز حينها، وربما حتى اليوم هو (أنتم لستم وحدكم في هذا العالم)"، لافتا الى ان الحركة التي يحتفل بمرور 67 عاما على إنشائها، ردة فعل على تلك الترتيبات المريبة والمخيفة التي تمت بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت الحرب الكورية قد انتهت قبل فترة وجيزة بتقسيم كوريا الى كوريتين، وكان حلف وارسو قد أعلن عن قيامه قبيل ثلاثة أشهر من قيام حركة عدم الانحياز".وأوضح الغانم "بعد 67 عاما من إنشاء حركة عدم الانحياز لم يتغير شيء، بل تغيرت الأسماء والوجوه والخطاب والستراتيجيات، لكن جوهر الخطر الماثل الذي استدعى قيام الحركة لا يزال كما هو"، مضيفا: نسمع الآن عن فرضيات تتعلق بنشوب حرب عالمية ثالثة، ونرى بؤر التفجر، والحروب الاهلية، وأخطار التقسيم، والاحترابات الإقليمية، ماضية على قدم وساق، و سأكتفي بأكثر مثال يحقق تلك المقاربة، وهو الملف الأكثر قدما، المستمر حتى الآن، الذي شكل على الدوام (عار) النظام الدولي القديم والجديد معا، والملف الذي جسد كل علل السياسة، من الميكيافيلية والكيل بمكيالين، والصلف، والقفز على القانونوأعني هنا ملف القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لفلسطين".واستطرد الغانم قائلا: "إن استمرار هذا الملف دون حل عادل، واستمرار إراقة الدماء، والإمعان في الاحتلال والقمع والتهجير والتنكيل كلها شواهد على إن الوضع لم يتغير في هذا العالم، وإن الحاجة الى صوت ثالث مبدئي غير منحاز، وينادي بتطبيق القانون وإقرار العدل، لا زال ملحا وضروريا".وأوضح الغانم أن التحدي الأكبر أمام حركة عدم الانحياز، هو تعزيز الايمان بفكرته الأولى، وهي فكرة لم تسقط برغم كل شيء، فكرة أن تكون وسطيا ووسيطا، وعادلاً ومعتدلاً، ومجمعاً وجماعياً، وألا تكون حطباً لنار الغير، وبيدقا مسلوب الإرادة على رقعة الغير، وأداة طيعة بيد الغير".وأكد ان حركة عدم الانحياز كانت طريقا ثالثاً، ورفض للثنائيات، واحتجاجا على العزلة، ودعماً للتعدد، واحتفالاً بالتنوع، وتكريماً لكل جهد يقفز فوق اختزال الانسان في طريقين اثنين لا ثالث لهما، ومن هذا الايمان علينا أن نعمل حثيثا، ونرسم تصوراتنا ورؤانا"، موضحا ان الحركة ليست منظمة إقليمية معزولة في جغرافيا ما، بل حركة عدد أعضائها أكثر من نصف عدد دول العالم، موزعين على كل القارات والأعراق والأديان والثقافات والملل، ومن هذا الايمان يجب ان نعمل وننطلق".وفي ختام كلمته أعرب الغانم عن شكره لأذربيجان الصديقة، على حسن إدارتها لحركة عدم الانحياز منذ رئاستها إبان مؤتمر الرؤساء قبل ثلاث سنوات، وعلى كل المجهود الذي بذلته طيلة فترة رئاستها في رعاية أنشطة الحركة. وكانت أعمال مؤتمر الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز انطلقت في باكو امس تحت رعاية رئيس أذربيجان إلهام علييف وبمشاركة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق له.وألقى الرئيس علييف في افتتاح المؤتمر كلمة شدد فيها على ضرورة وقوف جميع الدول على مسافة واحدة تجاه مختلف النزاعات والخلافات، وان تكون المبادئ والقوانين الدولية أساسا وفيصلا في حل اي خلاف.من جهتها، دعت رئيسة البرلمان في أذربيجان صاحبة غافاروفا في كلمة لها برلمانات الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز الى تكثيف الجهود وتوحيد المواقف في المحافل البرلمانية الدولية بشأن العديد من الملفات المهمة والحساسة.يذكر أن الرئيس الغانم وصل والوفد المرافق له إلى أذربيجان اول من أمس للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان (دور البرلمانات الوطنية في تعزيز السلام العالمي والتنمية المستدامة).ويضم الوفد البرلماني كلا من وكيل الشعبة البرلمانية النائب د. عبيد الوسمي، وأمين صندوق الشعبة النائب سلمان الحليلة، والنائبين أحمد الحمد ومبارك الخجمة.