المحلية
الغانم: رصُّ الصفوف السبيل الوحيد عربياً لمواجهة التحديات الخطرة
السبت 19 فبراير 2022
5
السياسة
القاهرة - (كونا): جدد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تأكيده على أهمية الاجتماعات والتنسيق المستمر بين كل الكيانات المؤسسية في الوطن العربي لا سيما الشعبية والأهلية منها، مبينا أن ذلك هو السبيل لتحقيق التواصل والتفاعل والتضامن بين الدول العربية.ودعا الغانم إلى ترتيب الأولويات والتحرك وفق آلية تنسيق عالية وتوحيد الخطاب قدر الإمكان، لافتا الى أن هذا لا يأتي إلا بالتشاور المستمر والتحاور الدائم وفتح باب النقاش والعصف الذهني بشكل متواصل.وأعرب الغانم ــ في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الرابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية المنعقد في العاصمة المصرية "القاهرة" تحت عنوان (رؤية برلمانية لتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض بالواقع العربي الراهن) ــ عن شكره الجزيل للبرلمان العربي رئيسا وأعضاء على الدعوة الكريمة لعقد الاجتماع الرابع المشترك بين البرلمان العربي ورؤساء البرلمانات العربية مضيفا "نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى تفعيل كل أشكال التنسيق والتعاون والتشاور حول القضايا الكثيرة الملحة التي تشغل الأمة".وقال: "عندما قرأت مشروع وثيقة مؤتمرنا ببنوده الـ 12 تبادر إلى ذهني الهاجس نفسه الذي يتردد علي كلما قرأت مشاريع الوثائق العربية والمتعلق بحجم القضايا المركزية الملحة التي تعاني منها أمتنا العربية والتي تتراوح بين ملفاتها القديمة المزمنة كالقضية الفلسطينية وبين الأزمات السياسية المستجدة التي ما إن نغلق ملفا فيها حتي يستجد ملف آخر في حلقة مفرغة من المعاناة المستمرة، وعندما أنظر إلى العناوين العريضة للأزمات السياسية والصراعات المستجدة التي وردت في المشروع والواجب التعاطي معها كالأزمات اليمنية والليبية والصومالية والسورية واللبنانية و السودانية أشعر بحزن شديد وقلق متعاظم".واستطرد قائلا "أشعر بحزن شديد وقلق متعاظم ليس لكثرة تلك الأزمات فهذا أمر وللأسف اعتدنا عليه بل بسبب الحقيقة التي تمثل أمامي وأنا أرى عناوين تلك الأزمات وهي أننا طالما فشلنا في إشاعة الاستقرار في دولنا العربية وأضع ألف خط تحت كلمة (الاستقرار) فإن الحديث عن باقي الملفات الواردة في الوثيقة والتي هي غاية في الأهمية يصبح نوعا من الترف".واضاف: "أعرف أن تلك المعادلة ملتبسة وحمالة أوجه لكن فعلا كيف يمكن تفعيل ملف تمكين المرأة العربية في ظروف الاحتراب وكيف يمكن أن ننجح في تثوير ملف الشباب العربي في أزمنة التصارع العسكري الأهلي وكيف يمكن أن نتحدث عن ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان ولسان حال الكثير من البقاع العربية للأسف أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".وتابع الغانم "هكذا تُنسى الملفات المهمة وتهمل لأن لسان حال الكثير أننا لا نملك ترف التعاطي معها في ظل انعدام الاستقرار والأمن والطمأنينة المجتمعية في الكثير من دولنا للأسف وهذه مفارقة محزنة جدا"، مؤكدا أن الاجتماعات العربية مهمة والتنسيق المستمر بين كل الكيانات المؤسسية العربية لا سيما الشعبية والأهلية منها مهم لأن البديل هو أن نعيش وكأننا في جزر معزولة ويصبح الوطن العربي بمثابة أرخبيل من الأقطار التي تفتقد إلى الحد الأدنى من التواصل والتفاعل والتضامن وهذه صيغة غير قابلة للتطبيق لأسباب ستراتيجية واقتصادية وثقافية ولأسباب تتعلق بمنطق العالم الحديث.وذكر الغانم أن "خللا ما يحدث في دولة عربية ما مهما كان بعدها الجغرافي مؤثر على دولة أخرى بالتبعية إن لم يكن اليوم فبعد حين فهذا هو منطق عالمنا الراهن وعليه فإنني أؤكد أن ما تضمنته الوثيقة من ملفات هي مهمة جدا ولكن التنسيق بشأنها أكثر أهمية، و علينا أن نرتب الأولويات ونتحرك وفق آلية تنسيق عالية وأن يكون خطابنا موحدا قدر الإمكان وهذا لا يأتي إلا بالتشاور المستمر والتحاور الدائم وفتح باب النقاش والعصف الذهني بشكل متواصل".كما توجه الغانم مرة أخرى بالشكر الجزيل لجامعة الدول العربية والبرلمان العربي على استمرار عقد هذا الاجتماع المشترك آملا أن تستمر مثل هذه الاجتماعات سواء على مستوى رؤساء البرلمانات أو على مستوى ورش العمل وجلسات النقاش ذات الطابع التقني والتفصيلي والعملي والفني.وأعلن الغانم مجددا استعداد البرلمان الكويتي الدائم لاحتضان أي نشاط مشترك على مستوى البرلمانيين أو الأمانات العامة للبرلمانات لبحث مختلف الملفات التي تهم الدول العربية كافة.وكان الرئيس الغانم أكد ضرورة إزالة الخلافات والإشكالات بين العرب ورص الصفوف وتوحيدها لمواجهة التحديات الخطرة والانتصار عليها، مشددا على ضرورة التنسيق بين البرلمانات العربية لتحقيق الإنجازات والأهداف المطلوبة.وأضاف الغانم في تصريح صحافي عقب اختتام أعمال المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في القاهرة تحت عنوان (التضامن العربي): إن هناك الكثير من الخطوات الواقعية الفعلية التي اتخذت وظهرت في البيان الختامي للمؤتمر.وأكد الغانم أن "من أهم الأمور رص الصفوف لمواجهة التحديات الخارجية الخطرة جدا في وقت لا نعتبره من أفضل أوقاتنا كعرب".وأوضح الغانم أن "الخطوات الصحيحة في الاتجاه السليم هي محاولة إزالة كل الخلافات والإشكالات بين العرب وتوحيد الصفوف ورصها لنتمكن من المواجهة والانتصار".وردا على سؤال صحافي حول كيفية تحقيق التضامن العربي وترجمته إلى واقع، قال الغانم: إن "ترجمة التضامن العربي إلى واقع يشعر به المواطن العربي تكون أولا بنبذ كل الخلافات بين العرب والدول العربية، وأن تكون لنا ستراتيجية متفق عليها توصلنا إلى أهدافنا "ثانيا"، ثالثا أن يكون لنا صوت واحد في المحافل الدولية والإقليمية وأن نتفق على أولوياتنا وننسق بشأنها".وتابع قائلا: "طالبنا بإضافة نقطة ضرورة التنسيق بين البرلمانات العربية في كل المحافل لأنه تم تحقيق العديد من النجاحات في الاتحاد البرلماني الدولي وبعض المؤتمرات الإقليمية نتيجة هذا التنسيق".وأكد الغانم أنه "عندما غاب التنسيق غابت الإنجازات وفشلنا في تحقيق الأهداف المطلوبة منا"، داعيا إلى ضرورة عودة التنسيق على أعلى مستوى وتحديد ستراتيجية واضحة ومحددة المعالم.