الأحد 29 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الغرور المدمر
play icon
الأخيرة

الغرور المدمر

Time
الأربعاء 16 أغسطس 2023
View
141
السياسة

قصص إسلامية

بسبب الغرور، والصلف، وطريقة حكمه تدمرت بلاده، وانتهت مملكته وتشرد شعبه. إنها قصة تدور حول الكيفية التي يمكن لخطأ مهين واحد أن يغير حياة كل مواطن.
تبدأ قصة هذا الخطأ باستعراض مميت للقوة، وانتهى بملايين القتلى.
علاء الدين محمد، ملك خوارزم، في القرن الثالث عشر، كانت مملكته تسيطر على وسط آسيا، بما فيها اليوم إيران وباكستان وأفغانستان، وكانت هذه المملكة الغنية تسيطر على طريق الحرير الذي كان يتعين على جميع القوافل التجارية تدفع ضرائب على حركة انتقالها، ومرورها الى جانب مملكة خوارزم.
كانت مملكة خوارزم قوية وكبيرة بجيشها الذي كان يبلغ قوامه نصف مليون جندي، مزودين بأقوى الخيول والدروع.
وكانت سمرقند، عاصمة خوارزم، مركزا للعلم والثروة والمروج الجميلة، والعمران الرائع.
ولكن كل هذه القوة والثروة ليستا كافيتين لضمان ان تفوز الأمم بكل معركة تخوضها، فخطأ قاتل من علاء الدين محمد كان سببا فيما حل بالمسلمين على يد التتار من ألوان الدمار والقتل.
وقد كان من طبيعة شخصية محمد بن خوارزم شاه أنّه كان حاد الطباع، عصبياً معتدًّا بنفسه، ومتسرّعاً في اتخاذ القرارات من غير دراسة عواقبها، مما جعل وضعه السياسي منفصلاً ومعادياً للخلافة العباسية في العراق، ولغيرها من الممالك الإسلامية.
فلم يكن على وفاق مع الأتراك، ولا مع السلاجقة، ولا مع الغوريين في الهند، تلك الدول الإسلامية القوية في ذلك الوقت، لهذا كانت مملكته معزولة ومكروهة عن بقية الممالك، وشعوب العالم الإسلامي، لم يترك صديقاً له، مما جعله وحيداً في مواجهة الغزو التتاري المهول، وبسبب الحماقة والصلف والغرور اتخذ قرارات غبية مدمرة!
فقد حدث أن جماعة من التجار المسلمين خرجوا إلى بلاد جنكيز خان من دون إذن السلطان خوارزم شاه، فقابلهم جنكيز خان وأكرمهم غاية الإكرام، ورداً على سؤاله لهم: لأي شيء انقطعتم عنا؟ فقالوا: إن السلطان خوارزم شاه منع التجار من السفر إلى بلادك، ولو علم بنا لأهلكنا.
فأرسل جنكيز خان رسله إلى خوارزم شاه لإعادة العلاقات التجارية المتبادلة بين البلدين، وأرسل من جهته تجارا معهم أموال لا تعد ولا تحصى.
فأصدر خوارزم شاه مرسوما بقتلهم وسلب ما كان معهم.
فأرسل جنكيز خان إلى خوارزم شاه رسالة يستفسر منه عن الذي جرى، قال له: أعلمني هل هو عن رضا منك، إن لم يكن برضاك فنحن نطالب بدمائهم؟ فكان جواب خوارزم شاه: إن هذا كان بعلمي وأوامري، وما بيننا إلا السيف.
وأمر بقتل الرسل.
فيا لها من فعلة وما أقبحها، وكان هذا الخطأ القاتل هو السبب في إشعال ثورة غضب جنكيز خان فقام بغزو خوارزم.
وكانت حمامات الدماء، والخراب، والدمار في كل شبر من أرض خوارزم، ولما أدرك علاء الدين محمد (خوارزم شاه) الهزيمة المروعة هرب الى خراسان، ثم منها الى جزيرة نائية، ومات ودفن بها عام 1220ميلادية.
إمام وخطيب

محمد الفوزان

[email protected]

آخر الأخبار