الغش في الاختبارات ... مستقبل البلاد في خطر!

* د.بشار العثمان: مع الأسف أولياء الأمور يساعدون أولادهم على الغش
* د.حمود الحطاب: الغش من المتوسطة حتى الجامعة يؤكد انهيار التعليم
* د.محمد العنزي: العواقب وخيمة على المجتمع ويجب تغليظ العقوبات

تحقيق ـ ناجح بلال:

وسط استمرار التحقيقات مع المتهمين في قضية تسريب امتحانات الثانوية العامة والطلبة الذين تم ضبطهم متلبسين بالغش من قبل وزارة التربية، سجلت امتحانات الثانوية العامة حالات حرمان كثيرة، أغلبها بسبب الغش.
وفيما، تحاول وزارة التربية كبح جماح بعض الطلبة المستسهلين للغش، فرضت تقنيات إلكترونية جديدة نفسها كوسائل مهمة في عمليات الغش منها وضع السماعات داخل الاذن.
من جهتهم، وامام خطورة الظاهرة طالب عدد من خبراء التعليم وفعاليات أخرى بضرورة وقف معاول الهدم التي تكشف عن انهيار منظومة التعليم في البلاد.
وشددوا في تحقيق خاص لـ"السياسة" على ضرورة تغليظ العقوبات ومحاسبة كل متورط في تسريب الامتحانات مع حرمان الطالب من الامتحان في حال تورطه في عملية الغش.
وأشاروا إلى أهمية وضع أكثر من نموذج للامتحانات منعا لتسريبها، فيما اقترح بعضهم وضع أجهزة تشويش في المدارس أثناء الامتحانات.
وإليكم التفاصيل:

بداية يقول أمين صندوق جمعية جودة التعليم الكويتية والاكاديمي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.بشار العثمان إن الغش في الثانوية العامة بدأ منذ سبع سنوات تقريبا ومازال يتم بالمنهجية نفسها والتكنولوجيا نفسها، متسائلا لماذا لاتتخذ وزارة التربية كافة الإجراءات التشديدية لوقف الغش في الامتحانات خاصة وأنه إذا ضبط عدد من الغشاشين فمن يكشف أمره يمثل ثلث مجموع الفئة التي تغش وهذا معناه أن من تعود على الغش ونجح بهذا الاسلوب سيستسهل أي شيء في عمله وسيلجأ للغش في عمله أو التزوير، معربا عن استيائه لمساعدة أولياء الامور أولادهم في هذا الجرم.
وأوضح د. العثمان بأن الغش يدمر المجتمع خاصة وأن الأجيال التي نجحت بالغش هي من ستحمل راية المستقبل لافتا، إلى أنه يشعر بالاستغراب عندما يفاجأ بوجود طلبة لديه في سن الجامعة ويفتقدون لإتقان القراءة والكتابة متسائلا كيف نجح هؤلاء في الثانوية العامة؟
وذكر د.العثمان أن تغليظ العقوبات والمحاسبة والدائمة من أسباب تقليص حالات الغش مطالبا بضرورة الاقتداء بتجربة المملكة العربية السعودية في القضاء على الغش في الامتحانات من خلال إجراء اختبارات تحصيلية عقب تلك الاختبارات.

انهيار منظومة التعليم
من جهته يقول الموجه العام للتربية الإسلامية في وزارة التربية سابقا د.حمود الحطاب إن ظهور حالات الغش في الثانوية العامة هذا العام يؤكد انهيار منظومة التعليم في الكويت ويوضح إلى أي مدى تسير العملية التعليمية في الكويت للوراء، لافتا إلى أن الغش عبر غروبات إلكترونية في امتحانات الثانوية العامة يوضح أن هناك من يخون الأمانة الملقاة على عاتقه وهم إما من واضعي الامتحانات أو من الطباعين أو ممن يتولون أمر الغرفة التي توضع بها أوراق الأسئلة.
ورأى د.الحطاب أن الغش يدمر مستقبل الطلاب ويعلمهم الاتكالية والغش والنصب والاحتيال لافتا إلى أن هناك العديد من الأسباب تدفع الطلاب للغش منها صعوبة المناهج التي تدرس للطلاب في مختلف المراحل التعليمية خاصة وأن الغش يمارس في مراحل التعليم المتخلفة من المتوسطة حتى الجامعة.
وبين أنه عندما كان يضع امتحانات التريية الإسلامية من العام 1987 حتى العام 1997 لم تحدث حالة غش واحدة حيث كانت تطبع ثلاثة نماذج للامتحان الواحد ومن يستلم الامتحان لايدري أي نسخة سيتم توزيعها على الطلاب متمنيا أن تفكر وزارة التربية في عودة هذا النظام حتى إذا تسرب امتحان يتم تدارك الأمر سريعا وتسلم نسخة أخرى في اللجان.
وأشار د.الحطاب إلى أنه عندما كان يراقب على امتحانات إحدى الجامعات اكتشف الكثير من حالات الغش من الشباب والفتيات،موضحا أنه كان يجمع " براشيم " عديدة من الشباب أثناء الامتحانات.
وذكر أنه عندما أشاد بالطالبات لالتزامهن بعدم الغش قلن له ومن أدراك بل شبعنا في الغش فقال لهن كيف فقلن له الفتيات لهن أساليب مختلفة ومبتكرة في الغش دون أن يفصحن عنها.

الحزم بالمواجهة
من جهته، يقول استاذ علم الاجتماع د.محمد العنزي إن الغش في الامتحانات له عواقب وخيمة على المجتمع ككل في حاضره ومستقبله فضلا عن تأثيراته السلبية والخطيرة على الطالب المتفوق الذي يريد أن يحصل على أعلى النسب في الامتحانات، مشيرا إلى أن استمرار آفة الغش في الثانوية العامة يجب أن تواجه بحزم حماية للأجيال من الانحراف حيث أن الطالب الذي ينجح بأسلوب الخداع والغش سينتهج هذا الأسلوب طوال حياته.
وطالب بضرورة تغليظ العقوبات ومحاسبة كل متورط في تسريب الامتحانات مع حرمان الطالب من الامتحان في حال تورطه في عملية الغش.