تحقيق ـ ناجح بلال:ارتفعت أسعارُ المكسرات بصورة مبالغ فيها خلال شهر رمضان الحالي، إذ بلغت الزيادة نحو 60% في معظم السلع الرمضانية، بالإضافة إلى أن هذه السلع تعاني غشاً تجارياً وبعضها غير صالح للاستخدام الآدمي.وأكد مُتسوِّقون في تحقيق أجرته "السياسة"، أنَّ الجميع اتفقوا على المستهلك واستغلوا الشهر الفضيل والإقبال على هذه السلع في رفع الأسعار بشكل غير منطقي، مقارنة بأسعارها قبل حلول شهر رمضان، بل ومقارنة بشهر رمضان الماضي... وفيما يلي التفاصيل: تقول أم جمال: إن سعر كيلو الزبيب الإيراني تخطى الدينارين ونصف الدينار بينما كان يباع في شهر رمضان الماضي بحدود الدينار والربع اما أنواع الزبيب الأخرى فكان الكيلو لا يزيد عن دينار ونصف الدينار ووصل سعره الآن إلى نحو الدينارين، فضلاً عن أن لفافة التين المجفف زنة الربع كيلو التي كانت تباع بـ 600 فلس قبل شهر رمضان الجاري بشهر، وصل سعرها حاليا إلى دينار وربع الدينار، وهناك بعض منتجات عين الجمل أو الكاجو والسوداني تباع على أن صلاحيتها ذات مدة بعيدة ولكن عند تناولها تجد بعضها متعفن وهذا نوع من الغش ولابد على الأجهزة الرقابية أن ترصده.ويقول بوغازي: إن غياب رقابة وزارة التجارة على الأسعار أدى إلى تزايد حالات الغش والتدليس في منتجات المكسرات وليس هذا فحسب بل هناك زيادة عالية لأسعار جميع أنواع المحمصات التي تحتاجها الأسرة في شهر رمضان، وتصل الزيادة إلى أكثر من 60 في المئة خلال هذا الشهر، لافتاً إلى أن المنتج الوحيد الذي انخفض سعره عن العام الماضي هو لفافات قمر الدين المصنوعة من فاكهة المشمش حيث تباع اللقافة الآن من 190 إلى 300 فلس، وكانت تباع في شهر رمضان الماضي والذي قبله تباع بأكثر من 600 فلس.وأفاد بأن منتجات السوداني والكاجو والفستق واللوز زادت من 55 إلى 60% عن ذي قبل ولكن الزيادة فقط شملت هذه النوعيات غير المحمصة حيث إنها تستخدم وبكثرة في صناعة الحلويات كالجلاش والكنافة والقطايف وخلافه، مطالباً الجهات الرقابية بأن تكثف الجولات التفتيشية على مراكز بيع كل لوازم الأسرة سواء في شهر رمضان أو غيره.ويقول المواطن عادل الحمد: إن ما يؤكد جشع تجار المكسرات أن أسعارها متفاوتة بين مركز وآخر حيث نجد في بعض الأحيان على سبيل المثال أن سعر كيلو اللوز غير المحمص يباع بحدود الدينارين ونصف الدينار، وقد تجده في مركز تسويقي آخر بحدود دينار ونصف الدينار أو أقل بقليل مطالباً وزارة التجارة بأن تتوسع في تراخيص استيراد المواد الغذائية من أجل القضاء على الاحتكار في سوق الأغذية. أما سعود الفيلكاوي فيقول: إن أسعار مستلزمات شهر رمضان في الكويت تفوق الحدود خصوصا في منتجات الكاجو والسوداني والفاكهة المجففة وخلافه، فأسعار تلك المنتجات تبدأ بالهبوط مع العشر الأواخر من شهر رمضان من كل عام بما يؤكد أن رفع أسعار تلك المنتجات مصطنع، وهناك بعض المراكز الغذائية تبيع بسعر أقل ولكن جودة منتجاتها سيئة جداً وربما شارفت صلاحيتها على الانتهاء.ويؤكد علي كاظم أكبر، تاجر المكسرات في احد المراكز التسويقية، أن تاجر التجزئة يهمه سمعته ولكنه قد يضطر لرفع السعر بسبب ارتفاع أسعار منتجات المكسرات عالمياً، أو بسبب احتكار بعض الشركات المستوردة لتلك السلعة، كما أن هناك بعض المراكز التسويقية بالفعل تبيع المكسرات المشكلة أو غيرها بنصف القيمة ولكن هذه المنتجات ربما تكون غير صالحة للاستخدام، والزبون لا يعلم لها تاريخ صلاحية حيث تباع بالكيلو، والمستهلك يمكن أن يتعرف على المنتج الجيد من غيره من خلال شكله العام فالكاجو سواء المحمص أو غير المحمص قد تكتشف جودته دون التذوق من خلال حاسة الشم حيث تنتشر رائحة هذا المنتج عندما تقربه من الأنف، والطريقة الأخرى للتعرف على منتج المكسرات أن يضغط المتسوق بطرف ظفره على حبة الكاجو أو اللوز أو السوداني فإذا تم غرس الظفر بسرعة فهنا تكون جودة هذا المنتج عالية ولكن بالنسبة للفستق فهذا يبدو من خلال لون الحية داخل القشرة فكلما اقترب لونها من اللون الأخضر فهذا يدل على أنها طازجة.وبيَّن أنَّ الغش في سوق المكسرات له وسائل وصور عديدة وأبرز أنواع الغش هو خلط المنتج الجيد بالردئ كما أن بعض التجار معدومي الضمير يبيعوا منتجات انتهت صلاحيتها ويرشوا عليها بعض المواد التي تغيب تعفنها، مطالباً بشراء المكسرات من تجار ثقة حتى ولو كان السعر مرتفعاً بعض الشيء أما المكسرات رخيصة السعر فأغلبها مضروبة خصوصا أنه يصعب على الجهات الرقابية التفرقة بين المنتج المغشوش من عدمه خصوصا في منتجات المكسرات ولكن هناك بعض الأجهزة الحساسة تباع في دول أوروبية فهي بمجرد تمرير ضوئها على المكسرات فتعطي الضوء الأحمر إذا كانت الجودة رديئة وتعطي الضوء الأخضر إذا كانت جيدة، وارتفعت الأسعار هذا الموسم بالفعل نحو 50 في المئة بسبب كميات السحب الهائلة في ظل شح المنتج في السوق.

مراقبة الأسواق واجبة في شهر رمضان
جولات دائمة على الأسواققال مصدر في وزارة التجارة والصناعة: إن مفتشي الوزارة من إدارة حماية المستهلك يقومون بجولات دائمة على الأسواق الغذائية بشكل عام وبالنسبة للمكسرات بأنواعها كافة فيتم دائما التفتيش عليها وفي حالة الشك في أي منتج يتم اصطحاب عينة لفحصها وإذا تبين فقدانها للصلاحية يتم فورا اتخاذ الإجراءات القانونية وقد يصل الأمر للإغلاق أو على حسب حكم القاضي، لافتا إلى أن الوزارة لا تتوانى في حالة تلقيها أي شكوى من المتسوقين.