الجمعة 16 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   الدولية

الغضب الخليجي بداية سقوط منظومة الميليشيا والفساد في لبنان

Time
السبت 30 أكتوبر 2021
View
5
السياسة
* حكومة ميقاتي على "كف عفريت" ودعوات واسعة لاستقالتها والتخلُّص من المحور الإيراني
* الحريري: نعيش فعلاً في جهنم والمسؤولية أولاً وأخيراً تقع على "حزب الله" المُعادي للعرب
* وزير التربية: العمل الحكومي مستمر... وأملنا كبير للتوصل لحلِّ هذه الأزمة قريباً


بيروت ـ من عمر البردان:


في أخطر أزمة ديبلوماسية يُواجهها لبنان في تاريخه، بعد استقالة مسؤوليه من أدنى واجباتهم تجاه أشقائهم الخليجيين، وتحول لبنان منصة للتهجم على دول "مجلس التعاون"، وبعدما طفح الكيل، كان أمراً طبيعياً أن تقود ممارسات السلطة اللبنانية الحاكمة إلى عزلها؛ "لأن الحكومة اللبنانية لم تكن على قدر المسؤولية، ولم تتخذ القرار المطلوب بإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي الذي أساء إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فقد جاء القرار السعودي مدوياً، بفرضه عزلة خليجية خانقة على لبنان، بعد تمادي مسؤوليه في الإساءة للمملكة، وآخرهم الوزير القرداحي، وهو أمر لا يمكن أن تسمح به الرياض"، على ما قالته أوساط ديبلوماسية خليجية رفيعة لـ"السياسة"، مشددة على أن "هناك خطوات تصعيدية أخرى سيتم اتخاذها، بعدما تبين أن المسؤولين اللبنانيين لا يعون حجم المخاطر المترتبة عن تسليم القرار اللبناني لحزب إيران في لبنان".
وأشارت إلى أن "العزلة الخليجية للبنان، ستستمر طالما بقي الارتهان اللبناني للإيرانيين قائماً، على حساب مصالح لبنان الوطنية والعربية".
إلى ذلك، اتسعت الحملة السياسية على الحكومة، وسط مطالبات باستقالتها، بعدما أدارت ظهرها للأزمة التي تسبب بها القرداحي مع الدول الخليجية، ولم تبادر إلى إقالته، حيث كشفت معلومات موثوقة لـ"السياسة"، أن وضع الحكومة الميقاتية أصبح على كف عفريت، وبالتالي فإن استقالتها أصبحت واردة في أي لحظة، ولم يعد الأمر، مرتبطاً بوزير أو اثنين يريدان الاستقالة.
وأشارت المعلومات إلى أن ما جرى وضع الرئيس نجيب ميقاتي في وضع لا يحسد عليه أبداً، وهو الذي قال منذ أسابيع قليلة، إن السعودية هي قبلته السياسية والدينية. وقد علمت "السياسة"، أن الثنائي الشيعي أبلغ من يعنيهم الأمر أنه سيسحب وزراءه من الحكومة، فور تقديم الوزير قرداحي استقالته من الحكومة.
وأبدى الرئيس ميقاتي، أسفه لقرار المملكة العربية السعودية، وللإجراءات التي اتخذتها.
وقال ميقاتي في بيانٍ: "لطالما عبّرنا عن رفضنا اي اساءة توجًه الى المملكة العربية السعودية ودعونا الى تصحيح ما شاب العلاقات بين البلدين الشقيقين من شوائب خلال الفترة الماضية، وشددنا في البيان الوزاري على ان من اولويات حكومتنا العمل على استعادة العلاقات والروابط التاريخية بين لبنان واشقائه العرب".
وأضاف، "كما عبرنا وشددنا قبل يومين على أن موقف وزير الإعلام جورج قرداحي الذي أعلنه قبل توليه مهامه الوزارية لا يمثل رأي الحكومة، وأكدنا حرصنا على العلاقات اللبنانية - الخليجية، وتمنينا أن تستعيد العلاقات اللبنانية- السعودية خصوصاً واللبنانية- العربية عموما متانتها".
وتابع: "إننا نأسف، بالغ الأسف لقرار المملكة ونتمنى أن تعيد قيادة المملكة، بحكمتها، النظر فيه، ونحن من جهتنا سنواصل العمل بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته".
وقال: "نتوجه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بخالص آيات التقدير والاحترام ونعرب لهم عن رفضنا الشديد والقاطع الى كل ما يسيء للعلاقات الأخوية العميقة مع المملكة والتي وقفت الى جانب الشعب اللبناني دائماً في مواجهة تحدياته الكبيرة على مدى عقود طويلة، ونؤكد تمسكنا بكل الروابط الاخوية المتينة وعلى سعينا الدؤوب من اجل الحفاظ على افضل العلاقات الاخوية مع المملكة العربية السعودية والاخوة في مجلس التعاون الخليجي".
وتشاور الرئيس ميقاتي، مع رئيس الجمهورية ميشال عون في المستجدات، وعلى الأثر أجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بوزير الإعلام جورج قرداحي وطلب منه تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية.
كما طلب ميقاتي من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب البقاء في بيروت وعدم التحاقه بالوفد اللبناني الى"مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي"، في اسكتلندا لمواكبة التطورات والمستجدات الاخيرة وانشاء خلية لإدارة هذه الازمة المستجدة على لبنان.
وعقد، أمس، اجتماعٌ لخلية الأزمة في وزارة الخارجية لبحث الأزمة المستجدة مع السعودية.
وبعد انتهاء الإجتماع صرّح وزير الخارجية عبدلله بو حبيب قائلا، "حريصون على بقاء لبنان في الصف العربي، وأن الجهات الدولية التي تواصل معها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي طلبت منه عدم التفكير بالاستقالة".
من جهته، اعتبر وزير التربية عباس الحلبي، أن "العمل الحكومي مستمر ولا يمكن ترك البلد من دون حكومة بالنظر إلى الأزمات التي يعيشها".
وأضاف: "أملنا كبير أننا قادرون على التوصل لحل هذه الأزمة قريباً، وأن الموضوع قيد المعالجة ونتطلع إلى ساعات قليلة لمعالجة تداعيات الأزمة".
وقال الرئيس ميشال سليمان لـ"السياسة"، "بين رحيل وزير أو فساد العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تحتضن مئات آلاف اللبنانيين، نفضل أن يرحل الوزير بأي شكل من الأشكال".
وأضاف: "لا يجوز لشخص أو لحزب بمفرده أن يفسد علاقاتنا مع محيطنا الطبيعي تحت أي حجة كانت".
من جهته، غرد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، عبر "تويتر" كاتباً: "انطلاقاً من ثوابت المصلحة الوطنية، نرفض إطلاقاََ أن يكون لبنان في عزلة عن الشرعية العربية، ونؤكد الحرص على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب".
وجدد التأكيد "على أمن وأمان السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي وسلامتها من كلّ تعرّض لمجتمعاتها التي تسمو بالخير والعطاء الدائم للبنان".
توازياً، صبت المعارضة اللبنانية جام غضبها على حكومة ميقاتي، داعية إياها للاستقالة، بعدما أساءت إلى علاقات لبنان الخليجية والعربية، وسط معلومات أشارت لـ"السياسة"، إلى أن "هناك توجهاً لدى أحزاب المعارضة إلى توسيع رقعة الاحتجاجات على الحكومة، من أجل دفعها للاستقالة في أسرع وقت، لأنه لم يعد مسموحاً البقاء تحت سطوة حزب الله وجماعات إيران في لبنان".
واستنكر رؤساء الحكومة السابقون فؤاد السنيورة، سعد الحريري، وأدانوا في بيان، "المواقف الخارجة عن الاصول والاعراف والمواثيق العربية والدبلوماسية والاخلاقية التي صدرت عن وزير الاعلام في الحكومة جورج قرداحي سواءٌ تلك التي أدلى بها قبل تشكيل الحكومة أو بطبيعة التبريرات التي صدرت عنه بعد ذلك، لأنّها أصبحت تشكل ضربة قاصمة للعلاقات الأخوية والمواثيق والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية الشقيقة، وتحديداً مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية".
وأضاف، إن "الخطوة الاولى المطلوبة وفي الحد الادنى هي في أن يدرك الوزير المعني إلى ما أوصلته مواقفه من إِضرار بالمصلحة الوطنية العليا للبنان، وبالتالي أن يبادر ويسارع إلى تقديم استقالته، إذ إنّ استمراره في الحكومة أصبح يشكّل خطراً على العلاقات اللبنانية- العربية وعى مصلحة لبنان وعلى مصالح اللبنانيين في دول الخليج العربي وفي العالم".
وأردف: "إنّ لبنان لم يعد قادرا على تحمل الضربات والانتكاسات المتوالية التي وقعت والمت به نتيجة انحراف السياسة الخارجية للبنان بشكل مخالف للسياسة التي أعلنت الحكومات اللبنانية المتعاقبة عن التزامها بها لجهة النأي بالنفس عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية، وذلك بالانضمام إلى المحور الذي تقوده إيران في المنطقة، وكذلك من خلال الدور التدخلي والتدميري الذي اضطلع به حزب الله منذ انخراطه في الازمات والحروب العربية انطلاقاً من التورط بالحرب السورية ومروراً بالتورط في أزمة العراق وفي الكويت، ووصولاً الى التورط في حرب اليمن التي تشنها إيران على المملكة العربية السعودية وعلى دول الخليج".
وقال الرئيس سعد الحريري في بيان: إن "تصل العلاقات بين لبنان وبين السعودية وسائر دول الخليج العربي الى هذا الدرك من انعدام المسؤوليه والاستقواء بالافكار المنتفخة، فهذا يعني بالتأكيد اننا بتنا كلبنانيين نعيش فعلاً في جهنم".
وأضاف: "سياسات رعناء واستعلاء باسم السيادة والشعارات الفارغة قررت ان تقود لبنان الى عزلة عربية غير مسبوقة في تاريخه، اما ثمن العزلة فسيتم دفعها من رصيد الشعب اللبناني المنكوب اساسا باقتصاده ومعيشته ويتعرض يوميا لابشع الاهانات دون ان ترف لاهل الحكم وحماته من الداخل والخارج جفون القلق على المصير الوطني".
ورأى أن "المسؤولية اولا واخيرا تقع في هذا المجال على حزب الله الذي يشهر العداء للعرب ودول الخليج العربي، وعلى العهد الذي يسلم مقادير الامور لاقزام السياسة والاعلام والمتطاولين على كرامة القيادات العربية".
وتابع: "ان السعودية وكل دول الخليج العربي لن تكون مكسر عصا للسياسات الايرانية في المنطقة، وسيادة لبنان لن تستقيم بالعدوان على سيادة الدول العربية، وتعريض مصالح الدول الشقيقة وامنها للمخاطر المستوردة من ايران".
وأردف: "تريدون دولة ذات سيادة وكرامة وطنية، ارفعوا يد ايران عن لبنان، واوقفوا سياسات الاستكبار ورفع الاصابع وتهديد اللبنانيين بوجود جيش يفوق عدة وعددا جيش الدولة ومؤسساتها الامنية والعسكرية".
وعلق رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على الإجراءات الأخيرة من قبل السعودية بحقّ لبنان، وكتب في تغريدةٍ، عبر "تويتر": "كفانا كوارث، اقيلوا هذا الوزير الذي سيدمر علاقاتنا مع الخليج العربي قبل فوات الأوان".
وسأل: "إلى متى سيستفحل الغباء والتآمر والعملاء بالسياسة الداخلية والخارجية اللبنانية؟".
وصدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بيان قال فيه: "بعيداً من كل التنظيرات الفكرية التي نسمعها من البعض في الوقت الحاضر، هناك أزمة متدحرجة كبيرة جداً بين دول الخليج والحكومة اللبنانية".
وأضاف: إن "الأكثرية الحكومية الحالية مدعوة إلى اتخاذ إلى اتخاذ قرار سريع وحاسم وواضح لتجنيب الشعب اللبناني مزيداً من المآسي". وفي السياق، غرد رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، عبر "تويتر"، كاتبًا: "بدأ عدد من الوزراء يعدّون كتب إستقالتهم ومنهم وزير يمسك بحقيبة حساسة".
وأضاف: "إنها بداية سقوط إمبراطورية الفساد والاحتلال والميليشيا، مكابرتكم وتعجرف وزراء الصدفة وودائع الاسد سيدفعكم نحو مزبلة التاريخ". إلى ذلك، ونتيجة للقرارات الخليجية بحق لبنان، سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء، ارتفاعاً ملحوظاً، تجاوز الـ21000 ليرة لبنانية للدولار الواحد.


الإمارات تسحب ديبلوماسييها وتمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان

بيروت - "السياسة": أعلنت دولة الإمارات، أمس، سحب ديبلوماسييها من الجمهورية اللبنانية.
وقال وزير دولة، خليفة شاهين المرر، إن قرار سحب الديبلوماسيين جاء تضامناً مع المملكة العربية السعودية في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأشار إلى استمرارية العمل في القسم القنصلي ومركز التأشيرات في بعثة الدولة لدى بيروت خلال الفترة الحالية.
كذلك قررت الإمارات منع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
وكانت الخارجية الإماراتية أعربت عن "استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء هذه التصريحات المشينة والمتحيزة، التي أدلى بها جورج قرداحي، والتي أساءت إلى دول تحالف دعم الشرعية في اليمن"، مشددة على أن التصريحات تنم عن الابتعاد المتزايد للبنان عن أشقائه العرب.


الهيئات الاقتصادية: الأزمة ناتجة عن تراكم الإساءات والسلبيات والفشل

بيروت ـ"السياسة": أعلنت الهيئات الإقتصادية أنها تحمل القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة المسؤولية الكاملة عن الانهيار الشامل الحاصل على مستوى البلاد وعن كل الاحداث التي تجري تباعاً والتي تزيد الخراب خراباً، معتبراً إن تسارع الأحداث والأزمات التي بدأت تنفجر من كل حدب وصوب، ناتج عن تراكم الإساءات والسلبيات والاداء الفاشل على مدة سنوات طويلة".
وقالت الهيئات الاقتصادية، في بيان أمس: بعد انهيار مختلف نواحي الحياة في البلد وصولاً الى ضرب علاقاته الخارجية والعزلة التي يعيشها، لا بد من التحرك سريعاً لمعالجة الأزمة المستجدة، وبالتوازي القيام بمعالجة أكثر جذرية وشمولية ترتكز على أسس صلبة.
وفي السياق، كشف رئيس "هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية" إيلي رزق، في بيان أمس، ان "المواقف التي ستتخذها الجاليات اللبنانية المقيمة في السعودية ودول الخليج ليست نابعة من خوفها على مصيرها وعلى أعمالها، فهي والحمدلله تعيش في دول تحترم الإنسان المقيم وتقدم له كل سبل العيش بكرامة وتحفظ له حقوقه، بقدر ما هي نابعة من خوفها على مصير لبنان وسمعته وعلاقاته الأخوية والتاريخية مع أشقائه العرب ودول الخليج ومصير القطاعات الإنتاجية فيه من صناعية وسياحية وزراعية وخدماتية والتي ستتأثر بشكل مباشر وستكون لها آثار كارثية على مجمل الاقتصاد اللبناني والذي يعاني أصلا من عدة أزمات".
واعتبر رزق، أن "المطلوب معالجات جذرية وعملانية للأزمات المستجدة مع المملكة العربية السعودية والناتجة عن تقاعس الدولة عن تأمين الضمانات اللازمة لمنع استعمال لبنان كممر وكمعبر لتهريب كافة انواع المخدرات إلى الأسواق الخليجية وكمنبر التهجم على السعودية وعلى دول الخليج".


السعودية تؤكد حرصها على المُقيمين اللبنانيين بالمملكة

بيروت - "السياسة": أعلنت الحكومة السعودية أنها ستتعامل مع اللبنانيين المقيمين في أراضي المملكة باعتبارهم "جزءا من اللحمة التي تجمع الشعب السعودي وأشقاءه العرب رغم التوتر السياسي الحاد بين البلدين".
وقالت الحكومة، في بيان أصدرته، ليل أول من أمس، وأعلنت فيه عن استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور مع إمهال السفير اللبناني لدى المملكة 48 ساعة للمغادرة، إنها "تؤكد حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة الذين تعتبرهم جزءا من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة". وأضافت أنها "لا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبرا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والعزيزة على الشعب السعودي".
وقبيل مغادرته بيروت قال السفير السعودي، وليد بخاري، أمس، إن "المملكة تؤكد حرصها الدائم على المواطنين اللبنانيين".
آخر الأخبار