الدولية
الغضب السعودي يُنذر بالأسوأ والإمارات تعرض مقرَّ سفارتها ببيروت للبيع
الاثنين 01 نوفمبر 2021
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة": تعوّل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي تعرضت لاهتزاز كبير سيودي بها عاجلاً أم آجلاً، بعد فضيحة وزير الإعلام جورج قرداحي، على تحرك قطري كما تعول على تحرك أميركي ـ فرنسي باتجاه السعودية وبقية دول الخليج، يحد بعض الشيء من العزلة القاتلة التي أوقع لبنان نفسه بها، بعدما أدار ظهره لمصالحه، على حساب علاقاته التاريخية بالدول الخليجية، دون أن تتضح معالم الجهود الأميركية والفرنسية على هذا الصعيد، في وقت علمت "السياسة"، أنه لا استجابة خليجية مع الوسطاء، بل إن المؤشرات في معظمها، تنحو منحى سلبياً، وسط توقعات بإمكانية فرض مزيد من العقوبات على لبنان، لأنه ما عاد مقبولاً أن يستمر الأداء اللبناني على ما هو عليه.ومع تصاعد الأزمة اللبنانية الخليجية، أكد مصدر إماراتي رفيع لـ "صوت بيروت إنترناشونال"، أنه "سيتم عرض مقر السفارة الإماراتية في لبنان للبيع"، مضيفاً: "لم يعد هناك أي ديبلوماسي أو موظف اماراتي من وزارة الخارجية في لبنان"، لافتاً إلى أن "عودتهم مرتبطه بعودة السيادة لهذا البلد".وفيما واصل رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالاته لمعالجة تداعيات قرارات دول خليجية رداً على تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي، حيث تشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الخطوات الواجب اعتمادها، صرّح الرئيس ميقاتي من غلاسكو، قائلاً: "مناشدتي للوزير قرداحي لم تترجم واقعياً"، مضيفا: "نحن أمام منزلق كبير وإذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا".وأجرى رئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، في اليوم الاول لمشاركته في "مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي"، في مدينة غلاسكو في اسكتلندا، سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية، والتقى الرئيس ميقاتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.وخلال اللقاء، أكد أمير قطر أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن، إلى بيروت قريباً، للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، واستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية - الخليجية. وشكر ميقاتي أمير قطر "على موقفه الدائم الداعم للبنان".وفي الإطار، سألت مصادر سياسية "ألا تستحق هذه الآخرة المخيفة التعيسة للبنان، من رئيس الجمهورية، موقفا نوعيا شجاعا يقول فيه للحزب "لهون وبس"؟، مؤكدة أنه بكلمات قليلة منه، يستطيع عون لجم الكارثة الآتية وانقاذ عهده وإعادة القطار اللبناني المخطوف إلى السكة الصحيحة. فهل يطلّ على اللبنانيين في خطاب في ذكرى انتخابه (التي لم يتحدّث فيها للمرة الاولى منذ انتخابه)، ليعلن بوضوح ان لبنان عربي الهوية والانتماء ولن يقبل ان يتحوّل إلى جزيرة معزولة فارسية، ويبدي رغبته بزيارة المملكة لتسوية الخلاف الناشئ؟ أم يبقى صامتا منتظرا تدخلا اميركيا - فرنسيا يخفف من تداعيات الأزمة ولا يحلّها؟ الخيار الأول يبقى الأفضل، لأن العهد الذي يريد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان يستمر سنينا إضافية، لا يمكن ان يكون على شكل هذا العهد حكما. وعلق المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ على ما يحصل بين لبنان والسعودية، موضحاً أنه "ليس لدينا موقف معين بالنسبة لهذا الصراع لأن لدينا علاقات مع لبنان ومع الشعب اللبناني منذ سنوات، كما عندنا علاقات مع الدول الخليجية بما فيها المملكة العربية السعودية ودول أخرى".وأكد وربيرغ، أن "الولايات المتحدة لا تريد الخوض في هذا الصراع، وترى أن الوقت الآن هو لدعم الحكومة اللبنانية وتشجيع الاستقرار".وعلى وقع معلومات لـ "السياسة، بتصعيد سعودي في المرحلة المقبلة، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بعد لقائه نظيره الأميركي أنطوني بلينكن، أن لبنان بحاجة إلى من يُعيد له سيادته وعلى قادته أن يفيقوا.وقال : الإشكالية في لبنان أكبر من تصريح وزير، وإنما تكمن في سيطرة وكلاء إيران.وأضاف: لبنان بحاجة لمراجعة وإصلاح شامل، يُعيد له سيادته ومكانته في العالم العربي وسندعم أي جهود في هذا الاتجاه.وغرد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، عبر "تويتر" كاتباً: "فليتعظ الجميع: لبنان يستمد شرعيته العربية من علاقاته المميزة والعميقة مع أشقائه في السعودية ودول الخليج العربي، ولا يحتمل عزلته عن محيطه ولن يكون يوماً منصة للهجوم على أي دولة شقيقة"، وأضاف: "لا يمكن لأحد تغيير هويتنا العربية".من جهته، اعتبر النائب فؤاد مخزومي، أن "الخلاف مع حزب الله لا يقتصر على السعودية فقط، بل إن اللبنانيين بمعظمهم أيضاً على خلاف مع حزب الله وأجندته السياسية التي لا تمثلهم. وقال: نرفض سياسية حزب الله في الداخل اللبناني، ونرفض أن يكون لديه اجندة اقليمية تهدد امن دول الخليج.وغرد الوزير السابق أشرف ريفي، عبر "تويتر" كاتباً: "سنة خامسة إنهيار وفساد ومحاصصة واستزلام لمشروع السلاح، وإثارة نعرات طائفية والإطاحة بعلاقات لبنان العربية والدولية".إلى ذلك، كشفت معلومات، أن "شركة DHL أعادت إلى زبائنها كافة الطرود التي استلمتها منذ يومين، لأنها غير قادرة على التسليم في السعودية من وإلى لبنان".وفي السياق، علق الأمير السعودي سطام بن خالد، مقدما "حلا بسيطا" كما نشر، داعيا القيادة السياسية في لبنان بأن يكون السلاح بيد الدولة، وليس بيد أحزاب تفرض أجنداتها، وبأن ينأى لبنان نفسه عما يحدث بالمنطقة من تجاذبات سياسية، خاصة الحاقدة على الدول العربية، لتعود كما كانت أثناء تواجد الشهيد رفيق الحريري، ملاذاً آمناً للسياحة والاستثمار.