الدولية
الغضب السُّني يتصاعد... وخطباء المساجد انتقدوا "حزب الله"
السبت 21 ديسمبر 2019
5
السياسة
كتلة جنبلاط النيابية تقاطع استشارات دياب لتشكيل الحكومة... و"المستقبل" و"القوات" لا يشاركانالعرب "نفضوا" أيديهم من لبنان الذي ارتمى في عهد عون بالحضن الإيراني المعادي للعروبةمكتب الحريري: توافقنا الوحيد مع "الثنائي الشيعي" هو العمل بكل الوسائل لمنع الفتنة وحماية السلم الاهليبيروت ـ"السياسة": لم تهدئ مطالبات زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري لمناصريه بالتعبير في الشارع بطريقة سلمية، وعدم التعرض للجيش والقوى الامنية، من السخط السني المتفاقم، رفضاً لإقدام "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر"، على المجيئ بالأستاذ الجامعي حسان دياب غير المعروف في الأوساط السنية وتسميته رئيساً مكلفاً بتشكيل الحكومة، وسط معارضة واسعة من قيادات طائفته الروحية والزمنية لهذا التعيين، وهو ما ظهر بوضوح من خلال مواقف القيادات السُّنية السياسية، وخطباء المساجد الذين وجهوا انتقادات عنيفة ل"حزب الله" ولهذا الأسلوب الذي اعتمده في نفض الغبار عن دياب، وتجاهل الإرادة السنية الجامعة المطالبة بعودة الرئيس الحريري إلى السرايا الحكومية.إلى ذلك، رأت أوساط سياسية متابعة كما أبلغت "السياسة"، أن "حزب الله" الذي استكمل وضع يده على المؤسسات الدستورية، بعدما كان له ما أراد من خلال الإمساك بقرار الحكومة التي ستشكل، قد أخذ لبنان إلى مكان بالغ الخطورة، متجاوزاً إرادة الطائفة السنية التي يثور أبناؤها في الساحات، غضبا مما اقترفه "حزب الله" ومعه "أمل" و"العوني"، ما ينذر بأن الآتي أعظم، وأن الضغط المتواصل على المكون السني، لا بد وأن يولد الانفجار، في وقت تزداد التحذيرات من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، لأن الجمهور الغاضب، ربما لن يلتزم بعد اليوم، بما قد يطلبه منه الرئيس الحريري، أو القيادة الدينية التي تنظر بامتعاض شديد إلى هذا التجاهل من جانب "الثنائي الشيعي" والعهد، لموقف الطائفة المطالب بتولي الحريري رئاسة الحكومة. وحمّلت الأوساط قوى الثامن من آذار وفي مقدمهم "حزب الله" مسؤولية ما قد يجري على الأرض نتيجة الإمعان في قهر المكون السني الذي عانى كثيراً طيلة السنوات الماضية من ممارسات "حزب الله" وحلفائه الكيدية، والتي ما كانت إلا سبباً في هدم البنيان الوطني، وتمزيق وحدة البلد، لحساب الأجندة الإيرانية، فيما كان العهد بموقف المتفرج على ما يجري، ما أدى إلى تعميق الانقسام الداخلي أكثر فأكثر، وازدياد النقمة الشعبية على الأداء، بالتوازي مع "نفض" العرب أيديهم من لبنان الذي ارتمى في عهد ميشال عون بالحضن الإيراني المعادي للعروبة ولكل من ينطق بحرف الضاد.وكشفت المعلومات ل"السياسة"، أن عدم تحديد دار الفتوى موعداً للرئيس المكلف حتى الآن، مؤشر واضح على رفض مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، للأسلوب الذي جرى فيه تسمية دياب رئيساً مكلفاً للحكومة، وهو ما تعتبره القيادات السنية الدينية انتقاص خطير للغاية من دور الطائفة السياسي والوطني، مشيرة إلى أن لا معطيات توحي بإمكانية الموافقة على طلب دياب زيارة المفتي دريان في وقت قريب. وكان الرئيس المكلف، استهل استشاراته غير الملزمة مع الكتل النيابية في مبنى البرلمان، بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي قال بعد اللقاء: "بحثت مع الرئيس المكلف بالاطار الحكومي من حيث الماهية والعدد وتوزع الحقائب، واكدت على برنامجها لا سيما لجهة محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي ودائماً على ان يكون تشكيلها مناسبة للم الشمل".وبعدها التقى دياب الرئيس سعد الحريري الذي قال: "ان كتلة المستقبل ستعرب عن موقفها"، وتوجه الى المتظاهرين، قائلا: "كل واحد له الحق في التعبير عن مشاعره، واتمنى على الجميع التعبير عن مشاعره بطريقة سلمية، لان الجيش جيشنا كذلك قوى الامن الداخلي، واتمنى على الجميع التعبير عن الموقف بالتظاهر السلمي، نحن اولاد رفيق الحريري تعودنا على طريقة وسنتابع بهذا الاسلوب واتمنى الخير من الاستشارات".ونفى المكتب الاعلامي للحريري،"إبرام أي تسوية والثنائي الشيعي انتهت الى تكليف الدكتور حسان دياب". وقال إن "الأمر الوحيد الذي جرى التوافق والتأكيد عليه بين الرئيس الحريري والثنائي الشيعي هو العمل بكل الوسائل على منع الفتنة وحماية السلم الاهلي".ومن جهته، قال الرئيس تمام سلام: "المشاورات ستحصل، وان شاء الله تكون خيرا لبلدنا. واضاف لم اطلب اي شيئ شخصي بل مطالبي للبنانيين ووقف سوء الممارسة لنصل الى مخرج ان تقوم الحكومة بالحمل، وانا لا اعرقل وبالتالي كل انسان يحرص على وطنه لا يعرقل، ولنأخذ في الاعتبار الشارع الذي نتمنى ان يعبر عن غضبه دون تعكير السلم الاهلي".وبدورها، أعلنت كتلة "اللقاء الديمقراطي" مقاطعتها الاستشارات التي أجراها الرئيس المكلف. وقالت في بيان، "في هذه اللحظة الحساسة والمصيرية التي يمر بها وطننا لبنان، يبدو أن المعنيين بالشأن الحكومي يقاربون العملية بالطرق التقليدية التي لا ترقى الى مستوى التحديات، ولا تأخذ بعين الإعتبار حجم الإنقسامات الخطيرة والتشنجات بين اللبنانيين، حيث يزداد الشرخ وتتفاقم الأوضاع ويحتقن الشارع أكثر وأكثر بما ينذر بالأسوأ".واضاف البيان: "وبالرغم اننا كنا وما زلنا من الداعين الى تسهيل تشكيل حكومة قوية وقادرة، تلقى الإحتضان والدعم وتتحمل المسؤولية الوطنية وتحظى بالإحترام وبالثقة الداخلية والخارجية، ما يساعد لبنان بالحصول على المساعدات والدعم للخروج من أزماته الحادة، الا ان السياق التي تجري فيه عملية التكليف والتأليف، يوحي بأننا أمام سيناريو معد سلفاً سينتج حتماً حكومة عاجزة وغير قادرة على تلبية طموحات الشعب اللبناني، فنكون عندها أمام عملية هدر للوقت وإضاعة للفرص وإستنزاف للبنانيين، وتكون الطبقة السياسية قد فشلت مجدداً بإجتراح الحلول وإنقاذ الوطن في أخطر مرحلة من تاريخ لبنان".وختم: "انسجاما مع موقفنا المعلن بضرورة أن تعكس الحكومة نبض الشارع وطموح الشباب اللبناني، وانسجاماً مع قناعاتنا المبدئية وعدم رغبتنا بالإنخراط في مسرحية لن تؤدي سوى الى فشل جديد، نعلن إمتناعنا عن المشاركة في الحكومة المقبلة، ونعتذر عن المشاركة في إستشارات التأليف"، مشيرا الى أن "العهد هو المسؤول عن كل ما أصاب البلد حتى الآن".وأشار نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الى ان "على الناس أن تفرح لأن الأمور تسير بالشكل الجيد والحكومة يجب أن تكون جامعة ومؤلفة من اختصاصيين".وقال: "تفاءلوا بالخير تجدوه، وعلى الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة حسان دياب، الذهاب بالحوار العميق مع كل المكونات".واكد الفرزلي ان "قبول حزب الله بحكومة الاختصاصيين قديم العهد وليس جديد"، موضحاً ان "ردة فعل الشارع السني طبيعي يجب ان نتفهمه ونعمل على اساسه".واجتمعت كتلة التنمية والتحرير برئيس الحكومة المكلف حسان دياب في مجلس النواب. وبعد اللقاء أكد النائب أنور الخليل أن للكتلة مطالب عامة لا مطلب خاص، مشيراً الى أن "الجهاد الأكبر هو التأليف".واعتبر الخليل أنه " يجب أن تنصب كل الجهود لتشكيل حكومة تؤمن الإصلاحات المطلوبة وتكون جامعة من كل الأطراف حتى التي لم تسم في الاستشارات".من جهتها، أعلنت كتلة الوفاء للمقاومة أن "لا أحد يفكر بأن تكون الحكومة حكومة مواجهة او تحد أو ذات لون واحد بل هي للاستجابة لوجع اللبنانيين وتوفير الامن والاستقرار، وبقدر ما تكون أوسع تمثيلا بقدر ما توفر الوقت وتساعد على الانجاز".ولاحقًا، التقى دياب كتلة "المستقبل" النيابية، بغياب النائب بهية الحريري، حيث اشار النائب سمير الجسر بعد اللقاء الى انه تم إبلاغ دياب عدم مشاركة الكتلة في الحكومة لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة.وأضاف: "طلبنا من دياب تأليف الحكومة من أخصائيين مستقلين لأن ذلك قد يعيد الثقة بين الناس والسلطة، ودعوناه لتشكيل حكومته بسرعة لان لا سبب لتأخرها لأنها من لون واحد".وقال الجسر: " من يتحدث عن حكومة مستقلين ويكون مشاركاً بها يتناقض مع نفسه، ونحن لا نعرقل تشكيل الحكومة أبداً، حضرنا الاستشارات وتمنينا لدياب التوفيق".كما التقى الرئيس المكلّف كتلة "الكتائب"، التي تحدث باسمها النائب سامي الجميل الذي أشار الى ان اليوم اصبح هناك قطيعة كاملة بين الجزء الاكبر من الشعب المنتفض والقوى السياسية التي لم ترد سماع صوته، ما كبّر الهوة بين المؤسسات الدستورية والناس"، مضيفًا:" من الخطير عندما تصبح الدولة من جهة والناس من جهة ثانية".وأضاف:" كل هذا المسار خاطئ، وسيؤدي الى كثير من الازمات لهذا السبب نكرر موقفنا أن الحل الوحيد لردّ القرار الى الشعب اذا كنا نعترف ان الشعب هو من يقرر، هو بالذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة".وأشار النائب جهاد الصمد، في كلمة له بعد مشاركة كتلة "اللقاء التشاوري" في الاستشارات، الى أننا "سمينا حسان دياب قناعة منا بأن الرجل يلاقي مطالب الانتفاضة، وطالبناه بتشكيل حكومة انقاذ تعيد الثقة الى فكرة الدولة".وقال: "ليكن معلومًا أن أي حكومة تستعيد شكل الحكومات السابقة لن تنال ثقتنا"، معتبراً أن "مشكلة "المستقبل" ليست معنا وانما مع القوات اللبنانية، لانها منعت الرئيس سعد الحريري من الوصول إلى رئاسة الحكومة". وأشار نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان إلى أن "تكتل الجمهورية القوية أكد خلال لقائه مع رئيس الحكومة المكلف بكل وضوح ألا مطالب للحزب، لا نريد أن نتمثل ولا أن نختار أشخاصاً نريد إبداء رأينا، كل ما يهمنا ان تتشكل الحكومة من اخصائيين شفافين ومستقلين كلياً عن القوى السياسية".وأكدت النائب ستريدا جعجع، "أننا كنّا صادقين مع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري و"ما بلفناه"، مشددة على أن "الوقت سيظهر أننا كنّا صادقين وعلى حق".وشدد رئيس تكتل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل بعد لقاء الكتلة بالرئيس المكلف، على "أننا لم نتقدم بأيّ مطلب للرئيس المكلف وما نطالب فيه هو توفر عناصر النجاح والفعالية للحكومة".وأكد، أن "مطلبنا واحد ان يكون هناك رؤية واضحة لتكون الحكومة فاعلة، وعلى هذا الاساس يقرر الرئيس المكلف كيف ندعمه في الحكومة سواء بمشاركة مباشرة او بطريقة غير مباشرة بمساهمتنا في اختيار اشخاص او بعدم مشاركتنا".واعتبر باسيل، أن "الهدف ليس مشاركتنا في الحكومة بقدر اختيار وزراء غير سياسيين للقيام بمقاربة غير سياسية للملفات المعيشية والمطلبية والاقتصادية والمالية". وجاءت الاستشارات التي أجراها الرئيس المكلف، غداة توترات غير مسبوقة في الشارع، بين الجيش والقوى الأمنية من جهة، وبين متظاهرين مؤيدين ل"تيار المستقبل"، وما رافقها من قطع للطرقات، رفضاً لتكليف دياب، كان أعنفها ما جرى في منطقة كورنيش المزرعة، بعدما تم قطع الطريق لساعات طويلة، قبل أن يعيد الجيش فتحها. وأكدت مصادر عسكرية، أن الشبان الذين تواجهوا مع الجيش ليسوا فقط من أبناء الطريق الجديدة انما أتوا من أحياء أخرى في بيروت على شكل مجموعات، ومن بينهم فلسطينيون. وناشدت وزيرة الداخلية والبلديات في الحكومة المستقيلة ريا الحسن، "الشباب المحتجين في هذه المناطق اخلاء الطرق والساحات درءا للأخطار والفتن، والاحتكام الى دعوة الرئيس سعد الحريري بالخروج من الشوارع فورًا ايمانا منه بدولة المؤسسات وحفاظا على السلم الأهلي ومبدأ الاعتدال الذي لطالما انتهجه الرئيس الحريري".وكتب رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، على "تويتر" قائلا: ""أيا كانت الملاحظات على الطريقة أو المسار الذي ادى إلى تكليف حسان دياب فأن الأهم هو الحفاظ على الطابع السلمي للاعتراض بعيدا عن العنف وقطع الطرقات.ان امن البلد واستقراره اهم من كل شيء، ودعوا اللعبة الديمقراطية النيابية تأخذ أبعادها مع التمسك والحفاظ على المؤسسات".