إغلاق برج إيفل ومتحف اللوفر والشوارع تحوَّلت ساحات كرٍّ وفر وسط شلل مروري والمحلات أُغلقت قسراًباريس - وكالات: ارتفعت أمس، حدة المصادمات بين قوات الأمن الفرنسية وأنصار حركة السترات الصفراء في باريس، مما دفع السلطات إلى نشر مدرعات للمرة الأولى في العاصمة منذ سنوات، في وقت ارتفع عدد الجرحى والموقوفين من المتظاهرين الذين رفعوا سقف مطالبهم نحو إقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، والخروج من الاتحاد الأوروبي.وأظهرت لقطات فيديو قوات الأمن وهي تنشر مدرعات في محيط قوس النصر في باريس، في محاولة لإبعاد المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للأسبوع الرابع على التوالي، حيث بلغ عدد المدرعات المنشورة في باريس 14 مدرعة، تحسبا لمزيد من أعمال العنف.وكانت السلطات الفرنسية تعهدت، الأسبوع الماضي، بنشر مدرعات في الشوارع لم تستخدم منذ أحداث الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005، في خطوة وصفت بأنها استثنائية لمواجهة تظاهرات الأمس، لكن لم يبد أن الخطوة قد نجحت في الحد من الاحتجاجات، التي عادت للتجدد في محيط قوس النصر في باريس، ليرد الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع.واندلعت احتجاجات هذه الحركة، في نوفمبر الماضي إثر قرار رفع أسعار الوقود الذي تراجعت عنه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، لكن المتظاهرين رفعوا سقف مطالبهم أمس، وهتفوا لإقالة ماكرون الذي حملوه مسؤولية التوتر الذي ذهبت إليه البلاد.واندلعت مصادمات بين قوات الأمن التي استخدمت قنابل الغاز صوب محتجي السترات الصفراء بكثافة، ولا سيما في منطقة قوس النصر وجادة الشانزليزيه القريبة من القصر الرئاسي، وأصيب في هذه المواجهات عشرات المتظاهرين بحالات اختناق من جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وأظهرت لقطات الفيديو تعرض بعضهم إلى الإغماء نتيجة استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.وحاول المتظاهرون الوصول إلى القصر الرئاسي، القريب من جادة الشانزليزيه وقوس النصر، إلا أن حائطا أمنيا منعهم من الوصول إلى هدفهم.كما أدت المصادمات إلى إصابة حركة المرور في وسط العاصمة الفرنسية بالشلل، فيما أجبرت كثير من المحال التجارية على إغلاق أبوابها، كما أقدمت السلطات على إغلاق برج إيفل ومتحف اللوفر.وعلى صعيد الموقوفين، ارتفع عدد المحتجين الذين أوقفتهم السلطات الفرنسية إلى نحو 500، جرى وضع نحو 200 منهم قيد الحبس الاحتياطي.وبدا لافتا لجوء الشرطة إلى الاعتماد على رجال أمن بزي مدني، مسلحون بأسلحة نارية، في القبض على مجموعة من المتظاهرين حاولت التسلل إلى مرآب تحت الأرض بشارع الشانزليزيه.وكان آلاف الفرنسيين بدأوا بالاحتشاد في شوارع العاصمة الفرنسية باريس ومدن أخرى صباحا، للاحتجاج على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون الاجتماعية، وغلاء المعيشة، في إطار الأسبوع الرابع على التوالي ضمن موجة احتجاجات حركة "السترات الصفراء" التي تدخل أسبوعها الرابع.وقالت قناة"فرنسا-24" في تقرير لها إن السلطات الفرنسية حشدت الآلاف من عناصر القوات الأمنية بسبب مخاوف من تكرار أعمال العنف والشغب التي شهدتها باريس السبت الماضي، وهو سيناريو تسعى الحكومة لتفاديه بأي ثمن، واصفة حركة الاحتجاج بأنها "وحش" خارج عن السيطرة.وحذر وزير الداخلية كريستوف كاستانير أول من أمس بأن "القوة ستبقى للقانون"، عارضا تدابير أمنية "واسعة النطاق سيتم اتخاذها لهذه المناسبة، ومن ضمنها استخدام آليات مدرعة لقوات الدرك قادرة على إزالة السواتر التي قد ينصبها المحتجون في العاصمة، كما حدث في الأول من ديسمبر".ووفق القناة الفرنسية، كررت السلطات التنفيذية تأكيدها بأنها في حالة التيقظ القصوى، داعية الفرنسيين إلى التحلي بالروح الجمهورية، وهي لا تخفي قلقها حيال مخاطر انزلاق الوضع ربما إلى ما يشبه التمرد.وتجمع مئات المحتجين حول قوس النصر الذي كتب المحتجون عليه يوم السبت الماضي عبارات تعبر عن غضبهم، بينما أضرم البعض النار في سيارات ونهبوا متاجر.وقال رئيس الوزراء ادوار فيليب في التلفزيون "سنبذل قصارى جهدنا ليمر اليوم دون عنف كي نستطيع مواصلة الحوار الذي بدأناه... في ظل أفضل ظروف ممكنة"، فيما قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير "أخذنا الاستعداد لرد قوي". وناشد المحتجين السلميين عدم الوجود في نفس المكان مع مثيري الشغب.وأضاف أن "مثيرو الشغب لن يكونوا مؤثرين الا اذا تخفوا وراء السترات الصفراء. العنف ليس وسيلة جيدة على الاطلاق لتحصل على ما تريد. الان وقت النقاش".وقال شرطي يرتدي قناعا واقيا من الغاز بينما كان أحد المحتجين يلقي ورودا بلاستيكية صفراء نحو رجال الشرطة "اذا لم تلجأوا للعنف لن نلجأ له".وقال سائق شاحنة عرف عن نفسه باسم داني إنه يخطط كغيره للسير باتجاه القصر الرئاسي للتعبير عن غضبه حيال ماكرون المتهم بمحاباة الأغنياء.وأضاف السائق البالغ من العمر 30 عاما الذي قدم إلى باريس من ميناء كيان في نورماندي "أنا هنا من أجل ابني. لا يمكنني تركه يعيش في بلد حيث يستغل الفقراء".وأعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب أنه تم اعتقال 481 شخصا في باريس، في وقت نفذت الشرطة عمليات تفتيش استهدفت من يصلون إلى محطات القطارات، وفي المواقع التي تركزت فيها الاحتجاجات على غرار الشانزيليزيه ونصب الباستيل.وبين المعتقلين عشرات تم توقيفهم بعدما عثرت السلطات بحوزتهم على أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها لمهاجمة الشرطة.وأصدرت السفارة الأميركية تحذيرا لمواطنيها في باريس، داعية إياهم إلى "تفادي الظهور وتجنب التجمعات"، فيما حضت الحكومات البلجيكية والبرتغالية والتشيكية مواطنيها الذين ينوون التوجه إلى باريس على تأجيل سفرهم.وفي مؤشر الى العنف، تسلم بينوا بوتيري، وهو نائب في البرلمان عن حزب ماكرون، رصاصة بالبريد الجمعة أرفقت برسالة كتب عليها "في المرة المقبلة، ستكون بين عينيك".
مدينة أشباحباريس - وكالات: بدت باريس في معظم أجزائها كما لو كانت مدينة أشباح في وقت مبكر أمس، حيث أغلقت المتاحف والمتاجر في يوم كان يفترض أن يكون للتسوق في أجواء احتفالية قبيل عيد الميلاد. وكان عدد السائحين قليلا وناشدت السلطات السكان البقاء في منازلهم قدر المستطاع.وأُغلقت عشرات الشوارع أمام حركة المرور كما أغلقت متاحف ذات شهرة عالمية مثل متحف أورسيه واللوفر ومركز بومبيدو أبوابها.وغطيت العديد من المتاجر بألواح لحمايتها من النهب وأزيلت مقاعد الشوارع والمواد المستخدمة في مواقع البناء لتجنب استخدامها كمقذوفات.وقال جيوم لو جراس "28 عاما" الذي يعمل في مجزر في بلدة جوينجم في بريتاني: "جئنا الى هنا للمشاركة في مسيرة سلمية وليس لتحطيم الاشياء. نريد المساواة... نريد أن نعيش لا أن نحيا بالكاد".
معتدلو "السترات الصفراء" يدعون إلى التهدئةباريس - وكالات: التقى رئيس الوزراء الفرنسي ليل أول من أمس، وفدا من مجموعة وصفت نفسها بـ «المعتدلة» ضمن حركة «السترات الصفراء»، والتي حثت الناس على عدم الانضمام إلى التظاهرات.وقال أحد المتحدثين باسم الحركة كريستوف شالينسون، إنّ رئيس الوزراء «استمع إلينا ووعد برفع مطالبنا إلى رئيس الجمهورية. الآن نحن ننتظر ماكرون». وعبر عن أمله في أن يتحدث الرئيس «إلى الشعب الفرنسي كأب، بحب واحترام، وأن يتّخذ قرارات قويّة».بدوره، أعلن فيليب أنه تم نشر نحو 89 ألف عنصر شرطة في أنحاء البلاد بينهم 8000 في باريس، حيث تم نشر عشرات العربات المدرعة لأول مرة منذ عقود.ووضعت المتاجر في محيط الشانزيليزيه ألواحا خشبية على واجهاتها وأفرغت البضائع الجمعة بينما تم إغلاق متحفي اللوفر وأورسي وغيرهما.وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير: إن «الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن السيطرة»، متعهدا أن السلطات الفرنسية «لن تتهاون» مع الأشخاص الذين يحاولون التسبب بمزيد من الفوضى.
وسائل إعلام فرنسية تتحدث عن إقالات مرتقبة لمسؤولينباريس - وكالات: تناقلت وسائل إعلام فرنسية أمس، أنباء عن إقالات مرتقبة لمسؤولين فرنسيين.ووقعت صدامات، السبت، قرب جادة الشانزليزيه وسط باريس بين قوات مكافحة الشغب الفرنسية ومحتجين من حركة «#السترات_الصفراء» الذين خرجوا في تظاهرات جديدة ضد الرئيس الفرنسي، إيمانويل #ماكرون.وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لإبعاد مئات المتظاهرين، الذين احتشدوا حول منطقة التسوق الراقية وقوس النصر وسط العاصمة الفرنسية.كما أطلق الغاز المسيل للدموع وسط هتافات «ماكرون استقل» قرب الشانزليزيه، الذي شهد السبت الماضي أسوأ أعمال شغب تجتاح باريس منذ عقود.وبدأ الحراك في 17 نوفمبر للاحتجاج على ارتفاع أسعار الوقود، قبل أن يتفاقم ليتحول إلى حراك واسع ضد سياسات ماكرون.وخرجت تظاهرات منسقة نظمتها حركة «السترات الصفراء» في أنحاء البلاد أمس، بما في ذلك في عدة طرقات سريعة حيث تسببت بتعطيل حركة السير.وأعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب أنه تم اعتقال نحو 500 شخص في باريس، في وقت نفذت الشرطة عمليات تفتيش استهدفت الأشخاص الواصلين إلى محطات القطارات وفي المواقع التي تركزت فيها الاحتجاجات على غرار الشانزليزيه ونصب الباستيل.وبين المعتقلين عشرات تم توقيفهم بعدما عثرت السلطات بحوزتهم على أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها.
"فايسبوك" أرض خصبة لحركة "السترات الصفراء"باريس - أ ف ب: لعبت المجموعات على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» دورا أساسيا في تطور حركة «السترات الصفراء» في فرنسا، كما يؤكد أعضاؤها وخبراء.وانطلقت الحركة بفيديو على «فايسبوك» انتشر بسرعة، انتقدت خلاله امرأة مجهولة تدعى ماكلين مورو «السيد ماكرون» ودانت «مطاردة سائقي السيارات»، وعندها، بدأ سائقو السيارات الفرنسيون الغاضبون بناء صفوفهم حول مجموعات على موقع «فايسبوك» من أجل تنظيم أول يوم من تعبئتهم في 17 نوفمبر الماضي. وقال استاذ الثقافات الرقمية في جامعة باريس ديدرو، تريستان منديس فرانس: إن «فايسبوك هو الفضاء المثالي لازدهار هذا النوع من التحركات (...) غير المنظمة في بنية محددة وتدور حول نواة من دون ممثل حقيقي لها»، مضيفا أن «فايسبوك مثلهم لا مركز له بل يعتمد على مجموعات».من جانبه، قالت كلوي تيسييه التي تدير مجموعة «سائقو السيارات الغاضبون في نورماندي» على موقع التواصل الاجتماعي التي تضم نحو خمسين ألف عضو، إن «فايسبوك يفيدنا في كل شيء من الحصول على معلومات إلى الاتفاق وتنظيم الصفوف والاجتماع»، مضيفة «عندما نقوم بنصب حاجز وتنقصنا مواد لإضرام نار أو نحتاج إلى مواد غذائية، نضع رسالة على صفحة المجموعة على فايسبوك فيصل شخص ما بسرعة لجلب المطلوب».وعندما حاول المحتجون الاتفاق على لائحة مطالب، شكلت استطلاعات الرأي التي يؤمنها «فايسبوك» أحد أدواتهم.
رئيس الأغنياءباريس - وكالات: اتسع الحراك الذي أطلقته حركة «السترات الصفراء»، فخرجت تظاهرات في عشرات المدارس للاعتراض على إصلاحات تتعلق بدخول الجامعات، بينما دعا مزارعون إلى تظاهرات الأسبوع المقبل.وفي مسعى للاستفادة من التحرك، دعت نقابة «سي جي تي» إلى إضرابات في صفوف عمال السكك الحديد والمترو الجمعة المقبل للمطالبة بزيادة فورية للرواتب والمعاشات التقاعدية.ويحتج المتظاهرون بشكل خاص كذلك على القرار الذي أصدره ماكرون في بداية عهده الرئاسي بخفض الضرائب على الأغنياء في فرنسا.وكان المصرفي السابق استبعد إعادة فرض «الضريبة على الثروة»، مشيرا إلى أن إلغاءها ضروري لتعزيز الاستثمارات وخلق فرص العمل.ويعارض المحتجون سياسات ماكرون الذي أدلى بسلسلة من التصريحات اعتبرت مجحفة بحق العمال العاديين، ما دفع الكثيرين الى أن يطلقوا عليه لقب «رئيس الأغنياء».
بلجيكا تعتقل 130 محتجاً وتغلق الحي الأوروبيبروكسل - أ ف ب: أوقف نحو 130 محتجاً أمس، قبل تظاهرة «السترات الصفراء» في بروكسل، حيث أغلق الحيّ الذي تقع فيه مقار الهيئات الأوروبية بشكل كامل، بحسب ما أفادت الشرطة المحلية. وقالت متحدثة باسم شرطة بروكسل وإحدى ضواحيها إيكسل، إلسي فان دي كيير: «احصينا توقيف نحو سبعين شخصا بعد عمليات التدقيق التي أجريناها بشكل وقائي»، مضيفة أن الشرطة في بروكسل تأمل في احتواء التظاهرات سلميا بينما تسمح للأشخاص بمواصلة أنشطتهم المعتادة. وأضافت أنهم يراقبون أيضا مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن معلومات بشأن الاحتجاجات، نظرا لأن أصحاب السترات الصفراء «يرفضون الدخول في اتصال مع الشرطة أو مسؤولي المدينة « لتنظيم أنشطتهم. وفي شرق بلجيكا، تجمّع عشرات الأشخاص قبيل ظهر أمس في موقعين في العاصمة البلجيكية من دون تسجيل أعمال عنف. وأفاد مراسل «فرانس برس» عن نشر حواجز للشرطة حول الحي الأوروبي، حيث تقع الهيئات الأوروبية (المفوضية والمجلس والبرلمان) لمنع دخول السيارات والمارة. وأغلق المحتجون طريقين سريعين بين بلجيكا وفرنسا.