الدولية
الغليان الشعبي يتسع في العراق ... وعودة الاشتباكات مع الأمن في النجف
الثلاثاء 03 ديسمبر 2019
5
السياسة
بغداد - وكالات: شارك عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، في الغليان الشعبي، دعماً وتضامناً مع المتظاهرين في عموم العراق، رغم التهديدات باعتبارهم إرهابيين.وانضم أهالي وطلاب وشيوخ عشائر محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، في اعتصام مفتوح، بعد أن أدوا صلاة الغائب على أرواح الضحايا المتظاهرين الذين قتلوا في محافظتي ذي قار والنجف مطلع الأسبوع.وقال شهود عيان أمس، إن الأهالي والطلبة في مدينة تكريت نظموا وقفات اعتصام في وسط المدينة، وأمام مسجد تكريت الكبير، أشعلوا فيها الشموع، حزناً واستنكاراً على القتل الذي طال المتظاهرين في ذي قار والنجف وبغداد.وواصل المعتصمون في الأنبار، احتجاجهم على القتل الذي طال المتظاهرين في ذي قار والنجف.وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلاً مصوراً لطالب في المراحل الأولى من الدراسة الإبتدائية في الموصل، يتعرض للعنف بـ"جر الإذن"، على يد معلمته التي اقتادته خارج الصف نحو غرفة المديرة ليتم اتخاذ عقوبة ما بحقه بعد أن ردد كلمة من التظاهرات وهي "سلمية".وشهدت ساحات الاعتصام، سيما ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مركز ذي قار، وعدد من الأقضية في المحافظة، مواكب تشييع للضحايا وغالبيتهم تراوحت أعمارهم بين 15 و19 عاماً.كما شهدت المحافظات الجنوبية تظاهرات كبرى أمس، في ظل انتشار أمني كثيف، خصوصاً بمحافظة ذي قار، لمنع وصول المتظاهرين إلى ساحة الحبوبي في الناصرية.في المقابل، أحكمت قوات العشائر سيطرتها على المنطقة للتصدي لاعتداءات قوات الأمن على المتظاهرين ومنع دخول مندسين، كما انتشرت في جميع الاتجاهات للسيطرة عل الحدود الإدارية لذي قار وواسط وميسان والبصرة لسد الفراغ الأمني في هذه المحافظات.وفي النجف، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين أمس، وأكدت مصادر إعلامية وقوع إصابات وحالات اختناق في الاشتباكات الليلية.في سياق متصل، عقد اجتماع ليل أول من أمس، بين تنسيقيات المظاهرات وقيادة الشرطة ووجهاء النجف ومعاون لـ"سرايا السلام" ومديري الأجهزة الأمنية في مكتب مقتدى الصدر.وتم الاتفاق على أن تتولى "سرايا السلام" الفصل بين المتظاهرين ومرقد الحكيم بالنجف.وفي الناصرية، أغلق متظاهرون أمس، ثلاثة جسور وهي الزيتون والحضارات والنصر في المدينة أمام حركة السير، في حين بقيت القوات الأمنية على مقربة من المحتجين ولم تحدث أي صدامات.وفي كربلاء، أعلن مصدر طبي أمس، أن نحو 20 متظاهراً اصيبوا في المدينة بعد محاولتهم اقتحام مبنى الحكومة المحلية.وفي السياق، أعلن قائد الشرطة الاتحادية أمس، عن وصول تعزيزات من 500 مقاتل إلى سجن الحوت في ذي قار و150 مقاتلاً إلى سجن البصرة لحمايتهما، فيما أعلنت مفوضية حقوق الإنسان عن إطلاق سراح 16 متظاهراً موقوفاً بالتنسيق مع مجلس القضاء الأعلى وقيادة عمليات بغداد.وعلى خلفية الاحتجاجات، علقت محافظة المثنى الدراسة لثلاثة أيام اعتباراً من أمس.من ناحية ثانية، قال رئيس البرلمان العراقي الأسبق أسامة النجيفي أمس، أن الأحزاب المتمسكة بالسلطة لن تتخلى عنها بسهولة، لكن ضغط الشارع سيجبرها على الانصياع لمطالب المتظاهرين.وأكد أن الشعب العراقي يرفض هيمنة إيران على أراضيه والتدخل في شؤونه، مشدداً على أن الوجود الإيراني في العراق سينتهي ولو بعد حين.وأوضح أن "إيران تتدخل في الشأن العراقي ولن تسمح بإضعاف وجودها في العراق"، مشيراً إلى أن "طهران لن تسلم العراق بسهولة، وهي تعمل على إنشاء إمبراطورية في المنطقة، وهذا بدأ يفشل في العراق ولبنان واليمن".وأضاف "إننا ذاهبون إلى انتخابات مبكرة لتصحيح العملية السياسية في العراق"، مؤكداً ضرورة وجود إشراف أممي للانتخابات المقبلة.واعتبر أن العراق ذاهب إلى المجهول في حال إصرار القوى السياسية على عدم التغير، مشيراً إلى أن التظاهرات خرجت من رحم المعاناة.من جانبه، حمل "تحالف النصر" حكومة عبدالمهدي مسؤولية انهيار الوضع الأمني في البلاد، فيما كشف وزير النفظ ثامر الغضبان أنه تم مطالبة وزارته بإحالة عقود ومناقصات أحد الحقول لعشيرة معينة.وأشار إلى تعرض وزارته لمضايقات من "اﻟﻌﺪﻳﺪ ﺳﻮاء اﻟﺸﺒﺎب أو أﺑﻨﺎء اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ، وغالبيتها أﺳﺒﺎب ﻣﻄﻠﺒﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ لأﺳﺒﺎب إﺻﻼﺣﻴﺔ ﻛﻄﻠﺐ ﺗﻌﻴﻴﻨﺎت وﻣﺮﺗﺒﺎت أﻋﻠﻰ أو ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ الملاك وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ الإﻃﻼق وﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﺤﻘﻮل ﻃﻠﺒﻬﻢ أن الأرض ﻣﻠﻜﻬﻢ، ﻋﻠﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ وﻳﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑإﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘﻮد والمناقصات ﻟﻬﺬا اﻟﺤﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﻴﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ دون ﻏﻴﺮﻫﺎ".على صعيد آخر، أعلن نائب عن تحالف "سائرون"، التابع لـ"التيار الصدري" بقيادة مقتدى الصدر، أمس، أنه لن يتم تقديم أي مرشح لمنصب رئيس الحكومة دون موافقة المتظاهرين.وقال النائب علاء الربيعي، إن أي رئيس حكومة يأتي عن طريق المحاصصة ولا ترتضيه الجماهير والشعب العراقي سيتم منع تقديمه، مؤكداً أن التحالف سيقف بقوة ضد المحاصصة.من جهة أخرى، قرر البرلمان العراقي تأجيل جلسته أمس، حتى إشعار آخر، مرجعاً السبب في ذلك إلى أهمية قانوني الانتخابات والمفوضية المستقلة، وحاجة اللجان لمزيد من النقاش.في غضون ذلك، أعلن "الحشد الشعبي" في بيان، أمس، أن تنظيم "داعش" شن هجوماً جديداً على عناصره في محافظة نينوى، ما أسفر عن مقتل أربعة من عناصره، واختطاف ضابط برتبة رائد.وذكر أن "الحشد اشتبك مع عناصر من داعش في صحراء الحضر بعد تسللهم مستغلين سوء الأحوال الجوية وسقوط الأمطار".وأضاف إن "عناصر داعش لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، فيما تم استنفار القوى الأمنية للبحث عن عناصر داعش وتحرير الضابط المختطف".إلى ذلك، أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، عدم وجود قوات قتالية أميركية على الأراضي العراقية.وقال إن القوات الأميركية الموجودة في العراق مهمتها تقديم الدعم اللوجستي والخدمات والتدريب، والحاجة لها أحياناً لتنفيذ ضربات جوية فقط.وأكد أن الحديث عن تجول القوات الأميركية وتنقلها من سورية إلى العراق عار عن الصحة، مشيراً إلى أن دخول وخروج القوات الأميركية لا تتم إلا بعلم قيادة العمليات المشتركة.