الدولية
الغليان الشعبي يجتاح إيران والمعارضة تعلن 2023 "عام النصر"
الاثنين 02 يناير 2023
5
السياسة
طهران، عواصم - وكالات: فيما لا يزال الغليان الشعبي يجتاح مدنا عدة في عموم إيران، نشرت مجموعة من الشخصيات الإيرانية المقيمة في المنفى والمؤيدة للمعارضة، بينها شخصيات بارزة في حقول الثقافة وحقوق الإنسان والرياضة رسالة منسّقة، تتوقع أن يكون 2023 عام النصر على النظام الذي يواجه احتجاجات منذ أشهر، فيما تتواصل الاحتجاجات وسط اعتقالات تعسفية ضد المتظاهرين، وصدور وتنفيذ أحكام بالإعدام دون هوادة.وأفادت تقارير إيرانية بانتشار واسع للحرس الثوري في جوانرود بمحافظة كرمنشاه غرب إيران، حيث شن حملة اعتقالات واسعة، كما شهدت مدينة أصفهان وسط إيران وجوداً أمنياً مكثفاً وانتشار القوات القمعية لمواجهة المحتجين، وتشير بعض التقارير إلى اشتباكات بين عناصر الأمن وأهالي المدينة.وذكرت صفحة "1500 صورة" على "تويتر" الذي يغطي أخبار الاحتجاجات، أنّ القوات الأمنية هاجمت منزل ضحايا الاحتجاجات في سميرم، واعتقلت شقيقة علي عباسي الذي أقيمت أمس مراسم أربعينيته بحضور عدد كبير من المواطنين، حيث الحفل أطلق المشاركون بالونات وأنشدوا الأغاني وهتفوا: "الموت لخامنئي، اللعنة على الخميني".وتجمعت أعداد كبيرة من أهالي المدينة أمام مكتب القائمقام احتجاجاً على القمع، ورددوا هتافات مثل "لا نريد مسؤولاً داعشياً"، و"هذا الوطن لن يصبح وطناً حتى يرحل الملالي".في غضون ذلك، قال موقع "هرانا" الإيراني إن محكمة الثورة بمدينة ساري شمال إيران أصدرت حكما بالاعدام بحق مهدي محمدي فرد، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عامًا تم اعتقاله خلال الاحتجاجات في نوشهر بتهمة الإفساد في الأرض.وقالت الوكالة الحقوقية إن المحكمة أصدرت حكما ضد مهدي محمدي فرد بالإعدام مرتين، كما كشفت ان نحو 100 معتقل من المحتجين يواجهون عقوبات إعدام محتملة في الأيام المقبلة، نتيجة مشاركتهم في التظاهرات التي اندلعت في أعقاب مقتل الشابة العشرينية الكردية مهسا أميني قبل نحو ثلاثة أشهر، مشيرة إلى ان العدد هو الحد الأدنى، إذ تقع أغلب الأسر تحت ضغط لالتزام الصمت، ومن المعتقد أن العدد الحقيقي أكبر بكثير.من جانبها، أكدت رسالة نشرتها بشكل متزامن على وسائل التواصل الاجتماعي شخصيات عدة، انطلاقا من المعارضة البارزة مسيح علي نجاد وصولا إلى نجل الشاه الراحل رضا بهلوي المقيمين في الولايات المتحدة، أن "العام 2022 كان رائعا لجهة تضامن الإيرانيين من كل معتقد ولغة وتوجّه"، مضيفة "مع التنظيم والتضامن، سيكون 2023 عام النصر للأمة الإيرانية. عام الحرية والعدالة في إيران".كما نشرت الممثلتان الشهيرتان كلشيفته فراهاني ونازانين بنيادي الرسالة، إضافة إلى زهرا أمير إبراهيمي التي نالت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي في فرنسا العام الماضي، وكتبت فراهاني على حسابها في "إنستغرام": "نقف صفا واحدا للوصول إلى الحرية.. سنقف معا ولن نلزم الصمت".وتضم قائمة الناشطين البارزين المدافعين عن حقوق الإنسان الذين نشروا الرسالة، شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام وحامد اسماعلون، الذي قاد حملة مقرّها كندا مطالبة بالعدالة لضحايا رحلة الخطوط الجوية الأوكرانية التي أسقطتها إيران في يناير 2020.وأما في مجال الرياضة، فنشر الرسالة نجم كرة القدم السابق على الصعيد الدولي علي كريمي، أحد أبرز مؤيدي الحركة الاحتجاجية.على صعيد آخر، زعم مساعد وزير الخارجية الإيراني علي رضا عنايتي، أن بلاده أحرزت تقدماً في جولات الحوار مع السعودية، وإن أبواب طهران مفتوحة لعودة العلاقات بين البلدين، معتبرا أن الحوار مع السعودية "في خطواته الأولى، وبلاده تريد علاقات حسنة مع دول الجوار"، مضيفاً: "نشد على الأيادي السعودية الممدودة للحوار".وأكد أن اللقاء الذي جمع وزير خارجية إيران ونظيره السعودي على هامش مؤتمر "بغداد 2" في العاصمة الأردنية عمّان في ديسمبر الماضي "كان ودياً".من جانبه، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن حوار عابر بين وزير الخارجية أمير عبد اللهيان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على هامش قمة بغداد 2 بالأردن الشهر الماضي، واصفا الحوار بأنه كان إيجابيا، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية مستمرة بين البلدين من خلال رعاية المصالح، وليست هناك مشكلة بين البلدين لاستمرار الحوار، كما رحب رئيس الوزراء العراقي بالتوسط لعقد لقاءات بين إيران ومصر.وقال كنعاني "نرحب بهذه المبادرات وأي تحرك إيجابي يؤدي لأجواء إيجابية مع دول المنطقة لا سيما مصر"، لافتا إلى أنه تم إجراء مفاوضات قنصلية بين البلدين وتم الاتفاق على استمرارها لحل القضايا العالقة. وأضاف أن تبادل الرسائل بين أوروبا وإيران "مستمر من أجل الوصول إلى نتيجة بخصوص الاتفاق النووي"، معتبرا أن الغرب على "خطأ تام" إذا تصور أن باستطاعته الضغط على طهران في المفاوضات عبر التدخل في الشأن الداخلي، قائلا "أنصح الأوروبيين أن يتجنبوا التلاعب، وأن يتخذوا سياسة جادة وصارمة من أجل بدء المفاوضات وإعلان الاتفاق"، وأكد أن بلاده لا تعير أي اهتمام للتهديدات الإسرائيلية.