السبت 26 أبريل 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

الغياب الجماعي للطلبة قبل العطل وبعدها هدر مالي وتربوي

Time
الأربعاء 27 فبراير 2019
View
40
السياسة
القناع: مسؤولية قياديي "التربية" إقرار لائحة ملزمة لولي الأمر بإحضار ابنه

الشايع: نطالب بكشف الأعذار الطبية الوهمية للطلبة للحد من الظاهرة

الفضلي: الطالب الأكثر ضرراً وإشراك الطلبة في أنشطة مدرسية ضروري للحد منها

بن سلامة: الظاهرة تتطلب معالجة جذرية لتأثيرها السلبي على تحصيل الطلبة

الفارس: ضياع تكلفة اليوم الدراسي لكل مرحلة مترتب عليه هدر مالي وتربوي ومطلوب إجراءات صارمة توقف الظاهرة

المليفي: البونص ألزم الطلبة بالحضور ونظام الفصلين أثر سلبا

العويد: تعديل التقويم الدراسي ضرورة بعد تنامي غياب الطلبة




كتبت ـ رنا سالم:

مع حلول عطلة، يتخللها يوم دوام أو يومان، اعتاد طلبة المدارس على اعتبار أيام الدوام بين العطل، عطلة، يدفعهم لذلك اتفاق تام بينهم، وتأجيل الامتحانات من المدارس أيضا بدلا من التشدد فيها، وتمهيد من المدرسين بأنه حال قلة الحضور لن يكون هناك دروس، هي حالة من التواطؤ الجماعي جعلت ظاهرة "الغياب الجماعي" تستفحل في الكويت، إلى حد أصبحت معه عادة مستمرة، لا تلتفت إليها وزارة التربية وهي الجهة الأولى المعنية فيها، ووجدتها المدارس فرصة لراحة غير معلنة، وكذلك المدرسون الذين سيضغطون المنهج لإعطاء أكثر من درس في حصة واحدة لاحقا، من دون ادنى مراعاة للطلبة الذين هم بالأصل ضحية أنفسهم ومدرسيهم وأولياء أمورهم معا.
"السياسة" التقت تربويين وأكاديميين وصفوا الظاهرة بأنها هدر تربوي وتعطيل لعجلة التنمية، مشيرين إلى أن نسبة الحضور بلغت صفرا في بعض مدارس المناطق التعليمية خلال الاسبوع الحالي والماضي لتفرغ الفصول الدراسية من الطلبة تدريجيا حتى اصبحت المدارس والجامعات فارغة تماما قبل عطلة الاعياد الوطنية الرسمية بأيام .
وحملوا الادارات المدرسية مسؤولية غياب الطلبة، فيما أكد آخرون ان لأولياء الامور دور رئيسي واساسي في تمادي الطلبة بالغياب ، وفي الوقت الذي تبادل فيه الطرفان الاتهامات وبعد البحث والتحري كانت المحصلة النهائية "غياب" الدراسة الواقعية حول ظاهرة الغياب الطلابي الجماعي قبل العطل وبعدها فلا توجد دراسة تربوية حقيقية حالية عن هذه الظاهرة الخطيرة مما فتح باب التساؤلات والاستنكار والبحث عن حلول !.

عودة البونص
بداية ، قال وزير التربية السابق د.احمد المليفي ان ظاهرة الغياب الجماعي قبل العطل الرسمية وبعدها تؤثر سلبا على الطلبة والموظفين معا ولا يجوز ان تترك دون معالجة حيث تترتب عليها خسارة كبيرة على التحصيل الطلابي لاسيما وان ضياع يوم دراسي واحد يؤثر سلبا على الطالب، مشيرا الى ان نظام "البونص" الذي طبق مسبقا على مديري المدارس كان يعالج هذه الظاهرة خاصة وان التزام الطلبة بالحضور كان من ضمن عناصر تقييم مدير المدرسة وبالتالي ترتب عليه حرص مدير المدرسة على انذار اولياء الامور وخلق محفزات للطلبة للحضور.

المجتهد يعاقب
واضاف ان الطالب المجتهد يظهر حاليا وكأنه معاقب على حضوره للمدرسة في هذه الاثناء خاصة وان الادارة المدرسية تطلب من ولي الأمر ان يعود ليأخذ ولده لغياب الصف كاملا، لافتا إلى أن سلوك الطالب غير الملتزم ينتقل الى الوظيفة فيما بعد وبذلك يتسرب السلوك السلبي من طالب الى موظف غير ملتزم بالدوام، داعيا الادارات المدرسية لوضع اختبارات ملزمة للطالب بالحضور قبل العطل الرسمية وبعدها اضافة الى زيادة الوعي والارشاد لولي الأمر بهذا الشأن، مؤكدا ان نظام الفصلين المطبق حاليا له تأثير سلبي على الطلبة والمعلمين خاصة مع تأثر قدرة المعلم في متابعة الطالب على مدار السنة اضافة الى سلبيته على التحصيل العلمي للبرنامج الدراسي، مشيرا الى ان نظام الاربعة فترات كان افضل في متابعة الطالب لدروسه والتزامه بالحضور ومتابعة المعلم لأدائه .

أعذار وهمية
من جهته، اكد أستاذ المناهج وطرق التدريس د. شايع الشايع ان الظاهرة تشكل هدرا تربويا كبيرا على الصعيد الجامعي والمدرسي خاصة وان الطلبة يستغلون العطل للغياب قبلها او بعدها إضافة الى الغياب الجماعي يوم الخميس والذي تصل نسبته لأكثر من 50%، مشيرا الى ان أساتذة الجامعة اكثر قدرة في السيطرة على الظاهرة من الإدارات المدرسية خاصة عبر فرض ساعات وايام محددة على الطلبة يحضرون فيها وان تجاوز الطالب في غيابه عنها يرسب في المقرر الدراسي للمادة، مقترحا الزام الطلبة باختبار يوم الخميس يفرض عليهم الحضور إضافة الى تدقيق وزارة الصحة على المرضيات التي يحصل عليها طلبة المدارس والجامعات أحيانا للهروب من الدراسة لكشف الاعذار الطبية الوهمية التي يحصل عليها البعض عن طريق
معارفهم وأقاربهم للحد من الظاهرة مما يصب في مصلحة الطلبة أولا وأخيرا متوقعا استمرار الغياب الجماعي حتى الأحد المقبل .
من جانبها، قالت موجهة الخدمات الاجتماعية والنفسية في مبارك الكبير موزة القناع ان الغياب الجماعي مسؤولية مشتركة بين الإدارات المدرسية واولياء الأمور ووزارة التربية، مؤكدة غياب الخطة الحقيقية في معالجة الظاهرة حيث وضعت وزارة التربية خطة جادة منذ سنوات لمعالجة الظاهرة وكان لها اثر إيجابي في الميدان التربوي الى ان اختفت الخطة دون أسباب معروفة.
وذكرت ان الظاهرة تشكل واقعا خطيرا على المجتمع المدرسي وتهدد استقرار العملية التعليمية وتشكل هدرا تربويا وتعطل خطط التنمية للدولة إضافة الى تأثيرها السلبي على التحصيل الطلابي فضلا عن اضطرار المعلمين لاعادة الدروس مما يجهدهم ولجوء التواجيه لالغاء بعضها في مساع لمواكبة خطة انهاء المناهج في الوقت المحدد مع قصر الفصل الدراسي الثاني الذي لم يتبق منه سوى شهر ونصف فضلا عن إمكانية تقديم موعد الاختبارات.

لائحة ملزمة
وطالبت القناع وزارة التربية بإعادة النظر في ظاهرة الغياب الجماعي ووضع خطة ودراسة مستفيضة حول أسبابه وطرق معالجته إضافة الى فرض قياديي الوزارة لائحة مدرسية ملزمة لولي امر الطالب بإحضاره خلال أيام الدوام الرسمية للمدرسة في حال عدم وجود عذر طبي، لافتة الى ان الطالب المتفوق يحضره ولي أمره الى المدرسة في حالات الغياب الجماعي الى ان تطلب منه الإدارة المدرسية اعادته للمنزل بسبب وجوده وحيدا داخل الفصل .
من جانبها، قالت رئيس قسم اقتصاديات التعليم في وزارة التربية سميرة الفارس ان غياب الطلبة قبل العطل الرسميه وبعدها من الظواهر المتكررة في جميع المراحل الدراسية ويترتب عليها العديد من السلبيات في كافة جوانب العملية التعليمية حيث يتأثر الطالب بتأخر الدراسة ويتعطل جدول المعلم الدراسي لإنهاء المنهج كما يؤثر الغياب الجماعي على ضياع تكلفة اليوم الدراسي المختلفة حسب كل مرحلة تعليمية ويترتب على ذلك هدر مالي لا يستهان به، مؤكدة على ضرورة اتخاذ وزارة التربية إجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة إضافة الى طرح دراسة تربوية تتناول ظاهرة غياب الطلبة وتركز على أسبابها وتضع حلول جذرية لها للحد منها والخروج بنتائج وتوصيات تعمم على المدارس للقضاء على هذه الظاهر التي تتكرر مع كل عام دراسي .

معالجة جذرية
بدورها قالت مديرة ثانوية فارعة بنت ابي صلت نهى بن سلامة ان ظاهرة الغياب الجماعي بحاجة لمعالجة جذرية خاصة وانها تؤثر سلبا على أداء الطلبة وتحصيلهم الدراسي مشيرة الى ان طالبات الثانوية اكثر التزاما بالحضور من طلاب المراحل الأخرى حيث التزام في الحضور قبل العطلة بمدرستها نحو 80% من الطالبات بعد ان قررت إدارة المدرسة تنظيم يوم مفتوح يبدأ من الحصة الثالثة لتحفيز الطالبات على الحضور
والمشاركة في الإذاعة المدرسية إضافة الى تمييز الطالبات الملتزمات بالحضور في اشراكهن بالرحلات المدرسية والحفلات التي تنظمها المدرسة وكافة أنشطتها مؤكدة ان إدارة المدرسة تطبق خصم الدرجات من الطلبة الغائبين ولا تسمح للواسطة بالدخول في هذه المسألة والدروس المشروحة خلال هذة الفترة لا تعاد.
من جانبها، قالت مديرة ثانوية صباح السالم كميلة الفضلي ان نسبة الحضور وصلت لـ30% في مدرستها قبل عطلة الأعياد الوطنية و الإدارة المدرسية تعمل على اشراك الطالبات في أنشطة المدرسة قبل العطل وبعدها حيث قامت الإدارة المدرسية بتنظيم يوم باللون الوردي تشارك فيه الطالبات لتحفيز الطالبات وتشجيعهن على الحضور، مشيرة الى ان بعض أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على الغياب لاسيما في حال سفر ولي الأمر خلال هذه المدة مما يشكل عبئا على الإدارة المدرسية حيث تذهب كافة اعمالها سدى خلال هذه الفترة، مشددة على أولياء الأمور ضرورة الزام بناتهم بالحضور خاصة وان الطالب هو الأكثر ضررا في عملية الغياب الجماعي من المعلم والإدارة المدرسية .

تعديل التقويم الدراسي
بدورها، قالت المعلمة بدرية العويد بعد تنامي ظاهرة غياب الطلبة وتسرب المعلمين بالغياب الوهمي والتفرغات والمجالس الطبية الغير حقيقية على وزارة التربية اعادة النظر في التقويم الدراسي وتعديله، مشيرة الى ان الكثير من الدول قسمت الفصول الدراسية لثلاثة فصول وان هذا النظام يراعي المعلم كموظف دولة لا يستطيع الحصول على اجازاته الخاصة اضافة الى ان الايام الفعلية لدوام الطلبة اكثر و بالتالي ستشهد ايام غياب اقل للطلبة والمعلمين .




"المعلمين" تجري انتخاباتها الاثنين المقبل

الحضور في المدارس لامس الصفر


انتهت عطلة الأعياد الوطنية رسمياً إلا أنها تمتد بحكم الأمر الواقع حتى نهاية الأسبوع، حيث خيمت أمس أجواء الغياب على مختلف المدارس، وإن كان الجديد هذا العام انسحاب ظاهرة الغياب إلى معلمي وموظفي وزارة التربية أنفسهم بعدما كان الأمر محصوراً في أوساط الطلبة.
وأكدت مصادر تربوية مطلعة لـ"السياسة" أن الغالبية العظمى من مدارس الكويت الحكومية والخاصة شهدت غياباً جماعياً أمس ووصلت نسبة الحضور الى صفر في المئة في معظم المدارس بينما شهدت بعض المدارس حضوراً فردياً من الطلبة المتفوقين الا ان الإدارات المدرسية تواصلت مع اولياء امورهم لإعادتهم الى منازلهم فيما جمعت بعض المدارس الأخرى الطلبة الملتزمين بالحضور في فصل واحد.
ولفتت المصادر إلى أن الغياب الجماعي لم يشمل الطلبة فقط حيث تسرب الى بعض معلمي المدارس و موظفي وزارة التربية، ولم تتجاوز نسبة حضور الموظفين في قطاعات الوزارة المختلفة 50 في المئة، كما استغل معظم المعلمين قرب الاجازة من عطلة نهاية الأسبوع للسفر خارج البلاد اضافة الى حصول بعضهم على مجالس واعذار طبية، ومن ثم فإن الانتظام في الدوام سواء للطلبة أوالمعلمين والموظفين الأحد المقبل .
من جهة أخرى أعلنت جمعية المعلمين الاثنين المقبل موعداً لاجراء انتخابات مجلس اداراتها من التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساءً في مقر جمعية المعلمين الكويتية.



18 ألف دينار تكلفة الطالب الواحد

أظهرت احصاءات وزارة التربية ارتفاع تكلفة تعليم الطالب الواحد في المدارس الحكومية حتى نهاية المرحلة الثانوية ووصولها الى 17 الفا و930 دينارا مايعني أنها من الاعلى في العالم.
وبلغت الزيادة نحو ثلاثة الاف دينار بحسب اخر احصائية صادرة عن وزارة التربية حول الإنفاق التعليمي وتكلفة الطالب عن العام 2016 - 2017 والسابقة لها حيث بلغت عن العام الذي يسبقه 15 الف دينار كلفة الطالب الواحد 2015 - 2016 وعن العام 2016 /2017 بلغت متوسط تكلفة الطالب في مرحلة رياض الاطفال بلغ 5 الاف و634 دينارا، وفي المرحلة الابتدائية ثلاثة الاف و951 دينارا، وفي المتوسطة اربعة الاف و216 دينارا، وفي المرحلة الثانوية اربعة الاف و129دينارا و في التعليم الديني 10 الاف و810 دينارا، وفي التربية الخاصة 21 الفا و889 دينارا.
وفي العام السابق له 2015 - 2016 بلغ متوسط تكلفة الطالب في مرحلة رياض الاطفال نحو اربعة الاف و693 دينارا، وفي المرحلة الابتدائية ثلاثة الاف و280 دينارا، وفي المتوسطة ثلاثة الاف و426 دينارا، وفي المرحلة الثانوية ثلاثة الاف و651 دينارا فيما كان متوسط تكلفة الطالب في التعليم الديني 6 الاف و435 دينارا، وفي التربية الخاصة 19 الفا و291 دينارا.



مسؤولية مشتركة

في استبيان أجرته "السياسة" على موقع التواصل الاجتماعي تويتر شارك فيه اكثر من الف و200 تربوي، اكدوا ان مسؤولية الغياب الجماعي مشتركة بين الإدارات المدرسية واولياء الأمور والطلبة ووزارة التربية وحملوا اولياء الأمور مسؤولية غياب الطلبة بنسبة 40% واجراءات وزارة التربية 25% ، فيما حمل بعضهم الطلبة المسؤولية وحدهم في الغياب بنسبة 21% و13% نسبة مسؤولية الإدارات المدرسية.


توصيات

أوصى المشاركون في تحقيق السياسة بـ 7 وصايا للحد من ظاهرة الغياب الجماعي تمثلت في:
• اعداد دراسة مستفيضة عن الظاهرة ووضع خطة محددة المدة للحد منها بعد تبيان أسبابها وطرق معالجتها.
• الزام ولي الأمر بإحضار ابنه للمدرسة عبر فرض لائحة حضور مدرسية صارمة ودمج الإجازات ان امكن.
• العودة لنظامي البونص والأربع فترات واضافة اسبوع اضافي للمتغيبين كنوع من التهذيب.
• انذار الإدارات المدرسية للطلبة خطيا بعدم الغياب عن المدرسة قبل الإجازات وبعدها.
• ارسال رسائل نصية لأولياء الأمور على هواتفهم النقالة بعد مضي 10 دقائق من الحصة الأولى تنذرهم بغياب الطالب واتخاذ عقوبة في حقه لعدم الالتزام بالحضور.
• حرمان الطلبة غير الملتزمين بالحضور من المشاركة في الرحلات والأنشطة الترفيهية في المدرسة لفترة محددة وتمييز الملتزمين بتخصيص جائزة او مكافأة تشجيعية توزع عليهم بحضور أولياء الأمور ومنح الطالب الملتزم درجات إضافية على السلوك الإيجابي
• تكليف الطلبة الغائبين ببعض الواجبات المنزلية الإضافية او القيام ببعض الأنشطة خارج الصف تعلمهم المسؤولية.


آخر الأخبار