كل الآراء
الغَشِيمُ والغَشِيمَةُ
الأحد 23 سبتمبر 2018
80
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويأعترف أنني ألتهم - مجازياً - كتب علم الفراسة وعلم النفس بفروعه المختلفة ،واتابع بشكل شره ما يتم نشره وما تكشفه الدراسات العلمية الاصيلة حول السلوكيات الانسانية التي تخرج عن المألوف. وأشد ما يجذب انتباهي في كلام وأقوال وكتابات وسلوكيات وتصرفات الآخرين يدور حول ما يتجاوز الحدود العقلانية للسلوك الانساني الطبيعي. ولقد بدأت منذ فترة التركيز بشكل أكبر على ملاحظة ومحاولة تحليل كلام وتصرفات السذاجة وسهولة الانخداع وعدم الدراية الكافية بأمور وتقلبات وعجائب ما يحدث في الحياة الاعتيادية، فيوجد بالطبع رجل غشيم وامرأة غشيمة يتصفان بعدم درايتهم بشكل كاف بالأمور التي تحدث حولهما، وربما بضعف قدراتهما التفكيرية وربما بعجزهما عن استيعاب الصورة الشاملة لما يجري لهما وحولهما من تصرفات وسلوكيات خداعة، وحيث يجدر بالانسان الحريص العمل على تجاوز ضعفه الفطري أو المكتسب وعدم قدرته على التفكير بشكل عقلاني وموضوعي ومنطقي، وحتى يبدأ تدريجياً في امتلاك مهارة الفطنة ويكتسب المناعة ضد الخداع والنصب والاحتيال، ومن بعض صفات الرجل الغشيم والمرأة الغشيمة بعض ما يلي:ينغمس الغشيم والغشيمة في الهذر الزائد عن الحد، وبخاصة ما لا يُعبأ به، وكل ما هو خبط عشواء وكَيْفَمَا يتّفَق مع الاهواء النرجسية المتقلبة.يمتنع الغشيم والغشيمة عن إخفاء أسرار حياتهم الخاصة للآخرين ظناً منهم أنّ شؤونهم الشخصية الخاصة هي مواضيع عامة يمكن لهم كشفها لكل من سيهب أو سيدب في حياتهم.يرفض الغشيم والغشيمة التعلم من تجاربهما ومن تجارب الآخرين، فَهُما اليوم كما كانا في الأمس.يتصف الرجل الغشيم والمرأة الغشيمة بسرعة الحركة المضطربة، فتراهما يتدافعان في سيرهما ويتلفّتان بخفة يمينا ويساراً بلا سبب منطقي.يظن الغشيم والغشيمة أن العالم يدور حولهما وأنهما سيكونان دائماً محط أنظار الآخرين.ينظر الغشيم والغشيمة بشكل مبهم تجاه الآخرين، ويتفاديان أحياناً النظر مباشرة في عيون من يتكلمون معهما، ظناً منهما بعدم أهمية ذلك.يعاني الغشماء من احادية التفكير، وينغمسون بشكل شبه متواصل في سيناريوهات متخيلة حول العالم الخارجي، ويأخذون قراراتهم الشخصية بناء على استنتاجات وانطباعات ناقصة وغير منطقية.كاتب كويتي