الفئران والقوارض… تغزو الكويت

استغاثات المواطنين تعالت عبر وسائل التواصل محذرة من طاعون يجتاح الناس بسبب انتشارها

عبد الناصر الأسلمي

مع اشتداد موجات الحر، استباحت القوارض والجرذان والكلاب الضالة مناطق عدة في الكويت بينها الواجهة البحرية وسط استغاثات السكان وغياب الجهات المختصة، فبين منطقة وأخرى وشارع وآخر ترتع الفئران والجرذان ـ على أعين المارة ـ لا تجد ما يردعها، أو يوقف زحفها على الناس رغم ما تشكله من مخاطر صحية كبيرة ليس أقلها الاصابة بالطاعون والأمراض الفتاكة، وليس فيروس" كورونا" الذي نقله خفاش الى البشرية عنا ببعيد.
في هذا السياق، طالب مواطنون مسؤولي الجهات المختصة لاسيما هيئة الزراعة والبلدية ووزارة الصحة والهيئة العامة للبيئة بسرعة اتخاذ مايلزم لمكافحة هذه الظاهرة ووقف انتشارها وتفاقمها في المناطق السكنية ومرافقها الحيوية والتجارية والمناطق الزراعية، مؤكدين انها باتت تؤرق المواطنين حتى وصل الأمر الى ممشى الواجهة البحرية قرب الجزيرة الخضراء وشاطئ المارينا وسوق شرق .
من جهتهم، أكد مسؤولون في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية لـ"السياسة" أن اختصاصها مكافحة القوارض في المناطق الزراعية والحدائق بينما قوارض المناطق السكنية والمرافق العامة للدولة والمجمعات التجارية وغيرها من المنشآت الحضرية تقع ضمن اختصاصات وزارة الصحة
في موازاة ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ" السياسة" أن السبب الرئيسي لانتشار هذه الكائنات الوبائية هو توقف اعمال مكافحة القوارض او تخفيضها بسببب انتهاء عقد الشركات المختصة بالمكافحة مع الهيئة العامة للزراعة منذ سنتين لكن الموضوع يجب تداركه باسرع وقت.
وأوضحت أن ‏انتشار الفئران النرويجية سببه اهمال الجهات المختصة في طرح مناقصات خاصه بسموم الفئران التي كانت وزارة الصحة تشرف عليها عبر فرق مكافحة تعمل على إبادتها.
بدورهم، لم يجد مرتادو منصات التواصل الاجتماعي بدا من تدويل المشكلة عبر الوسائط الالكترونية " تيك توك "و"فيس بوك" وتويتر " وغيرها، مؤكدين أن مكافحة القوارض من الخدمات التي لا يمكن توقفها بحال طوال العام، مشيرين في الوقت نفسه الى ان انتشار الفئران يكثر في أي بيئة مهجورة سواء سكنية أو غيرها.
واضافوا أن هذه الظاهرة منتشرة منذ فترة لكنها تفاقمت في بعض المناطق المنسية والمتروكة لمصيرها وكأنها خارج الكويت مثل جليب الشيوخ والفروانية وخيطان والشويخ فيما يظن بعض المسؤولين أنهم بمنأى عنها وهم في قصورهم ومنازلهم الفارهة.
وأوضحوا أن ‏انتشار الفئران و الكلاب الضالة سيؤدي الى كوارث صحية، مؤكدين أن وباء " كورونا" سيكون مزحة خفيفة مقارنة بطاعون الفئران، متسائلين: هل يعقل و نحن على اعتاب العام 2024 في بلد ميزانيته 60 مليار دولار يعاني من الكلاب و الفئران بسبب كم القذارة الموجود في الشوارع وبسبب عدم تطبيق القوانين التي تكافح انتشار الأوبئة.

‫الطاعون وفيروس "هنتا" والتهاب السحايا ثلاثي القوارض للفتك بالبشر

يعد الطاعون من أكثر الأوبئة ارتباطا بالفئران حيث يعتبر واحدا من أخطر الأمراض التي تسببت في قتل الملايين حول العالم، وهو عبارة عن مرض بكتيري ينتقل من القوارض المصابة إلى الإنسان، وتكمن الخطورة في وصول البكتيريا المسببة له إلى الرئتين، فيصاب الشخص بالتهاب رئوي قابل للانتقال للآخرين عن طريق السعال.
ومن أبرز أعراض الإصابة بالطاعون ارتفاع درجة حرارة الجسم، والشعور بألم الرأس والصداع، والضعف العام وألم الأطراف، وتورم الغدد الليمفاوية وأحيانا الإصابة بنزيف تحت الجلد، ومن الممكن المساعدة في علاج الإصابة بمرض الطاعون في حال اكتشافه مبكرًا وذلك باستخدام المضادات الحيوية، ولكن في حال تطور الإصابة تقل فرص النجاة بشكل كبير.
وتعتبر حمى عضة الجرذ من أخطر الأمراض التي تواجه الإنسان عندما يتعرض لعضة جرذ مصاب، وتظهر أعراض الإصابة في ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي وصداع وألم بالرأس والقيء وألم العضلات.
وتضم قائمة الأمراض أيضا فيروسات "هنتا" القاتلة، والتي من شأنها أن تُصيب الرئتين، فهذه الفيروسات تنتقل عن طريق الفئران المصابة إلى الإنسان، ولعل خطورة هذه الفيروسات في عدم وجود علاج أو لقاح لها حتى الآن، ومن أعراض الإصابة بفيروسات هنتا الحمى، التعب وألم العضلات، الإسهال وألم في البطن، الغثيان والقيء.
كما يعد التهاب السحايا والمشيمات اللمفاوية من الأمراض الخطيرة التي تنقلها الفئران، وهي تنتقل عبر ملامسة اللعاب أو بول أو الأسطح التي تحتوي على لعاب الفأر المصاب، وبذلك تكون الفئران قادرة على نقل هذا الفيروس إلى الإنسان، وعادة ما تكون الإصابة على مرحلتين أساسيتين، الأولى تشمل أعراض مثل الغثيان، القيء، الصداع، ألم في العضلات، وقلة الشهية.
أما المرحلة الثانية فتتمثل في إصابة الأعصاب، حيث يصاب المريض بالسحايا والتهاب الدماغ، وتظهر الأعراض في صورة الحمى وارتفاع في درجة حرارة الجسم، صداع وألم في الرأس، ضعف وتعب عام، ألم في الأطراف، تورم وانتفاخ العقد الليمفاوية ونزيف تحت الجلد في بعض الحالات من الممكن أن يلاحظ المصاب.
وتتسبب بعض القوارض التي تحمل بكتيريا السالمونيلا في الجهاز الهضمي الخاص بها، في نقل داء السالمونيلا للإنسان عن طريق ملامسة المكان الذي يحتوي على روث الفئران المصابة، وتظهر أعراض الإصابة بالسالمونيلا في القشعريرة، ارتفاع درجة حرارة الجسم، الغثيان والقيء والإسهال.

المناطق الموبوءة

• مسلخ جليب الشيوخ
• المنصورية بجانب مرافق الجمعية
• المارينا سوق شرق
• الجزيرة الخضراء
• الواجهة البحرية
• بجانب مطعم فرايديز
• مقابل الدائري الثاني
• مرافق في منطقة الاندلس
• محيط مركز المعلومات ونادي اليخوت
• شكاوى في منطقة اشبيلية
• منطقة مبارك الكبير
• حديقة منطقة القادسية
• بعض مراسي لنجات الخشب التي تستورد السمك من ايران
• الشويخ الصناعية