الفكر المتشدد

طلال السعيد

أصحاب الفكر المتشدد أو ما يطلق عليه الفكر الداعشي، هذا التوجه البعيد كل البعد عن الشريعة السمحاء التي فُطرالناس عليها؛ والبعيدة كل البعد عن الغلو؛ هولاء المتشددون خسروا كثيرا من قواعدهم، ومساحات تحركهم، فلم يعد لهم مكان بالمملكة العربية السعودية، التي غادروها مجبرين، بعد ان ضيّق الخناق عليهم، ولم يعد لهم تأثير على القرار الرسمي مثلما كانوا في السابق،ثم توجت المملكة قراراتها باعتبار تنظيم الاخوان المسلمين تنظيما ارهابيا، ما يعني حظر نشاط هذا التنظيم، ومراقبة كل تحركات افراده التي تشكل خطورة واضحة على الشعب والدولة.
وفي الامارات، الحكومة منتبهة لتحركات المتشددين من الاخوان او الدواعش وغيرهم ولم يعد لهم مساحة تحرك، ولا نشاط بالامارات، فغادروها مرغمين، كذلك ولم يعد لهم وجود هناك،.
وفي قطر التي نظمت كأس العالم وانفتحت على العالم، وحققت نجاحات عالمية منقطعة النظير، فأصبحت البيئة القطرية ليست بيئة مناسبة للفكر المتشدد أو الحزبي، وكذلك الحال بالبحرين وعمان؛ لذلك لم يبق لهم وليس امامهم الا الكويت التي هم بالأساس منتشرون فيها ويسيطرون على بعض مساجدها، ومنهم أئمة ومحاضرون حتى في أجهزة الاعلام الرسمية، يستقطبون المناصرين لفكرهم، مستغلين ضعف الحكومة في تعاملها معهم، كذلك يساندهم "لوبي" نيابي يتوافق مع توجهاتهم ويدعمهم ويمهد لهم مساحات التحرك.
لذلك يحاولون، وبكل ما عندهم من قوة، ان يفرضوا سيطرتهم على القرار الكويتي بأي صورة من الصور على اعتبار ان الكويت ستكون نقطة انطلاقهم من جديد الى المنطقة كلها اذا تغيرت الاحوال، وهاهم يحاولون اثبات وجودهم بالكويت مبتدئين بإلغاء المارثون، كإعلان لقوتهم وماهي الا فترة قليلة ثم يتجمعون على ارض الكويت، وتتحول كل انشطتهم الى الكويت بعد ان يحكموا القبضة، مستغلين خوف الحكومة من النواب فيفرضون توجهاتهم ويشدون الخناق على حريات الشعب الكويتي، الذي لايمكن ان يتنازل عنها بسهولة.
أتوقع أن الصدام واقع لا محالة إما بينهم وبين الحكومة، بعد ان يرفض الشعب الكويتي كعادته الخضوع لهم، أو بين الشارع الكويتي والحكومة، اذا خضعت لتوجهات المتشددين ولا ننسى محاولات تخويف النشطاء السياسيين، من قبل وزارة الاعلام بالتحويل الى النيابة لمحاولة اسكاتهم، وهذه خدمة تقدمها الوزارة على طبق من ذهب لأصحاب الفكر المتشدد، لتسكت النشطاء عنهم فيتركون الساحة لهم.
الفكر المتشدد هو غزو جديد منظم، مالم تتحرك الحكومة، وتحزم امرها وتواجهه قبل ان يستفحل الامر... زين.