الفلاح الجديد

طلال السعيد

كان أجدادنا في الجهرة اهل زراعة ومزارع، فاما ان يكون صاحب مزرعة، او يعمل في المزرعة مزارعا.
هكذا كانت معيشتهم، وكانوا حامدين، شاكرين، لا يسرقون المال العام، ويعرفون المعنى الحقيقي للوطنية!
المهم ان من اقوالهم:" بشّر النخل بفلاح جديد"، هذه المقولة اصبحت مثلا، والمعنى ان الفلاح الجديد اول ما يشتغل عندهم يحاول ان يثبت لصاحب العمل انه اهل للمسؤولية، فيعتني بالنخل عناية كبيرة، ويبذل جهدا مضاعفا، لذلك تجد اجدادنا يراقبونه من بعيد، ويقولون مقولتهم المشهورة" بشر النخل بفلاح جديد"، لانهم يعرفون انه طول المدة لن يكون بنشاطه الاول، وسيتحول الى العمل الروتيني مثله مثل من سبقوه، ويذهب مدحهم اذا مدحوه مع الريح!
نقول هذا الكلام لكل من يكيل المدح والثناء للوزارة الجديدة، فهي الى الان لا تفرق كثيرا عن الفلاح الجديد، دعونا نرَ الانجاز على ارض الواقع، ثم نمدح او لا نمدح، فالشارع الكويتي متعطش جدا للانجاز الذي حرم منه فترة طويلة!
اما التصريحات والعنتريات فقد ولى زمانها الى غير رجعة، فلم يعد احد يلتفت اليها، او يتأثر بها، ولا نزال نقول: ان فترة هذه الوزارة قليلة الى حد ما، قياسا بما هو مطلوب منها، لكن نؤكد انهم يستطيعون في هذا الوقت القصير تحقيق ما لم تحققه الحكومة السابقة في سنواتها العجاف.
علما ان الحكومة الحالية لا تختلف عن سابقتها من حيث التكوين، فهم الوزراء انفسهم، ما يعني ان دائرة المشاورات هي نفسها، لم يستطع الرئيس الجديد الخروج منها، وقد يكون قصر المدة له تأثيره في الاختيار، وهنا يبرز سؤال مشروع: ان هذه الكوكبة من الوزراء اختارها الرئيس السابق فلو كان لديهم شيء من العطاء لاعطوه لمن جاء بهم من بيوتهم ليصبحوا وزراء، والنتيجة ان الرئيس غادر المشهد السياسي، مأسوفا او غير مأسوف عليه؟
ليس هذا موضوعنا، انما الموضوع انهم لم يستطيعوا اطالة عمر حكومتهم السابقة، وليس لهم سوابق تذكر في التضامن الوزاري، ولن نقول اكثر مما قاله سمو ولي العهد في خطابه الاخير!
تعلمنا من دروس موروثنا الشعبي اننا لا نفرح كثيرا بالفلاح الجديد، ولا نمتدحه فقد نحتاج الى ذمه فيما بعد...زين.

[email protected]