"الفن في حضارة المسلمين"... 200 قطعة اثرية تروي إبداعاتهم على مر العصور

كتبت - إيناس عوض:


افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل معرض "الفن في حضارة بلاد المسلمين" في المركز الأميركاني الثقافي التابع لدار الآثار الاسلامية، نيابة عن وزير الاعلام محمد ناصر الجبري.
ويستمر المعرض الذي يتزامن مع الاحتفال بمرور ربع قرن على نشر الثقافة الإنسانية والتنوير والعلم والمعرفة حتى نهاية عام 2020.
وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب كامل العبدالجليل في كلمة ألقاها بمناسبة الافتتاح: "إن الفن هو أصدق أنباء التاريخ، وأحد علوم هندسة الروح والجسد ووعاء الحضارة وانعكاس للهوية الثقافية والمستوى الابداعي للانسان.
وأضاف: إن للحضارة الاسلامية التي يجسد هذا المعرض جانبا مضيئا منها دورا فعالا في التواصل بين الشعوب في بقاع جغرافية ممتدة في العصور الوسطى والحديثة، مؤكداً على انه يشاطر الشيخة حصة الصباح المشرف العام لدار الآثار الاسلامية وأحد اصحاب "مجموعة الصباح"رأيها بصعوبة تعريف كلمة "فن" الا اذا كانت مقترنة بنوع من أنواعه كالفن البصري أو التشكيلي أو السينمائي.
وذكر ان الشيخة حصة الصباح قالت في تمهيد راق تضمنه كراس هذا المعرض إن كلمة الفن غير موصوفة في العربية بمعنى انه لا حدود له وهذا هو سر تلاقيه بنتاجات العقل الانساني ونواياه.
وأوضح أن أهمية وميزة المعرض تتمثل في تناوله الامتداد الجغرافي للحضارة الاسلامية والتي وصلت لبقاع بعيدة عن المركز كاسبانيا والصين وجانب الامتداد الزمني الذي يفوق الـ 14 قرنا من الزمان، مشدداً على أن كل ذلك يثبت النفس الحضاري للاسلام البعيد كل البعد عما يلصق به ظلما من تهم التشدد تجاه الفنون بشكل عام.
واشار الى ان المعرض يسلط الضوء على تجليات الفن الاسلامي وتنوعاته وخاماته كالأحجار والخشب والزجاج والنسيج والخط والزخرفة والمشغولات المعدنية والجواهر والحلي بحيث تظهر الأحاسيس غير المرئية وتسخير الطبيعة وعناصرها واعادة صياغتها وتركيبها.
وتابع ان الحضارة الاسلامية التي الهمت العالم كانت ولا تزال مبنية على قيم مستنيرة استطاع من خلالها المسلمون اثبات وجودهم وتجسيد التعاليم السمحة التي جاء بها دينهم العظيم والذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الاسلامي والتعبير الجميل عن الحياة من خلال تصوراته، مبيناً ان انتشار الرسالة الدينية للاسلام والتوسع المتلاحق ساهم بتلاقي المسلمين مع شعوب مختلفة دينا وحضارة وثقافة.
بدورها، قالت مديرة إدارة المصادر الثقافية والعلمية في دار الآثار الإسلامية وعريفة حفل الافتتاح دلال الفضلي: إن معرض "الفن في حضارة بلاد المسلمين" حط الرحال في الكويت بعد رحلة ميمونة طاف خلالها الكثير من بلدان العالم في ايطاليا والنمسا وكوريا الجنوبية ومملكة البحرين ، مشيرة الى أن المعرض يضم قطع مختارة من مجموعة الصباح الآثارية، التي كونت على مدى الفترة الواقعة من سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم، تعد واحدة من أكثر المجموعات شمولية وتميزاً في فنون بلاد المسلمين بالعالم.
وأضافت: تستعرض مقتنيات المعرض مراحل تشكل الفن في الحضارة الإسلامية ابتداء من القرن الأول الهجري وحتى انتشار الامبراطوريات "الهندية والتركية والصفوية" العظمى في القرن العاشر الهجري، مبينة أن المعرض الذي يضم أكثر من 200 قطعة أثرية يقدم نماذج نادرة تعكس غنى الفن الاسلامي.