الأحد 13 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الفنون المسرحية" احتفى بمسيرة "الصقر" الرشود

Time
الاثنين 18 مارس 2019
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

احتفى المعهد العالي للفنون المسرحية بمسيرة المخرج المسرحي الراحل صقر الرشود من خلال مسرحية "الصقر" تأليف علاء الجابر وإخراج د.حسين الحكم، على مسرح حمد الرجيب بالمعهد وسط حضور كبير من الفنانين والمثقفين ومحبي المسرح، كان في مقدمتهم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.علي العنزي، العميد الأسبق للمعهد د.خالد عبداللطيف رمضان، رئيس فرقة مسرح الخليج ميثم بدر، الفنان محمد المنصور، بالإضافة الى أعضاء هيئة التدريس وطلبة المعهد.
مسرحية "الصقر" التي شهدتها أسرة المخرج الراحل بجانب ما سلف ذكرهم كانت نموذجا في عدم وجود استهلاك واستهلال للشخصية الثرية، التي يسرد سيرتها على المسرح، فالمؤلف علاء الجابر دخل بسرعة في الجانب الإبداعي وكل إرهاصاته ومتاعبه ونجاحاته بشكل جعل الحضور يعيش هذه الذكريات بشغف، من خلال استعادة شخصية صقر الرشود على المسرح ومحاولاته وكفاحه وشغفه بالمسرح وتضحياته من أجل أن يقدم حالة مسرحية مختلفة عما كان سائدا في ذلك الوقت، فقد قدم الكاتب الجابر والمخرج الحكم شخصية صقر الرشود الثائر الواعي، الذي كان يسابق الوقت ويضفي مزيد من الطاقة الإيجابية على المسرح، بل عرج الكاتب على اسلوب صقر في البحث عن تحقيق أحلامه والعمل على وجود المسرح الكويتي في المهرجانات العربية وكيف كان يتحدى الصعاب والتغلب على الظروف القهرية كوفاة ابنه فراس ووجوده على الخشبة.
أراد علاء الجابر أن يستفيد الجيل الجديد، الذي سمع وقرأ عن صقر الرشود ولم يعش حقبته أو يتعرف على ملامحه وطريقة تعامله مع المسرح والفنانين، ولذلك خيم الصمت على القاعة من اجل التعرف أكثر على شخصية الراحل، التي جسدها ببراعة الطالب عبدالله البلوشي وقدم تفاصيلها بشكل محترف.
العرض المسرحي بدأ بدخول المذيع عبدالرحمن الدين، الذي قدم الاحتفالية وشارك فيها ايضا من خلال القائه أبيات شعر للأديب خليفة الوقيان والشاعرة نجمة إدريس وغنائه مقطع "أنا مقدرعلى بعدك"، كما ذكر الدين ان هذا هو أول عرض مسرحي يتطرق لمسيرة الراحل، وأوضح العرض كيف قام الرشود بتأسيس فرقة مسرح الخليج بشكل سريع من خلال اقناعه المسؤولين، كما برر خلافه مع زكي طليمات من خلال انشائه هذه الفرقة في الوقت الذي يكن فيه كل خير لطليمات، لكنه اختلف معه في الطريقة الكلاسيكية، التي يتعامل بها مع المسرح وكيف تم عدم قبوله في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، وقد تفهم الأمر بعد ذلك لأنه لم يكن حاصلا على الثانوية العامة، لكنه التحق بالجامعة بعد ذلك قسم العلوم السياسية ليثبت للجميع انه موهوب في العمل بالمسرح، وكشف العرض ايضا عن هموم صقر الرشود بحال الفنانين وتضحياتهم، لاسيما الفنانات حياة الفهد، سعاد عبدالله، مريم الغضبان، أسمهان توفيق وهيفاء عادل وغيرهم، كما تطرق لعلاقة الرشود مع الكاتب عبدالعزيز السريع، حيث قدما معا العديد من الأعمال الناجحة، فضلا عن علاقتهما في المسرح الخليج معا، وسرد النجاحات العديدة التي قدمها للمسرح في أعماله مثل "على جناح التبريزي وتابعه قفة، وعريس بنت السلطان وحفلة على الخازوق" وغيرها.
مسرحية "الصقر" لم تكن عمل مسرحي تقليدي، لكنها تناولت العديد من الجوانب الشخصية للمخرج الراحل كان أبرزها نقاط التحول والنضج المسرحي، لاسيما حين قدمت له الكاتبة عواطف البدر نص محفوظ عبدالرحمن "السندباد البحري" واعتذر منها، وقال ان مسرح الأطفال مسؤولية عظيمة وتحتاج شخصية بحجم منصور المنصور لإخراج هذا العمل، كما كان الرشود يقدم في اعماله اسقاطات كبيرة ويحارب البيروقراطية، التي كانت السبب في تركه وظيفته والانتقال الى الإمارات، ليكشف ان الرشود الذي عاش 37 عاما قدم فيها مغامرات وإبداعات مثل إنسان عاش 100 عام.
اعتمد المخرج على الشاشة الموجودة في عمق المسرح وقد اضافت الكثير وساهمت في ربط الأحداث بسرعة، والموسيقى وعزف العود تحديدا كان لهما دور كبير والختام بأغنية "يا صقر" التي كتبها ولحنها علاء الجابر وقام بغنائها الفنان عادل الرويشد خير تعبير عن قصة حياة أحد أهم المبدعين في عالم المسرح بالكويت.
يذكر أن مسرحية "الصقر" من بطولة الطلاب عبدالله البلوشي، مشاري السعيدان، محسن النجدي، هيا السعيد، شهد ياسين، غدير الشريفي، عبدالعزيز العنزي، غدير حسن، أحمد بن خميس، شهاب المشايخي مع مشاركة خاصة للمذيع عبدالرحمن الدين.
عزف على آلة العود عماد يحيى، عازف الإيقاع شملان القطان وعبدالله العمير. لوحات المعرض د.مشعل الموسى، أزياء زينب عبدالسلام ، ديكور أحمد السناسيري، مكياج خالد الشطي، مونتاج المادة الفيلمية محمد الهولي، القاء الشعر الفنان سليمان الياسين، مخرج مساعد عنان بالعيس. متابعة د.سعداء الدعاس، اشراف عميد المعهد د.علي العنزي.


علي العنزي: الوفاء سمة المعهد


شدد د.علي العنزي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية على أن سمة الوفاء مرتبطة دائما بالمعهد لردح من الزمن، مشيرا الى ان هناك خططا في هذا الصرح الأكاديمي من أجل التماس مع الثقافة في الكويت والاهتمام بها، لأن المسرح قائم على جناحين هما الفن والثقافة، الأول متواجد منذ البداية والآن أصبحنا نشاهد ليلى العثمان وخليفة الوقيان وطالب الرفاعي ونخبة من الكتاب والأدباء في المسرح وهو يمدون الجسور مع معهد الفنون.
وتابع: كان لدينا فعاليات منها مسرحية "راوية الأفلام" ثم أمسية للراحل اسماعيل فهد اسماعيل، والآن مسرحية عن صقر الرشود، لافتا الى ان الفعالية المقبلة هي الدورة التاسعة لمهرجان الكويت للمسرح الأكاديمي التي تقام نهاية مارس الجاري.
آخر الأخبار