طلال السعيدما يجري على المسرح السياسي الكويتي من شد وجذب، ومحاولة لإيقاع صدام مبكر بين المجلس والحكومة، وإثارة الناس وتقسيمهم بين مؤيد ومعارض، أو بمعنى أصح إثارة الفوضى السياسية لاعادة احداث السنوات الماضية، حين كادت الكويت تضيع.هذا كله يجعلنا نستشعر تحركات حزب الاخوان المسلمين الذي كنا بالامس نحسبه رمادا، واذا تحت الرماد نار فها هم استجمعوا قواهم من جديد، وعادوا بكل قوة الى المسرح السياسي ممتطين بعض السياسيين الجدد الطامحين للزعامة، ليتكرر السيناريو القديم نفسه، تصعيدا وصداما ثم الخروج للشارع، وتهييج الناس ثم حل المجلس، ثم سقوط البلد بأيديهم، لاسمح الله.فهذا الحزب يعد اخطر مشروع استعماري جديد استخدمته دول غربية كبرى لاحتلال الخليج كله، وليس الكويت فقط، تحت ستار "الاسلام هو الحل"، وشعارات الحرية التي دمرت بلدانا كثيرة ايام "الربيع العربي" المزعوم، الذي كان تحت رعاية الحزب الديمقراطي الاميركي في عهد اوباما، وها هم الديموقراطيون يعودون للحكم، ولا نستغرب اذا تم إحياء مشروعهم من جديد، اعتمادا على خارطة الشرق الاوسط الجديدة، التي هي مشروع استعماري غربي، لكن بأياد عربية تحت ستار الدين والدين منهم براء! فما أشبه مشاهد اليوم بالامس، والمشكلة ليست في غفلة الحكومة عن هذا كله، المشكلة في اندفاع بعض الاعضاء الجدد، او الباحثين عن الزعامة وراء هذا المشروع المرعب، على اساس انه طريق تحقيق الشعبية، وضمان الكرسي، خصوصًا وان البعض يتوقع لهذا المجلس عمرا قصيرا، لكن ماذا لو حلت الفوضى؟ هذا هو السؤال... زين.
[email protected]