منوعات
"الفيسبوك" والفلسفة... بمَ تفكر؟ كتاب صادر عن المركز القومي للترجمة
السبت 15 فبراير 2020
5
السياسة
صدرت اخيرا عن المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتور أنور مغيث الطبعة عربية لكتاب "الفيسبوك"... بم تفكر؟" بترجمة ربيع وهبة وتأليف مجموعة كبيرة من المحررين.جاء الفيسبوك، ليضع قدما ثقيلة فى حياتنا اليومية، وما يزيد من ثقلها وتأثيرها فقط هذه المشكلات،بل ما قدم ايضا بجانب المشكلات والخراب،فرص مذهلة فى الارتباط وتكوين العلاقات وقنص وظائف وتحقيق شهرة وغيرها من الانجازات التي اتاحت لجميع مستخدميه كم هائل من العلاقات التي لم تكن تتوفر لولا وجوده.فمن الممكن اعتباره عالما موازيا او عالم بديل، فيبقى السؤال ما الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي تحكم هذا الكيان العنكبوتى الرافع والخافض من شأن مستخدميه شاؤوا أم أبوا. كما يتطرق الكتاب أيضًا للعزلة والاغتراب النفسى التى تعتبر من اكبر تأثيرات الفيسبوك، فهو بالفعل من عناصر تفريق الكثير من الازواج والاحباء والاصدقاء، ولم يكتف هذا- التطبيق المزعج- بذلك فقد حرم الكثيرين من ذوي المهارات والمؤهلات والكفاءة من الحصول على وظيفة مناسبة، نتيجة ما ينشرونه على صفحتهم الشخصية، حيث نتناسى دائما كمستخدمين في هذا الصدد انها –الصفحة الشخصية- ولا ننسى الفضيحة الأخيرة التي اضطر بسببها مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك للاعتذار بسببها، بعد اختراق 50 مليون حساب على فيسبوك العام الماضى،والتى كلفت الشركة خسائر تقدر بعشرات المليارات.يعتبر هذا الكتاب محاولات رصينه وعلمية للرد على مثل هذه الاسئلة وأكثر،فالحقيقة هى انه مثلما أثر الفيسبوك فى العلاقات ومسارات الحياة على مستوى الأسرة والعمل والشخصية،كذلك كان خير معين فى حشد الجهود والأعداد الغفيرة من اجل تحقيق تغيير اجتماعى، بل وإسقاط حكومات ورؤساء مثل ما حدث فى ثورة 25 يناير ايضا سوف نرى من خلال هذا الكتاب جهد فلسفي وعلمي لتشريح ما يحدث وكيف تسنى لمواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها الفيسبوك ان تكون وسيلة تملك كل هذا التاثير على المجتمع،فمن خلال 25 مقالاً نرى كيف زحف هذا التطبيق إلى منظومة القيم فى مجتمعات وثقافات مختلفة وطعن للخصوصية فى اعز ما تملك، من عواطف وأسرار واحترام الاخر.من المفارقات أيضًا، ان تدخل الى الفيس بوك فتجده اشبه بسرادق عزاء،أو بشكل أوسع دار مناسبات واسعة: هنا تهنئة بفرح، وهنا تعاز في فقيد.أصبح الفيسبوك وسيله ناجحة لتذكير الناس بالواجبات وتحقيق التضامن الانسانى فى السراء والضراء، وعلى الصعيد الاقتصادى نجد فى هذا الكتاب أيضا تحليلا علميًا للابعاد الاقتصادية للفيسبوك،حيث اننا لا نمثل مجرد مجموعة أصدقاء، فهناك طرف ثالث يجنى المال من الهواء المشترك بينهم.بل الواقع أن الاقتصاد اصبح الى حد بعيد معتمدا على وقود الحياة المجانية لبلايين من مستخدمى الانترنت الذى يدير عجلة وول ستريت،فقد حلت تحديثات الفيسبوك محل محادثات الاستراحات فى المقاهى،حيث تساق جميع البيانات المجمعة الى قواعد بيانات أضخم لوسائط استبدادية قوية بغرض تصنيفها،حيث يجنى الكثير من الاطراف الارباح الضخمة من بياناتنا.