كتب- جمال بخيت: أحيا ثلاثة شعراء أمسية شعرية أقامتها رابطة الأدباء، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ28، من خلال قصائد أنشدوا فيها للحياة والجمال والمرأة، في سياق شعري متضامن مع الخيال والواقع معاً.والشعراء المشاركون في الأمسية هم: عبدالله الفيلكاوي والدكتور مشعل الزعبي وندى الأحمد وأدارها الشاعر عبدالعزيز المشاري.وتناوب الشعراء في إلقاء الشعر، كي تستهل الأمسية بقصائد الزعبي الذي قرأ بعضاً من إبداعاته، التي اتسمت بالتواصل مع المشاعر الإنسانية القريبة من الواقع، ليقول في قصيدة ( لبيك ڤيرونا)، التي كتبها بمناسبة احتفالية يوم الشعر العالمي في مدينة فيرونا الإيطالية:يستنكر المتحضرون وجودي!ما الشعر لولا أمتي وجدودي؟أيغيب مثلي في الأصالةِ والحِجا عن مثل هذا المحفلِ المشهودِ؟فأنا ابنُ مَن ملكوا البيانَ، وشيّدوا صرحَ الثقافةِ أيَّما تشييدِوألقى الزعبي قصيدة أخرى يمجد فيها الشعر ويدافع عن مكانته المتميّزة في المجتمع، وأهميته في حياة الناس، لما فيه من سحر وتواصل مع المعاني والخيالات ليقول: الشِّعرُ فانوسُنا السِّحريُّ نَمْسَحُهُحتى يُحقِّقَ آمالًا لنا ومُنَىكم نجمةً حاولَتْ تُغْويهِ؟ كم قَمرًايَعْشُو إليهِ ويَرْجو مِن سَناهُ سَنَى؟وإن تعدوا فلن تحصوا صنائعهأغْنَى الفقيرَ وزادَ الأغنياءَ غِنَىفي حين قرأ الشاعر قصيدة "في انتظار اليأس"، التي عبر من خلالها عن مكنون نفسه، وقصيدة "مناجاة القمر"، بكل ما تحفل به من لغة شعرية متزنة، وعن الحب يقول:هو ذاك الحبُّ، شيءٌ غامِضٌعبقريٌّ للأساطيرِ اِنتمَىشامخٌ مهما تهاوى أهلُهكلما ساومَهُ الذلُّ سمىلا تحاولْ قَطُّ أنْ تَفهمَهُفجمالُ الحُبِّ أنْ لا يُفهَماوألقت الشاعرة ندى الأحمد، قصائدها التي أخذتها من ديوانها الشعري "بلا موعد"، مستخلصة منها المشاعر التي تتألق في فضاءات الحلم، لتقول في قصيدة "ردي على أبيات الشاعر":يا عازف القلب والأشعار والأدبإني أراك تضيء الشعر كالذهبإني نسيت جروحاً أنت ذاكرهاوالعذر منك قبول دون ذا عتبوفي قصيدة "أنا وقلبي"، استرسلت الشاعرة في بث الكثير من الصور الشعرية التي تتواصل مع الحياة، ثم أردفت بقصيدة ورد المنتظر التي تقول فيها:غضضت طرفي كي لا أبتلى فيهوفيض شوقي في ذكراه أخفيهأيام قربك تُضفي سحر جنتهاكالزهر حين سحاب المزن يضفيهوفي قصيدة "لي غائب"، احتوت على مفردات شعرية منتقاة بعناية، من نسيج الروح الإنسانية المتطلّعة إلى الجمال في أبهى صوره، لتقول:لي غائب عن ناظري وحاضرإن المكان بلا وجودك شاغركل المشاعر في حضورك أقبلتلكن قلبك في الغرام مكابروجاء دور الشاعر عبد الله الفيلكاوي كي يلقي قصائده، تلك التي التزم فيها بالمفردات الشعرية المتناسقة مع ما يبثّه من صور، تعبّر عن الحياة في كل مجالاتها وتحولاتها ليقول:حَذارِ قالتْ وماذا يَنفَعُ الحَذَرُ إذا رَمَتْكَ سِهَامٌ قَوسُها الحَوَرُقالتْ وَصَدَّتْ وبعضُ الصَّدِّ مُقْبِلَةٌ بهِ القلوبُ ولكن طَرفهُ شَزِرُومن ثم قال الفيلكاوي : لسنا في زمن الحروب، ولكننا نعيش في حياة مزيفة، نخوض فيها الحروب المدنية، من خلال النظم الإدارية ونتعرض للعدو الذي كان صديقاً"، وبالتالي ألقى قصيدة "ذروا ما في الصدور":ذَرُوا مَا فِي الصُّدُورِ لَدَى الصُّدُورِأَدَائِرَةَ العَوَاقِبِ وَيْكِ دُورِيلِنَعْلَمَ عِنْدَهَا مَنْ كَانَ يَبْنِيمَصَالِحَهُ عَلَى كَذِبٍ وَزُورِوَإِلَّا دُرْتِ بِالأَقْدَارِ طَوْعاًأَدَرْنَاهَا عَلَى رَهْطِ الفُجُورِكما ألقى الفيلكاوي قصيدة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، عنوانها "أدر كأس المدام"، ثم تحدث عن لقائه في جامعة السوربون مع طلبة الدراسات العليا ، ومقابلته إحدى الحاضرات التي كانت تدرس الدكتوراه في الجامعة عن فلسفة ابن رشد واسمها لوسي، وكانت بصحبتها مخرجة سينمائية، وأخذه الكلام عن ابن رشد وفلسفته، وبعد خروجه كتب قصيدته التي مطلعها: "قلبي الشقي وكنت أعرف حظه"، كما قال في قصيدة "أنسًا مع الله":"أُنْسًا مَعَ اللهِ، لَا أُنْسًا مَعَ النَّاسِ"يُزِيلُ وَحْشَةَ هَمٍّ صَاغَ وَسْوَاسِي أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ نَفْسِي وَشِقْوَتِهَاأَسْتَغْفِرُ اللهَ مَعْ تَرْدَادِ أَنْفَاسِي كَمْ قَدْ عَصَيْتُ وَكَمْ مَا زَالَ يَلْطُفُ بِييَا خَافِيَ اللُّطْفِ رَقِّقْ قَلْبِيَ القَاسيفي حين أنشد الشاعر عبدالعزيز المشاري- مديرة الجلسة- قصيدته "إنسان"، والتي جاءت في صياغة شعرية مفعمة بالحيوية، بفضل ما تتمتع به من موسيقى شعرية متواصلة مع الحس الإنساني الشغوف بالسلام ليقول: يجمع الدنيا إلى أن تجمعههذه الدنيا بلا دنيا معهقدر الإنسان يبقى تائهافيقين الموت شكُّ الأشرعة واحتمالاتُ الوجودِ كلهابُعدهُ الخامس بَعدَ الأربعة
جانب من الحضور