الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

القائمة السوداء!

Time
الأربعاء 21 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد


للمرة الأولى تعلن الدولة اسماء المتسببين بكارثة السيول، من مقاولين ومكاتب استشارية ومشرفين، ونتمنى ان يلحق ذلك كشف اخر بأسماء المهندسين والمسؤولين الذين تسلموا المشاريع من المقاولين على اساس انها مكتملة، وهي ليست كذلك، فمشروع مدينة صباح الاحمد عمره لا يزيد عن سنتين ورغم ذلك انهارت بنيته التحتية، بينما هناك مناطق في الكويت اعمارها تجاوزت الثمانين سنة، ولا تزال صامدة، فلم يكن هناك غش ولا سرقة، ولا رشاوى في ذلك الوقت، فقد يكون نشر القائمة وما يلحقها من قوائم، ان شاء الله، أمر جيد موفق، لكن مهم أيضا ان لا يتركوا، وتلاحقهم الدولة بالقضايا، ويحملون مصاريف اعادة إعمار البنية التحتية، بالاضافة الى تعويض المتضررين، اما اذا انتهى الامر بعفى الله عما سلف، ووضعهم في القائمة السوداء فقط، فلا طبنا ولا غدا الشر، فما هي الّا ايّام ويؤسس شركة جديدة باسم زوجته او أولاده، او مكتب هندسي باسم احد أقاربه، ثم يأخذ المناقصات كما اخذها في المرات السابقة.
وقد ننتظر عشرين سنة حتى نكتشف الخلل الجديد، فهذه الكمية من الأمطار لا تهطل علينا كل سنة، اما اذا تمت ملاحقتهم، وتحميلهم أجور التصليح، وتعويضات المواطنين، فالامر سوف يختلف، ويلقي كل منهم المسؤولية على الاخر، فتنكشف لنا اسماء كثيرة وجديدة، قد نكون نثق فيها في وقت من الأوقات!
أيضا هناك امر مهم جدا، يجب ان يكون هناك ملحق لهذه القائمة السوداء، يشمل اسماء من تتم إحالتهم للنيابة من الموظفين الرسميين الذين وقعوا على تسلم تلك المشاريع، من المتقاعدين او الأموات، لا بد من فضحهم على رؤوس الأشهاد، فالمسألة ليست بسيطة كما يتصورها البعض، فلولا ستر ربك عز وجل لكانت الكارثة اكبر، وفي الوقت نفسه، لا بد من الالتفات الى القار الذي تحول ترابا وحصى متطايرا، والتشهير بمن وافق عليه، ومن غشنا من المقاولين، فلم يشهد تاريخ الكويت مثل هذا الغش والاهمال، والتسيب في اشغال الطرق، كما شهد في الوقت الحالي، فقد كان القار بالكويت أقوى مما في كثير من الدول الاخرى، حتى ان دبابات وآليات العراقيين الغزاة التي استخدمت طرق الكويت، لم تستطع ان تؤثر بها.
هذا كان في السابق، اما حاليا، فيتطاير الحصى مع اول زخة مطر، وما ان يستمر المطر الا ويتحول القار ترابا، ناهيك عن انخفاض التربة، والتشققات والحفر، لدرجة تجعل كل مواطن متضرر يخلص بالدعاء على من تسبب له بذلك، فبأي وجه سيواجه احدهم ربه ان لم يتق الله في نفسه ووطنه؟ زين.
آخر الأخبار