القادم أصعب!

طلال السعيد

لن تنجح الحكومة اذا كانت تخطط لتعطيل عمل المجلس لثلاثة أشهراو اكثر على اساس ان الحكومة مستقيلة، ولم يصدر مرسوم تكليف لحكومة اخرى، او رئيس جديد، خصوصا ان الدستور لم ينص صراحة على طول المدة او قصرها بعد استقالة الحكومة، وهناك تجارب سابقة، فالمجلس لا يستطيع عقد جلساته من دون حضور الحكومة، والاخيرة لن تحضر لانها مستقيلة.
هذه الخطة لن تنجح نهائيا، وليس من مصلحة الحكومة الرهان عليها، فقد سبق الاعضاء الجدد الحكومة بمراحل، ونجحوا في شحن الشارع الكويتي ضدها، وقد اصبح الان على صفيح ساخن بعد ان اقنعوه ان الحكومة لا تحترم الارادة الشعبية، وتريد مجلس مناديب، مستغلين المواضيع الملحة، وحاجة الناس، وموضوع القروض وشعارات الحريات العامة.
وفي المقابل استغلوا ايضا ضعف الحكومة وصمتها، وعدم قدرتها على التحدث للناس، او اقناعهم بوجهة نظرها رغم الامكانات الهائلة التي تملكها، فقد انسحبت من الساحة السياسية، وتركتها للمفوهين من الاعضاء يوجهونها وفق توجهاتهم.
لذلك فالحكومة لن تصمد فترة طويلة، ولن يستمر الوضع كما خططت له، فكلما طالت المدة خسرت الشارع، وتلاشت شعبيتها التي لم يتبقَ منها الا القليل، فهناك حالة عدم وفاق بين الشعب الكويتي وبين بعض الاسماء التي تم توزيرها في وزارة الاربعين يوما، وحالة عدم الوفاق هذه سوف تتحول الى الاصعب مع طول المدة، فجلسات المجلس حتى ان كانت غير منتجة الا انها تمتص الغضب الشعبي، فتصبح نقمة الناس على الاعضاء الذين انتخبوهم، وليس على الحكومة مباشرة، وهذا الموضوع يجب ان يوضع في عين الاعتبار عند متخذ القرار؛ اذا كان يريد الافضل، اما والحال على ماهي عليه، فالقادم أصعب... زين.