القافلة تسير!

محمد خلف الشمري

"سالفة وعبرة مليانة خبرة تفتح العينين، وسالفة اليوم عن أسد باحدى الغابات، متعود على صعود صخرة كاشفة الغابات من أولها الى اخرها، لتفقد احوال الغابة"! قالها الشايب ثم اضاف: "قسما بالله اللي هيقربلها (اي الصخرة) هشيله من على وش الارض!.. وفي ليلة من الليالي الخرمسية جاء عم الحمير (اعزكم الله) كلهم وصعد (البست) على منصة الأسد! وقام يجر الصوت على أنغام ربابة حنجرته الماسية من جرح براه مثل القلم الرصاص على عشيرن راح ما هو بناسيه!
تجمعت الحيوانات من كل حدب وصوب، ولا فيهم من فتح حلقه (فمه) لأنهم عارفين انه حمار ولد حمار، وسكوتهم تطبيق حرفي للمثل اللي يقول "لا تكبر الحمار بقولة هش"!
ما أطولها عليكم، قولوا طول، جاء الأسد راكب طيارة (يا الله الخيرة) على صهللة وجلجلة اهل الغابة، وشاف الحمار على منصته، ومن هول الصدمة لم ينبس ببنت شفة!
الحمار شاف الأسد من فوق وعطاه ذيج الخزه من مالت شباب هاليومين، وقال: وهو يقط (يتمسخر) عليه اشوفك حدر يا هزبر، وإذا بأمك خير اطلع لي تراني بايعها، لأني ناوي أفرك خشتك!
قال الأسد: شوف يالمطي ان صعدت الصخرة، او شجرة، او بقيت على الارض كل اهل الغابة يعرفون أني أسد!
بس انت كما قال عبد الرب ادريس بأغنيته الشهيرة مع الاعتذار على التحريف، حتى لو طلعت للقمر تبقى....
وهالحين جاء الدور على العبرة من سالفة اليوم، يصير عندك فلوس او راعي منصب، تحط باخر اسمك آل التعريف، او بوق لفاسد متنفذ، او عضو ما تجلس الا بصدر المجلس، ترى انت هو انت خابرينك الناس فلان ابن فلتان، وسلامتكم".
المتمولس: "ما شاء الله حالتي تطورت صرت أنسى السالفة وانا اسولفها، اعترفوا كم واحد فيه اللي فيني"؟
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.

كاتب كويتي

‏[email protected]