القضاء السويسري يُطفئ فتنة "الشريط"

* الفهد يتنحى عن رئاسة "الأولمبي الآسيوي" بعد إدانته بتهمة التزوير والحكم بسجنه 30 شهراً
* الغانم عن الخرافي: رحلت مظلوماً قريباً من الجميع مؤمناً بالعدالة ونصرك الله نصراً عزيزاً
* أنور الخرافي: نم قرير العين يا والدي كُنّا على قدر الأمانة والحق عاد إليك ولو بعد حين
* المحكمة: الفهد كان طرفاً في جلسة استماع زائفة لخلق الانطباع بأن المقاطع المُصوَّرة حقيقية
* الجبر: الحكم ملزم وسينفذ في السجون السويسرية بعد ضبطه من الإنتربول إذا أيَّدته "الاستئناف"

لا حديث للكويتيين خلال الساعات الـ48 الماضية سوى عن موضوع واحد، بات موضوع الساعة، فبعد نحو 9 سنوات على أول ظهور لما سُمِّي لاحقاً بـ"شريط الفتنة"، الذي كان أساساً لما عرف بـ"بلاغ الكويت"، انتصر القضاء السويسري لرجالات الكويت، الذين اتهموا ظلماً، إذ أدانت محكمة جنيف الجنائية في سويسرا نائب رئيس الوزراء وزير الدولة للشؤون الاقتصادية الأسبق الشيخ أحمد الفهد، وقضت بسجنه 30 شهراً مع وقف التنفيذ لنصفها، كما أدين أربعة متهمين آخرين، ثلاثة منهم محامون مقيمون في جنيف، ومساعد كويتي سابق للفهد، وحكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى 36 شهراً، بتهمة تزوير شريط فيديو حول مؤامرة "انقلاب وهمية" في القضية المعروفة في الكويت بـ"شريط الفتنة". وخلال جلسة الاستماع، قال الفهد: إنه وثق بالمحامين، ولم يكن لديه علم بالمؤامرة، لكن قضاة المحكمة شددوا على أن جميع الفاعلين في القضية كانوا مرؤوسيه، وأنه كان المُستفيد الوحيد من المخطط.
من جهته، رفض الفهد في تصريحات صحافية أدلى بها في أعقاب النطق بالحكم كل الاتهامات الموجهة إليه، وشدد على قناعته التامة ببراءته، مبدياً نيته تقديم طعن على الحكم الصادر بحقه. وقال: "أؤمن ببراءتي ومتأكد مئة بالمئة أنني سأكسب الطعن".
في الوقت ذاته، قرّر الفهد أن يتنحى مؤقتاً عن رئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي حتى ينجح في استئناف الحكم.
من جهته، قال حمد الهارون المساعد السابق للفهد في تصريح إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: إن الحكم كان له طابع سياسي، مدعياً ان الحكم أقر بصحة الاشرطة. وأضاف: إن "الحكم بالسجن مُجحف، وإن كان مع وقف النفاذ جزئياً، وبرأيي فقد فتحت المحكمة باباً واسعاً للاستئناف وقد جانبها الصواب ما أدى إلى حكم معيب كهذا"، مدعياً أن "خصومهم يعدون العدة لإخفاء الحقيقة ويتظاهرون بفرحة كاذبة منقوصة ويعرفون الآن يقيناً بأن الاشرطة صحيحة وغير مفبركة.
في غضون ذلك، استقبلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في الكويت الحكم باهتمام بالغ؛ إذ أطلق نشطاء كويتيون عدداً من الهاشتاغات (الوسوم) على (تويتر)، كان من بينها: "جاسم الخرافي... ظهر الحق"، و"راعي الحرشا" و"أحمد الفهد"، و"القضاء السويسري".
وفي أول رد فعل نيابي، غرّد رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم بصورة الرئيس الأسبق للمجلس جاسم الخرافي مرفقة بالآية الكريمة: "وينصرك الله نصراً عزيزاً".
وقال الغانم عن الخرافي: "رحلت مظلوماً، قريباً من الجميع، مؤمناً بعدالة الله الواحد القهار، وينصرك الله نصراً عزيزاً، والله لا يخلف الميعاد".
بدوره، قال أنور الخرافي في تغريدة له على تويتر: "نم قرير العين يا والدي، ابنك لؤي كان على قدر الأمانة التي كلفته بها، والحق عاد إليك".
في السياق ذاته، قال المحامي علي سليمان الجبر: إن الفهد حوكم أمام القضاء السويسري لقيامه بتزوير تقرير عن صحة أشرطة فيديو ادعى انها تتضمن مؤامرة للانقلاب على الحكم في الكويت، وهذا التقرير المزور نسبه إلى مؤسسات سويسرية عريقة ذات سمعة ومصداقية في تحليل أشرطة الفيديو التي يتم التلاعب بها، وتعتبر هذه المؤسسات مرجعية عالمية في مجال عملها".
وأضاف الجبر: إن هذه المؤسسة العريقة نفت صدور هذا التقرير منها، وتقدمت بشكوى ضد أحمد الفهد أمام القضاء السويسرى باعتباره أساء لسمعتها المهنية وعرضها للتشكيك"، مؤكداً أن "الحكم ملزم، وسيتم تنفيذه في السجون السويسرية بعد ضبطه عن طريق الإنتربول في حال أيدت محكمة الاستئناف الحكم".
في الإطار نفسه، قال برجس البرجس: كنت أول وأكثر المحذرين من انفراد آلة بروباغندا محركاتها مرتزقة قلة يديرون حسابات وهمية عدة وبوتات توهم المراقب بأنها نبض الشارع وتمارس غسل الدماغ والإرهاب فيغرر الساذج بها وينجرف الإمعة خلفها ويرضخ الجبان لها دون وجود آلة مضادة.
واستدرك قائلاً: رغم ذلك صُعقت من مدى هيمنة تلك الآلة على عقول جمهورها المشحون حتى بات مستعداً للتشكيك بنزاهة القضاء السويسري وتكذيب وكالات "رويترز" و"أسوشيتد برس" و"فرانس برس" وصحف مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، بالمقابل على أتم استعداد لتصديق حساب "كتكوت متوحش"، الذي يدّعي رشوة القضاء السويسري وان الإدانة لا علاقة لها بالشريط، بل هي براءة وليست إدانة"!
في المقابل، قال المحامي علي العصفور: إن الحكم الصادر بحق الفهد ابتدائي من محكمة أول درجة، ومن المؤكد أنه سيتم الطعن عليه بالاستئناف ولا عِبرة بالأحكام الابتدائية، فالعِبرة بالاحكام النهائية.
وكان المحامي لؤي الخرافي، قد أكد في بيان أصدره في نوفمبر 2018 أن الفهد متهم من قبل المدعي العام السويسري بفبركة تحكيم وهمي في عام 2014 ضد شركة تريكل غروب "شركة وهمية فارغة لم تمارس نشاطاً من قبل"، والمملوكة لسائق أحد رجالاته المخلصين "حمد الهارون".
وأضاف الخرافي: إن النزاع المزيف تناول ادعاءات بصحة الاشرطة المنسوبة الى المرحوم جاسم الخرافي، وسمو الشيخ ناصر المحمد، التي احتوت على جرائم يعاقب عليها القانون بالاعدام، مثل الفساد والتآمر لقلب نظام الحكم، وانتهى التحكيم المفبرك الصادر في سويسرا في 28 مايو 2014 الى نتيجة كاذبة بأن مقاطع الفيديو صحيحة.
وأوضح أنه لم يكن لديه خيار سوى تقديم شكوى للمدعي العام السويسري في يونيو 2015، الذي خلص إلى توجيه 4 تهم للفهد هي: تعمد إبرام عقد مزور مع شركة تريكل الوهمية، وتعمُّد تزوير مشارطة تحكيم مع الشركة، وتعمّد المشاركة في تحكيم مزيف غير حقيقي لم يحدث أبداً، وأخيراً تعمد استخدام التحكيم المزور أمام المحكمة العليا في لندن.


"تويتر" يُجمِّد تغريدات للفهد بينها تدوينة "البيض"!

كشف مُغرِّدون كويتيون، أنَّ موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قام على الفور، وبعد صدور حكم القضاء السويسري بإدانة الشيخ أحمد الفهد، بتجميد عدد من تغريدات الأخير، بينها تغريدة "البيض" الشهيرة، التي كان قد بثها عبر حسابه، قائلاً: "هذا شريط... موبيض يخترب... وأصله بالقضاء السويسري... ويدرون".