الخميس 26 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

القضاة ثلاثة

Time
الأربعاء 29 ديسمبر 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

حين نقول: إننا نثق ونفخر ونُفاخر بنزاهة القضاء الكويتي الشامخ وكفاءته، فإننا نعني ما نقول، وهاهو قضاؤنا يُثبت نزاهته وكفاءته من خلال أحكام مُشددة أصدرتها محكمة الجنايات ضد أعضاء من الجسم القضائي نفسه، دارت حولهم الشبهات مع مجموعة أخرى من ضمنهم محامون وإداريون في المحكمة نفسها.
طبعاً الحكم ليس نهائياً، فسوف يليه حكم استئناف، ثم تمييز ليصبح نهائياً، لكن بالتأكيد إنه موقف عظيم يسجل بأحرف من نور للقضاء الكويتي الذي يتساوى امامه الانسان العادي ورجل القانون والقاضي، وقد اتسمت منطقة الخليج كلها تقريباً بنزاهة القضاء فيها، فقد سبق وصدرت أحكام مشددة في المملكة العربية السعودية، عزل على إثرها قضاة وكتبة عدل، وأحيلوا الى المحاكم، وصدرت ضدهم أحكام، لم يعفهم منها كونهم قضاة او حتى رؤساء محاكم!
جاء في الحديث الصحيح أن القضاة ثلاثة "قاض في الجنة وقاضيان في النار"، وهذا دليل على جسامة مسؤولية القاضي، وحسب فهمي فليس المقصود بالحديث قاض المحكمة فقط، فالرجل في بيته بين اولاده قاض، والمدرس قاض بين تلاميذه، والضابط قاض بين جنوده، وهكذا في كل امور الحياة.
نحن قضاة ومحاسبون في الدنيا والآخرة، وينطبق علينا معنى الحديث الشريف إلا أن الذي بالصورة أو المتعارف عليه أن القاضي هو الذي في المحكمة فقط، وهذا يعتبر فهماً قاصراً، فالمعنى أشمل وأكبر، ولا ينتقص من قيمة القضاء في أي بلد، حين يحاكم ستة قضاة، أو أقل أو أكثر، بل على العكس يزيد ذلك من الثقة بنزاهة القضاء الذي يطبق القانون حتى على القضاة أنفسهم، فالعدل والحق مشتقات من أسماء الله الحسنى، فهو سبحانه الحق، وهو سبحانه العدل، ومن دون الحق والعدل لا تستقيم الدول.
وقديماً قيل: "دولة الحق والعدل تبقى ولو كانت كافرة، ودولة الظلم تزول ولو كانت مسلمة"... زين.
آخر الأخبار