القطار الخطأ !

طلال السعيد

ركبت الحكومة الجديدة القطار الخطأ، هذا ما يراه الجميع، مواليا ومعارضا، فلا هي احتفظت بالموالين وحافظت عليهم، ولا هي كسبت المعارضين.
الان يتحتم على الحكومة ان تنزل من القطار الخطأ الذي ركبته بسرعة قبل ان تتضاعف الخسائر، فالتاريخ يعيد نفسه، وما اشبه الليلة بالبارحة، ومن لم يتعلم من التاريخ لن يجيد صناعة المستقبل.
الذي يجب ان يعرفه الجميع اننا امام شارع نجح بعض اعضاء مجلس الامة الجدد بشحنه حتى اصبح منقادا لهم انقيادا تاما، حتى من دون أدنى حد من التفكير في عواقب الامور، واصبح جمهورهم ينتظر اقل اشارة للخروج الى الشارع، وهذا امر خطير جدا يجب التفكير فيه جيدا.
الامر الاخر المهم ان الجزء الموالي، والذين كانوا بالامس مفتاح الامان، سحبوا ايديهم من المشهد السياسي كله بعد شعورهم بالاحباط، اثر تعمد تجاهلهم وتجاوزهم، واهمالهم عند تشكيل الوزارة الاخيرة!
قد لا يحبذ البعض سماع مثل هذا الكلام او يصوّرلـ"كبار" المسؤولين ان في هذا الحديث مبالغة سياسية، او عدم دقة في قراءة توجهات الشارع الكويتي، وهذا ما دأب عليه مستشاروهم اصحاب الجملة المشهورة "خلوهم يولون ما عندهم سالفة"، وهنا مكمن الخطورة حين يعزلون المسؤول عن المواطن فلا يسمع الا اصواتهم، ولا يسمع الا منهم والشارع غير مستقر ان لم يكن يغلي!
مهم جدا الان ان تنزل الحكومة من ذلك القطار الخطأ الذي ركبته في اقرب محطة يتوقف فيها، قبل ان تبتعد فيها المسافات، وتعود لتركب القطار الصحيح الذي يسير بالوجهة السليمة!
الشارع الكويتي كان منقسما بين موال ومعارض، لكن الحكومة الاخيرة، تعلم او لا تعلم، وحدته فأصبح كله معارضا، فقد اضاعونا واي شعب اضاعوا...زين.

[email protected]