كل الآراء
القلق والخوف من المستقبل
السبت 04 يونيو 2022
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويتعلّمت منذ سنوات درساً حياتياً مهماً، وهو أنه مهما بلغت شدة خوفي وقلقي تجاه أمور أو أوضاع أو أحداث مستقبلية معينة، فلن يساهم ذلك الخوف والقلق المبالغ في منعها من الحدوث، وأن الطاقات الذهنية والشعورية التي أبذرها في الخوف المفرط أو القلق المبالغ، لا جدوى لها، ولا منفعة فيها لي، بل هي ربما تمنعني من عيش حياتي بشكل متكامل، ومن بعض الأسباب المنطقية والتي من المفترض أن تدفع الانسان العاقل لعدم الشعور بالخوف المفرط والقلق المبالغ تجاه المستقبل، وكيفية اكتساب مهارة التعامل الصِحِّيّ مع الخوف والقلق ما يلي:- لماذا لا يجب عليك الشعور بالخوف المفرط والقلق المبالغ تجاه المستقبل؟ لن يمنع حجم أو ضخامة خوفك أو قلقك الأمور والأحداث المستقبلية من الحدوث، وذلك بسبب عدم تأثير مشاعرك المفرطة على أي شيء في هذا الكون سوى على نفسك، والحياة الإنسانية وما يمكن أن يحدث فيها أحيانا شيء غامض لا يمكن التنبؤ به بدقة، وبسبب أن كثير من التنبؤات المرعبة حول المستقبل حدثت بالصدفة، والانسان لا يستطيع التخاطر مع المستقبل وتغييره كيفما يشاء، والخوف المفرط والقلق المبالغ تضيّع الوقت الثمين، والذي من المفترض استعماله في السعي لعيش حياة متكاملة ومجزية، وبسبب أن فَنائيّة الانسان حتمية، وبسبب أنه لا يوجد بيننا أشخاص خالدون تمكنوا من قراءة المستقبل بدقة متناهية حتى حققوا الخلود.- التعامل الصِحِّيّ مع القلق والخوف من المستقبل: الايمان بأن قليل من القلق الصحّي مفيد وكثيره مدمّر، ورفض جعل الخوف والقلق المفرطين منصات أساسية نتعامل بها مع الحياة، وإدراك حقيقة "أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ، لم يضروكَ بشيءٍ إلا قد كتبه اللهُ عليكَ،" والحرص على عدم التأثر بالسلبيين والمتشائمين وضعفاء الثقة بالنفس، وتذكّر أنه يوجد في حياة الانسان خوف وقلق طبيعيين، وعدم نسيان حقيقة أنه يوجد لدينا وقت محدود لعيش حياتنا لا يجب علينا تبذيره فيما لن ينفعنا.$ كاتب كويتي@DrAljenfawi