الاثنين 15 ديسمبر 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

القمص بيجول: الكويتيون مبدعون في نشر الإخاء والمحبة والتسامح

Time
السبت 21 ديسمبر 2019
السياسة
الورد الطبيعي الذي يصل إلينا يُعبِّر
عما بداخل أخوتنا من الحب

ما تم إنجازه في مصر لا يمكن سرده في ساعات بل يحتاج لأوقاتٍ طويلةٍ

البابا تواضروس قالها
"إلا الكويت مستعد لزيارتها في أي وقت"

أحمل مصر في قلبي... والرئيس السيسي يحتضن الجميع




حوار- بسام القصاص:

جدد راعي الكنيسة المصرية الأرثوذكسية بالكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي رسائل الحب للكويت وشعبها، مؤكداً أن الكويت دائما سباقة في كل شيء.
واستعرض، سفير المحبة والسلام، في حوار مع "السياسة" بمناسبة أعياد الميلاد التي تدق أجراسها على الأبواب، ايام وجوده في الكويت والإمارات وما لمسه من حب وتعايش وسماحة، مشيرا إلى أن أول كنيسة لمصر خارج حدودها وقبل دول العالم كانت هنا في الكويت.
وفي ما يلي نص الحوار:
منذ أكثر من 50 عامًا (منذ عام 1961) والصلوات الكنسية تقام على أرض الكويت.. ما الدلالة من ذلك؟
قلنا كثيرًا ولانزال نقول إن الكويت دائما سباقة في كل شيء، وهذا ليس كلامًا مرسلًا لكنها الحقيقة.. فكل الكويت تملك هذه السمة وتقام الصلوات والشعائر الدينية بها منذ عام 61 وقبل دول العالم كلها، ليدل على قلب الكويت وسماحتها بالدليل العملي، فأول كنيسة لمصر خارج مصر وقبل دول العالم كانت هنا في الكويت.
قضيت في خدمة كنيسة العذراء بالعين/‏ أبوظبي بدولة الإمارات 4 سنوات.. وقضيت نحو 19 عامًا حتى الآن في خدمة الكنيسة بالكويت.. ما الفرق الذي لمسته بين الفترتين في هاتين الدولتين؟
ذكرت هذا التاريخ بحضور السفير صقر ناصر الريسي – سفير الإمارات لدى الكويت (بدعوة كريمة من سعادته، في يوم التسامح العالمي) أنني قضيت 4 سنوات في الإمارات وكأنها 4 أشهر بحساب الزمن.. وكأنها 40 عامًا بحساب المشاعر بدسمها وجمالها، وقضيت 19 سنة في الكويت حتى الآن ولم أشعر بها، مما لقيته من حب وتفاهم ومودة وتسامح ورقة وأحاسيس، بداية من صاحب السمو وكل القيادات وكل الشخصيات في الكويت بلا استثناء، وتلاحظ في جميع لقاءاتنا الدينية والرسمية في الكنيسة وخارج الكنيسة وفي كل المؤسسات والسفارات والهيئات التي نُدعى إليها كم الحب والألفة والود والتفاهم الذي نلقاه والذي يسود جلساتنا، فكل بلد بالطبع له نكهته، ولكن الكويتيين مبدعون في الإخاء والمحبة والتسامح.

زيارة البابا تواضروس
زيارة قداسة البابا تواضروس للكويت مرّ عليها عامان.. هل مازالت أصداؤها تدوي حتى الآن؟.. وما تأثير تلك الزيارة على الكنيسة المصرية بالكويت، وكذلك تأثيرها على العلاقات المصرية- الكويتية؟
يحظى قداسة البابا بحب كبير من الجميع، وهذا بشهادة الجميع فعندما وصل قداسته شاهدنا ولمسنا حب الكويت ومشاعر الكويت لقداسته، لأن الكويت مشهورة بالكرم وقداسته شعر بذلك، فما يخرج من القلب يصل للقلب، لذا قال قداسته: "عندما زرت الكويت لم أشعر بأنني غريب بالكويت ولكنني شعرت أنني في مصر.. شعرت أني في مكاني وكأني في بيتي من شدة الترحيب والحفاوة والمحبة التي استُقبلت بها"، وذكر قداسته أنه نظراً لكثرة ارتباطاته يصعب عليه أن يكرر الزيارة التي يقوم بها لبلد ما إلا الكويت فأنا أرحب بزيارتها، وهذه العبارة دليل على ما شعر به قداسته من حفاوة ومن حب. وقداسته كشخصية وكاريزما كان له حضوره المتميز، وما أضفاه على كل الجلسات وكل اللقاءات التي شارك فيها في الكويت من حب وتفاهم وحضور وسرعة بديهة وذكاء وتفهم للكل، وبالفعل كانت فترة لها أصداؤها وحتى الآن في كثير من اللقاءات يسأل الكثيرون عن قداسته، ويتمنون أن يكرر قداسته الزيارة مرة أخرى بقولهم: "لقد أثّر فينا قداسة البابا ونشتاق إليه ونذكره بالخير ولا نزال نتذكر كلماته ونذكر عباراته".. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المحبة القلبية.
من جانبه فقد تأثر قداسته بهذه الزيارة ولأن الموضوع فيه تجاوب وانسجام، وسمو الأمير استقبل قداسه البابا مرتين وليس مرة واحدة، وهذا موقف نقدره جميعاً ولا نزال فسموه صاحب المشاعر المتجددة الدافئة والإنسانية التي يتميز بها.

علاقات متينة
تربطك بقيادات الدولة الكويتية علاقات متينة.. هل تم بناء تلك العلاقات لأجل مكانتك الدينية أو بشكل شخصي؟
إذا كانت تربطني بقيادات الكويت علاقات فهذا من محبتهم ومشاعرهم الدافئة الرقيقة وسماحتهم وحُسن استقبالهم وسمو أخلاقهم، وهذا ليس ميزة فيّ ولكنه ميزة فيهم كشعب مضياف ومحب.
نلاحظ دائمًا وأبدًا توافد شخصيات مهمة للتهنئة بالعيد في الكاتدرائية المرقسية بالكويت من قمة القيادة حتى مختلف طوائف الشعب الكويتي، فلماذا؟
نحن نحيي في الكويت مشاعرها ومشاركتها فدائما تصلنا برقيات تهنئة في أعياد الميلاد وأعياد القيامة من صاحب السمو وسمو ولي وسمو رئيس الوزراء ومن كبار القادة، ويطول بنا الحديث أن أذكر الشخصيات التي تشارك بقلبها وبمشاعرها حتى إن إحدى الصحف كتبت في أحد الأعياد أن الكنيسة "ازدانت بالورود"، وأنا أرد على ما كتبته "دايما الورد الطبيعي اللي يصلنا دليل على قلوب أصحابه النقية المحبة". ويشرفنا في صباح كل عيد (الميلاد أو القيامة) الشيوخ الكرام وكثير جدًا من الوزراء والسفراء وأعضاء مجلس الأمة والسفارة والقنصلية والجالية المصرية جميعهم ومن كان منهم خارج البلاد يرسلون البرقيات ويتصلون ويشاركون بمشاعرهم اللطيفة.

خارج مصر بالجسد
من منطلق أنك تعيش خارج مصر، كيف ترى مصر بعيون وطني محب لوطنه؟
أنا لم أعش خارج مصر وإن كنت خارج مصر بالجسد، ولكن مصر تسكن في داخلي، كما قال قداسة البابا شنودة "مصر وطن يعيش فينا وليست وطن نعيش فيه" ، وأسافر إلى مصر كثيرًا وعلى علم بكل ما يحدث فيها وعلى اتصال دائم بمن فيها أو من يسافر إليها وعند عودته أسأله عن أحوالها، وتغمرني الفرحة كثيرًا لتقدير الكثيرين للرئيس عبدالفتاح السيسي والسعادة التي تطل على وجوه الكثيرين عند الحديث عن الإنجازات التي تحدث على أرض مصر، والجهد الذي يبذله الرئيس السيسي لراحة المصريين ومستقبل مصر، فهو إنسان يحب وطنه ويعمل بكل الوسائل لخدمة الجميع، والعالم كله يقدر هذا، وما حدث في مصر لا يمكن سرده في ساعات فالكل يرى ويسمع.. الكل يعاين ويعايش، وكما قال قداسة البابا تواضروس "إذا كان العالم في فكر الله فمصر في قلب الله" مصر التي تباركت بأنبياء كثيرين وتباركت بزيارة السيد المسيح والعذراء مريم (العائلة المقدسة)، مصر البلد الوحيدة التي زارتها العائلة المقدسة وباركت أراضيها وشربت من نيلها ووجدت فيها أماناً، مصر التي تباركت بدم الشهداء وصلوات القديسين ستظل في حفظ الله ولن تسقط أبداً.

تهنئة السيسي للأقباط
بمناسبة الحديث عن الرئيس السيسي.. ما رأيك في زيارته في عيد الميلاد لكاتدرائية مار مرقس للتهنئة بالإضافة لإرسال برقيات تهنئة للأقباط في الخارج؟
هذا شيء آخر يُضاف إلى سماحة الرئيس السيسي ومشاعره ومحبته وجهوده للم شمل المصريين، وقد سعدنا بزيارته للكاتدرائية والشيء الأجمل أنه يواصل زياراته فأصبحت عادة محبوبة، وليست هذه فحسب بل أيضاً بناء كاتدرائية ميلاد المسيح جنبا إلى جنب مع مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأمور أخرى كثيرة يشهد لها العالم كله، فالرئيس السيسي يحتضن الجميع وهو يذكر دائما التعبير الجميل "المصريين".. فلا يقول مسلم ولا مسيحي ولكنه يقول : "أنا رئيس مصري لكل المصريين"، وهو تعبير جميل حُرمنا منه فترة طويلة من الزمان، وعندما ينسب أعماله لسواعد مصر وليس لنفسه فإن هذا يثبت أنه إنسان يتواضع أمام الله وينسب عمله للآخر ولأجل هذا يرفعه الله في عيون الكل، فإذا كان المصريون يعملون كما يقول فهم يعملون بتوجيهاته الحكيمة وشعورهم بوطنيته وحبه لبلده ولهم وإخلاصه هو ما يحرك المصريين للعمل بهذا الجد والاجتهاد.
في النهاية.. بماذا يختم القمص بيجول الأنبا بيشوي حواره معنا؟
أقول: "دامت الكويت ودامت مصر.. دامت قياداتهما السياسية.. دام صاحب السمو.. دام الرئيس السيسي.. دامت القيادات الكويتية والمصرية، دام الشعبان الودودان والمحبان شعب الكويت والشعب المصري.. دامت بلادنا في خير وسلام محفوظة من كل شر ودامت يد الله معنا تحفظنا وترعانا.


الزميل بسام القصاص والقمص بيجول الأنبا بيشوي خلال الحوار

آخر الأخبار