السبت 24 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

القوني: ثورة يوليو أطلقت عهداً جديداً في العلاقات المصرية- الكويتية

Time
الأربعاء 22 يوليو 2020
View
5
السياسة
أكد سفير مصر لدى الكويت طارق القوني، أن ثورة 23 يوليو المجيدة، ثورة الاستقلال والتحرير التي أسست لمصر المعاصرة، ووضعتها في مكانها المناسب بين دول العالم، كدولة ذات ثقل وتأثير، وركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، دولة تقف على أسس راسخة من التاريخ والحضارة، وقادرة على تجاوز التحديات أيا ما كانت، وعازمة على رسم مستقبل مزدهر لأبنائها. جاء ذلك بمناسبة حلول ذكرى ثورة يوليو ومرور ثمانية وستين عاماً عليها، حيث قال: إن ثورة يوليو مهدت لحقبة جديدة بتحول مصر إلى دولة جمهورية، وبما أحدثته من تغيير جذري في جميع أوجه الحياة في البلاد، لتلبي آمال وطموحات طالما طال انتظارها، باسترداد القرار الوطني والكرامة والحرية، وتنصف شرائح واسعة من المجتمع بعد عقود من التهميش، بإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية، ومنع احتكار الثروة، مع إطلاق نهضة شاملة في التصنيع وتمصير الاقتصاد، وإرساء مفاهيم جديدة للتعليم والصحة، لتصبح حقوقا مكفولة لجميع أبناء الشعب، فضلاً عن تأسيس جيش وطني قوي يحمي الدولة ومقدراتها، ويقف رادعا أمام أية محاولات للمساس بأمنها واستقرارها. وأضاف، أنه لم يلبث أن تجاوز تأثير الثورة الحدود الجغرافية، لتصبح مصدر إلهام لكثير من شعوب العالم التي كانت ترزح تحت وطأة الاحتلال، ولم تدخر مصر جهداً لمساندة أشقائها وأصدقائها في كفاحهم ضد الاستعمار، والتأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها، حتى أصبحت القاهرة مقرا لكثير من حركات التحرر بالدول الافريقية والعربية، وفى الوقت نفسه فقد تحولت مصر لإحدى نقاط التوازن المهمة في عالم منقسم بين شرق وغرب بتأسيس حركة عدم الانحياز مع عدد من الدول متشابهة الفكر ورفض الدخول في أحلاف عسكرية.
وأشار إلى أن الثورة مست بمبادئها وطموحاتها المواطن العربي في كل مكان، وخاطبت فيه العزة والكرامة العربية، وسعت لتفعيل العمل العربي المشترك، وتحقيق الوحدة والتناغم بين الشعوب والدول العربية، للتأكيد على الاهتمام الذي تستحقه منطقتنا في العالم، وضرورة أن يكون تمثيلها في المجتمع الدولي متناسباً مع أهميتها الستراتيجية، ولا تزال الثورة ورموزها حاضرة في وعي الأجيال المختلفة من شتى الأقطار العربية، رغم مرور ما يقرب من سبعة عقود على قيامها.
وقال القوني: الثورة أطلقت عهداً جديداً في العلاقات المصرية- الكويتية، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي هنأت الكويت باستقلالها عام 1961، وهو العام الذى شهد تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، كما شهد أيضا موقف مصر التاريخي الرافض بصورة قاطعة، لأية محاولات للمساس بسيادة واستقلال الكويت إزاء التهديدات التي تعرضت لها آنذاك، وهو الموقف الذي تكرر في محنة الغزو التي شهدتها الكويت، وما تلاها من معركة التحرير، كما وقفت الكويت إلى جانب مصر في حربي 67 و73، ودعمت اختيارات شعبها عقب ثورة الثلاثين من يونيو التي احتفلنا بالذكرى السابعة لها منذ أسابيع قليلة، والتي شهدت خروج الملايين من المواطنين إلى الشوارع وانحياز القوات المسلحة للإرادة الشعبية لتصحيح المسار والتصدي لكافة محاولات تغيير هوية المجتمع والسيطرة على مؤسسات الدولة والتأثير على دور مصر المحوري إقليميا ودولياً.
وأضاف، أنه على قدر التغيير الذي أتت به ثورة يوليو، فقد وضعت ثورة الثلاثين من يونيو مصر على أعتاب انطلاقة كبرى تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بطفرات غير مسبوقة في الاقتصاد والبنية التحتية وتغيير الخريطة العمرانية وقطاعات الصحة والتعليم والاهتمام بالشباب والمرأة، وترسيخ الأمن ومكافحة الإرهاب بجهود وتضحيات أبنائها من القوات المسلحة وأجهزة الأمن، كما تمكنت مصر من استعادة ريادتها إقليمياً ودولياً
في فترة وجيزة؛ حيث ترأست القمة العربية في 2015، والاتحاد الافريقي 2019، وشغلت عضوية مجلس الأمن عامي 2016 و2017.
وأكد أن مصر لا تزال على مبادئها التي أرستها ثورة يوليو ورسختها في الثلاثين من يونيو بالحفاظ على وحدة وسيادة الدول، ورفض التدخلات الخارجية في شئون المنطقة بكافة أشكالها، والتشديد على أن مستقبل المنطقة يحدده أبناؤها، كما لم تزدها التطورات التي شهدتها خلال السنوات الماضية، إلا عزما وإصراراً على تجاوز جميع الصعاب، كي تبقى سنداً لأشقائها وتضع حداً للأطماع الخارجية المحيطة بمنطقتها.
ولقد واجهت مصر والكويت في الشهور الأخيرة تحدياً جديداً -مثل باقي دول العالم- وهو تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد وما خلفته من أعباء جسيمة على الاقتصاد، وضغوط هائلة على قطاعات الصحة، ولكن بفضل وجود مؤسسات على أعلى درجات الكفاءة في كلا البلدين فقد تمكنا من التعاطي مع هذه المستجدات والتوجه بخطط مدروسة نحو التعايش مع الفيروس واستعادة الحياة الطبيعة وهو ما بدأنا نشهد تطبيقه في الأسابيع الماضية.
وأوضح، أنه لم تكن الجالية المصرية بمعزل عن هذه التبعات لا سيما مع تأثر الأوضاع المعيشية للكثيرين نتيجة الأوضاع الاستثنائية التي فرضتها الجائحة، وأود أن أشيد باستمرار المساهمة القيمة للجالية في عملية التنمية في الكويت، وبالدور الذى بذله المقتدرون من أبناء الجالية في مساعدة ذويهم واستجابتهم الكبيرة للمبادرة الإنسانية التي أطلقتها
السفارة تحت اسم "تكاتف" وتمكنت من تقديم المساعدات لحوالي 18 ألفا من أبناء الجالية، ليضاف ذلك إلى المجهود المقدر من المؤسسات العاملة في تقديم المساعدات الإنسانية بالكويت.
آخر الأخبار