القيمة السوقية للبورصة استردت 68 % من خسائر الأحد الدامي

المؤشر العام يواصل ارتفاعاته ويقفز 108 نقاط مع زيادة طلبات الشراء من المحافظ والصناديق الاستثمارية


كتب – أحمد فتحي:


واصلت التداولات في البورصة أمس التأكيد على حالة عودة التفاؤل والثقة بين أوساط المتداولين وسط ارتفاع جماعي لجميع مؤشرات السوق، حيث ساعد عدد من العوامل الإيجابية في استعادة الثقة والتي كان من أهمها قرب إجراء توزيعات الأرباح الخاصة بمساهمي الشركات، ونمو أسعار النفط وارتفاع الاسواق الآسيوية، والارتداد الكبير للأسواق الأميركية خلال آخر جلستين، ويأتي ذلك في ظل انخفاض الهلع من فيروس "كورونا".
وشهدت تداولات أمس تدوير الأسهم القيادية بين المحافظ والصناديق، بأسعار متقاربة دون حدوث ارتفاعات كبيرة، كما قامت بعض المجموعات الاستثمارية بتدوير أسهم شركاتها عبر لعبة "الكراسي" لتشتري الشركات أسهم بعضها، وهي الأمور التي عززت من مستويات السيولة وساهمت في إعطاء مساحة أكبر للمستثمرين الجدد للدخول على تلك الأسهم. وارتفعت القيمة الرأسمالية للبورصة 617 مليون دينار خلال هذه الجلسة لتستكمل تعويض الخسائر التي حققتها خلال جلسة الأحد الماضي بنسبة بلغت 68 في المئة خلال آخر جلستين، لترتفع من 32.964 مليار دينار إلى 33.581 مليار دينار في جلسة أمس بزيادة بلغت 1.87 في المئة، وذلك بعد تداول 240 مليون سهم لعدد 127 شركة بقيمة إجمالية بلغت 52.115 مليون دينار عبر 10.65 ألف صفقة، لتنخفض السيولة بنسبة 40 في المئة عن الجلسة السابقة. وارتفع مؤشر السوق العام 108.28 نقطة وبنسبة بلغت 1.87 في المئة من 5784.16 نقطة في إقفال جلسة الأحد إلى 5892.44 نقطة، وارتفع مؤشر السوق الأول بنسبة 2.2 في المئة ليرتفع 145.2 نقطة من 6370.69 نقطة إلى 6515.97 نقطة.
وارتفع المؤشر الرئيسي بنسبة 0.74 في المئة وبقيمة 34.34 نقطة من 4624.64 نقطة إلى 4658.98 نقطة، كما ارتفع مؤشر "الرئيسي 50" بنسبة 0.85 في المئة ليرتفع من 4726.55 نقطة إلى 4767.02 نقطة بزيادة بلغت 40.47 نقطة.

السوق الأول
وشهدت القيمة السوقية للسوق الأول ارتفاعاً كبيراً بلغ 2.2 % بقيمة 553 مليون دينار لترتفع من 24.2 مليار دينار إلى 24.76 مليار دينار في جلسة أمس، وذلك بعد تداول 82.78 مليون سهم لعدد 18 شركة بقيمة إجمالية بلغت 45.63 مليون دينار عبر 6.66 ألف صفقة.
من جانب آخر ارتفعت القيمة السوقية للسوق الرئيسي بنسبة 0.74 في المئة لترتفع 65 مليون دينار من 8.75 مليارات دينار إلى 8.81 مليار دينار، وذلك بعد تداول 157.23 مليون سهم لعدد 109 شركات بقيمة إجمالية بلغت 6.48 مليون دينار عبر 3.9 ألف صفقة.
وسجلت مؤشرات 8 قطاعات ارتفاعاً أمس بصدارة السلع الاستهلاكية بنمو نسبته 2.71 بالمئة، بينما تراجع 3 قطاعات أخرى يتصدرها الخدمات الاستهلاكية بانخفاض قدره 2.56 بالمئة.
وحقق سهم "الوطني" أنشط سيولة بالبورصة بقيمة 12.28 مليون دينار مرتفعاً 3.41 بالمئة، بينما تصدر سهم "المستثمرون" نشاط الكميات بتداول 34.64 مليون سهم بقيمة 418.86 ألف دينار.

مكاسب رأسمالية
ونجحت البورصة خلال آخر جلستين في تحقيق مكاسب رأسمالية بلغت 2.15 مليار دينار لتعوض نحو 68 في المئة من من خسائرها التي حققتها يوم الأحد الدامي والتي بلغت 3.17 نتيجة المخاوف المحيطة بفيروس كورونا وارتفاع أعداد المصابيين داخل الكويت.
وتوقع المحللون أن تواصل البورصة أدائها الجيد مع انحسار التأثير السلبي لتداعيات انتشار فيروس كورونا والعودة إلى أساسيات السوق القوي، لاسيما مع اقتراب دخول سيولة كبيرة في أواخر شهر مايو المُقبل، نتيجة الترقية على مؤشر "إم إس سي آي"، بالإضافة إلى الانتهاء من مرحلة تطوير السوق النهائية والمتوقع إنجازها قبل نهاية منتصف هذا العام.
وأكدوا أن التراجعات التي شهدتها جلسة الأحد كانت استثنائية ومبالغ فيها، حيث تراجعت حدة الضغوط النفسية بشكل كبير خلال جلسة أمس بعد أن وصلت أسعار العديد من الأسهم القيادية إلى مستويات مُغرية وخصوصا أسهم القطاع المصرفي بعد أن سجلت نتائج إيجابية للسنة المالية 2019، وتوقعات بتوزيعات أرباح جيدة، الأمر الذي عكس ثقة المؤسسات الاستثمارية الأجنبية والمحلية.
وبينوا أن الإجراءات الحكومية التي تم اتخذها في مواجهة الفيروس وتحرك إدارة البورصة لعب دوراً كبيراً في طمأنة المستثمرين وأنقذت السوق والمتداولين من نزيف كبير كان سيكون من الصعب تعويضه بشكل سريع ومباشر.