"الكاش مقابل الثعابين"!

محمد خلف الشمري

قال: "صفوا صفين! قال: حنا اثنين! حلاوتك يا حاج عبده، فينك من زمان، النهارده عامل فيها ناظر مدرسة عاشور الابتدائية"!
الشايب: "لا ناظر، ولا وكيل قوة يا خبيرنا، كل ما في الموضوع، بديت المقالة بمثل شعبي عن ناس، تعطي نفسها أكبر من حجمها"!
المعاق: "عسى ما شر، وشنهي مناسبة المثل، وش انت شايف حنا ما شفناه يا جدو"؟
الشايب: "وضع البلد يا عيالي اللي انقسمت فيه الناس الى شنقين (قسمين)! على رأي جدو عادل امام بأحد المشاهد، ناس مع دول ما يبون دول، ومشكلة دول صارت بالديرة بين دول ودول، وحنا صرنا، للأسف، شوية مع دول وشوية مع دول!
دول يحاولون يبعدون دول عشان يصيرون مكان دول، والغريبة دول ما يوقفون مع دول ضد دول، ويصيرون ايد واحدة! وحنا يا بوك (سحاب أرضا سلاح)، ما لنا دعوة بدول ولا دول"!
الخبير: "معقول اللي بيحصل ده بين دول ودول يا حاج؟ للأسف دول ودول، فكروني بحكاية قانون تأثير الكوبرا اللي عمله البريطانيون وخدعهم الهنود فيه (ابو هناد ما غيره)! هو درس لدول ودول، وجماهيرهم، ان الحل غير المدروس يمكن يكبر المشكلة، واحتمال يحولها لكارثة!
والحكاية باختصار بتقول أثناء فترة الاستعمار البريطاني للهند، حبت الحكومة في التخلص من مشكلة انتشار ثعابين الكوبرا القاتلة في الشوارع، واقترح أحد الزملاء (خبير زيي)، دفع مكافأة مالية لأي مواطن يقوم بتسليم كوبرا ميتة إلى السلطات (النقد مقابل الثعابين)، وخلال ايام البلد نظفت من الثعابين!
لكن الوضع ما استمرش كثير لان جماعة ابوهناد استوعبوا سياسات الحكومة، وبدأوا في التحايل عليها بتربية أعداد كبيرة من الكوبرا، عشان تستمر في التكاثر!
ويوم ورا يوم، حبيبي ما جاني نوم، يقتلون ويستلمون نقدا، وفجأة ألغى البريطانيون المكافأة المالية! هووبا، ايه يا سلام عليك يابو الشباب!
أطلق الهنود الثعابين بالشوارع، وبكدا أصبحت المشكلة أسوأ بكثير، وخساير الحكومة أكبر من الاول، نفوس وفلوس، لتعاملهم بغباء مع مشروعها الفنكوشي، وبالختام سمعني سلام مربع لدول ودول، وربنا يجيب عواقب خلافاتهم سليمة خضير على البلد"!
المتمولس: "حالة الطقس، هاليومين حمام مغربي بدون ليفة"!
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.
كاتب كويتي

‏[email protected]