السبت 12 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية   /   الأولى

"الكاميرات" تنتهك خصوصيتنا... 500 قضية اختراق بالكويت في 2022

Time
الثلاثاء 07 فبراير 2023
View
5
السياسة
تحقيق ـ ناجح بلال:


مع الانتشار الكبير للكاميرات وانخفاض تكلفة تركيبها وسهولة تشغيلها، إذ بات من الممكن مشاهدة انواع الكاميرات المختلفة على سطوح الابنية وعلى الجدران وحتى اغصان الاشجار، وبالتزامن مع رصد جمعية أمن المعلومات الكويتية لـ 500 قضية إبلاغ عن اختراق كاميرات مراقبة للمنازل في الكويت تم تسجيلها في إدارة الجرائم الإلكترونية، يخطر على البال السؤال المهم والاهم، هل الخصوصية مهددة؟ هل هناك انتهاك لخصوصيتنا الفردية والعائلية والمجتمعية وهل هناك قانون يحمينا من هذه الانتهاكات؟
للإجابة عن هذه التساؤلات التقت "السياسة" متخصصين في امن المعلومات وشركات تركيب الكاميرات، فضلا عن اراء قانونية من محامين، ليجمعوا على تحذير أصحاب البيوت من اختراق كاميرات المراقبة داخل منازلهم، حيث يمكن أن تكشف كافة تفاصيل الحياة الشخصية، مشيرين إلى ضرورة التعامل مع شركات المراقبة التي تحرص على سمعتها خصوصا أن بعض عمالة الشركات التي قامت بتركيبها تمارس الاختراق من أجل الابتزاز.
وطالبوا بضرورة عدم وضع كاميرات المراقبة في غرف النوم أو الأماكن الحساسة وضرورة تفريغ ذاكرة الكاميرا من المحتوى بين الوقت والآخر مع أهمية إبلاغ السلطات في حال تعرضهم للإبتزاز.
واليكم التفاصيل:




د.صفاء زمان
* إمكانية الاختراق محلياً ودولياً من المشغل أو عبر الإنترنت


محمد سحيو
* كل ما يصل إليه الإنترنت قابل للاختراق والحذر واجب


الدقة على حساب الخصوصية
بداية، قالت رئيس مجلس إدارة جمعية أمن المعلومات الكويتية وأستاذة علم الحاسوب في جامعة الكويت د. صفاء زمان إن كاميرات المراقبة التي يتم تركيبها في المنازل غير آمنة خصوصا أن الشركات المصنعة لها تركز دائما على جودة الصورة ودقتها وتهمل جانب حماية العميل من الاختراق حيث إن الغالبية من المستهلكين يفضلون شراء الكاميرات رخيصة الثمن لاسيما أن تكلفة وضع الحماية العالية والتشفيرعلى الكاميرات عالية جدا ولهذا لا يتم تركيبها إلا في المواقع الحساسة كوزارة الداخلية.
ولفتت د. زمان إلى أن هناك نوعين من الاختراق أولهما من خلال الشركة المركبة للكاميرا داخل المنزل خصوصا أن الفني الذي قام بالتركيب حصل على الباسوورد لها وثانيا هناك اختراق عالمي يحدث من قراصنة، موضحة بأن هناك موقعا فرنسيا بمجرد الدخول عليه يكشف خريطة بها كافة الكاميرات محددة بالدولة والمنطقة والشارع وكافة التفاصيل.
وذكرت د. زمان أن الفني الذي قام بالتركيب يمكن أن يخترق الكاميرا ويوهم صاحب البيت بأنه من خارج الكويت لكي يبتزه، ولذا يجب على أصحاب البيوت التنبه لهذا الأمر وعليهم تغيير الباسوورد بين وقت وآخر لوقف عمليات التجسس والتلصص على الخصوصيات ناصحة أصحاب البيوت بعدم وضع الكاميرات في غرف النوم أو الأماكن الحساسة مع ضرورة عدم تشغيل الكاميرا وهم داخل بيوتهم مع ضرورة تفريغ ذاكرة الكاميرا بصورة دائمة.
وكشفت زمان أن عدد قضايا اختراق كاميرات المراقبة في الكويت خلال العام 2022 بلغ 500 قضية حيث رصدتها من خلال إدارة الجرائم الالكترونية، مضيفة أنه على الرغم من الأمان في الكويت ولكن الأمر يتطلب وجود كاميرات المراقبة داخل المنازل، مشددة على أهمية الإبلاغ الفوري في حال تحقق صاحب البيت من اختراق كاميرات منزله.

النظام القوي أولوية
من جهته قال مسؤول إحدى شركات المراقبة خالد شعبان إن موضوع اختراق الكاميرات المنزلية يتم بسهولة جدا من قبل بعض الشركات التي تقوم بتركيبها أو من خلال بعض الفنيين الذين يقومون بالتركيب وهذا يتم بسهولة للكاميرات مجهولة المصدر وليست من الماركات العالمية المتخصصة في هذا المجال خصوصا أن نظام الحماية للكاميرات يمكن اختراقه بطرق فنية وجميع الأجهزة التقنية يمكن اختراقها مادام تم توصيله بالانترنت.
وأوضح أنه في حال تركيب الكاميرات المنزلية من خلال شركات موثوق بها وعلى درجة عالية من الثقة لدى العملاء فيمكن الاعتماد عليها لانها تقدم للعميل "سيستم" قويا يصعب اختراقه لاسيما أن تلك الشركات تسعى للحفاظ على سمعتها في السوق.
وأشار إلى أن الشركات المصنعة لكاميرات المراقبة تسعى هى الأخرى لتقديم أجهزة أمان يصعب اختراقها لافتا إلى أن كاميرات "الواي فاي" قابلة للاختراق حيث لاتوجد كاميرات آمنة 100%.
ونصح شعبان العملاء بأن يطلب من الفني بعد تركيب الكاميرات المنزلية أن يخبره بطريقة تغيير الباسوورد حتى يقوم العميل بتغييره عقب خروج الفني من بيته لأن الفني لو كان من غير الأمناء لاستطاع اختراق الكاميرات التي قام بتركيبها، حيث يمكن ان يصور الباكوورد ويطلع على كافة التفاصيل التي تحدث في البيت الذي قام بتركيب كاميرات داخله، مفيدا بأنه رغم قدرة صاحب البيت على تغيير الباسوورد ولكن مع هذا توجد طرق فنية دقيقة يمكن من خلالها إختراق الباسوورد ولكن من يقوم بتلك العمليات الفنية المعقدة لايهمهم التلصص أو التجسس على البيوت حيث يهمهم بالدرجة الأولى إختراق شركات وبنوك.
وأوضح شعبان بأن شركة تركب في اليوم كاميرات منزلية لعشرات القسائم، ولذا لايعتمد إلا على الفني الموثوق به لضمان حرمة البيوت، مشيرا إلى أن وجود كاميرات يصل سعرها إلى 300 دينار وهناك كاميرات يصل سعرها لخمسة دنانير لافتا إلى أهمية أن يتأكد العميل من كافة التفاصيل المطبوعة على كارتون الكاميرا ليتأكد من شهادة المنشأ للشركة وكافة التفاصيل المتعلقة بها.
وذكر شعبان بأن هناك كاميرات مراقبة ذات جودة عالية بنظام الزوم حيث يمكن أن تصور حتى مساحة من 25 إلى 30 مترا أما الكاميرات العادية فتنقل في حدود من 10 إلى 15 مترا ولكنها ذات جودة محدودة ولاتنقل التفاصيل الدقيقة جدا مثل لوحة السيارة وخلافه وهناك كاميرات من 15 دينارا فما فوق مع التركيب فضلا عن أن هناك كاميرات تنقل بالصوت والصورة معا ناصحا العميل بأن يستخدم الكاميرات ذات الصوت والصورة داخل المنازل حتى يتم معرفة أدق التفاصيل في حال وجود ما لا يحمد عقباه موضحا بأن هناك كاميرات صوت وصورة بخمسة دنانير؟

الجودة مهمة
ومن جانبه يقول مدير التصوير الفني والخبير في تكنولوجيا الكاميرات محمد سحيو بأن هناك كاميرات مراقبة ضعيفة جدا من حيث الجودة ولذا يسهل اختراقها بسهولة من خلال قراصنة الانترنت حيث يتمكنون من اختراق كل ماهو عن بعد كإختراق شبكة الواي فاي.
وأشار سحيو إلى أهمية عدم استخدام الإيميل الخاص في أكثر من جهاز حيث يمكن إختراقه ومن ثم يتمكن القراصنة من اختراق كاميرات المراقبة المربوطة مع الاجهزة الهاتفية وخلافه ولذا يجب تغيير الباسوورد بصورة دائمة مع ضرورة عدم التهاون في حال وصول رسالة على الايميل بدخول شخص على الايميل محذرا من فتح أي لينك يصل عبر الواتس أو الإيميلات حيث يتم إرسالها من القراصنة وبمجرد فتحها يسهل اختراق كافة الخصوصيات التكنولوجية المتعلقة . ولفت إلى أهمية استخدام برامج التشفير للحفاظ على معلومات العميل ولكنها تتمتع بدرجة حماية عالية جدا لافتا إلى أن هناك ما يسمى بالمصدقية الثنائية في نظام كاميرات المراقبة وهي تتمتع بجودة عالية ويصعب اختراقها وفي حال الإخترق يتم إرسال رسالة بوجود عملية إختراق.

اختراق سهل
من ناحيته قال حمد الصالح الباحث والخبير في التكنولوجيا إن اختراق كاميرات المراقبة عملية سهلة جدا خصوصا للكاميرات رخيصة السعر التي تخلو من وسائل الحماية الكافية مطالبا بضرورة الاعتماد على شركات متخصصة في عمليات تأمين المراقبة لاسيما ان الفني العادي ليست له القدرة على تأمين كاميرات المراقب وبامكانه أن يستغل الباسوورد ويخترق الكاميرات التي قام بتركيبها دون علم العميل مشيرا إلى أن مشكلة الكثير من العملاء أنهم عند ذهابهم لشراء الاجهزة لايسألون عن طرق أو كيفية تأمين الكاميرات بل جل همهم سعر الكاميرا فضلا عن أن الشركات التي تبيع كاميرات المراقبة لا تهتم هى الأخرى بعملية التأمين.

تجسس وأشياء أخرى
ومن جهته قال الخبير بالذكاء الاصطناعي حسين الزهيري إن جميع الاجهزة التي تم ربطها بالانترنت قابلة للاختراق ومادامت كاميرات المراقبة عرضة للإختراق فلا يجب تركيبها في غرف النوم أو دورات المياه خصوصا أن نظام اجهزة المراقبة الشخصية "سي.سي.تي. في" يتيح للفنيين الذين يعملون في تركيب كاميرات المراقبة من اختراقها من خلال اسم المستخدم والرقم السري المثبتين في الكاميرا في حال عدم تغييرهما بعد التشغيل.
وذكر أن هناك ثغرات عديدة تستغل من قبل القراصنة ليس فقط للتجسس على تحركات أهل المنازل بل يمكنه كذلك اختراق أي بيانات ومعلومات خاصة للكاميرات التي يتم تركيبها في الشركات التجارية.


عرض كاميرات المراقبة على الشاشة


خالد شعبان يتحدث للزميل ناجح بلال (تصوير- محمود جديد)
آخر الأخبار