الكتاب باين من عنوانه!

سعود عبد العزيز العطار

النطق السامي لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه في افتتاح جلسة دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السادس عشر لمجلس الأمة، يجب أن نضعه في عين الاعتبار عندما قال سموه حفظه الله ورعاه "احرصوا على أن تكون ممارسات قاعة عبد الله السالم ساحة للإنجاز وقدوة صالحة بالنهج الديمقراطي وتغليب الحوار الإيجابي المسؤول ووضع برنامج إصلاحي شامل على جناح السرعة لمواجهة التحديات وتحقيق التنمية"؛ ومع قسم النواب والوزراء اليمين الدستورية "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن والأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق"، إلا أنه للأسف "الكتاب باين من عنوانه" هذا ما شاهدناه من أحداث في إجراءات انتخاب رئيس لمجلس الأمة الهرج والمرج الذي فاز بها السيد مرزوق الغانم، وكأننا نريد دائما أن نضع العقدة في المنشار ونعود إلى التأزيم وذلك بالوعيد والتهديد وكأن النواب القادمين للمجلس يريدون الثأر والتصعيد والتهويل، وليس من أجل العمل بتجانس كصف واحد بفتح صفحة جديدة بوضع الحلول وتقديم الاقتراحات والتوصيات وسن القوانين لصالح العباد والبلاد، رغم علم الجميع بإن الكويت تحتاج أكثر من أي وقت مضى ـ وبخاصة في المرحلة المقبلة الدقيقة والحساسة داخليا وخارجيا ـ لمواكبة المستجدات والتحديات المتلاحقة والتغيرات المختلفة لأن عجلة الدولة متوقفة بل أصابها الشلل، فالمشاريع والمنشآت والتنمية والخدمات الصحية والتعليمية، وغياب الرؤى الستراتيجية والتخطيط والتخبط هو واقع الحال على ما نحن عليه ولا مجال للمجاملة بل للمصارحة والمكاشفة.

آخر كلام
لقد نهانا ديننا الإسلامي عن الفجور في الخصومة والابتعاد عن التحاسد والتباغض والتطاول وقلب الحقائق بالكذب والافتراءات بكل الوسائل المحرمة بتحويل الحق إلى باطل من أجل الشهوات والملذات والمغريات الدنيوية المؤقتة الزائلة، متناسين بأننا سوف نُسأل أمام الله عز وجل ونحاسب على أفعالنا وأقوالنا وصدق الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام حين قال: "سيأتي عليكم من بعدي زمان، ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب " وما أجمل قول عباس العقاد" الأمة التي تحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد".
والله خير الحافظين.

كاتب كويتي

[email protected]