الكرم الحاتمي
زين وشين
بعض، وليس كل، ابناء شعبنا الكويتي الطيب، يتصفون بالكرم الحاتمي، لكن هذا الكرم ليس من حلالهم، او من جيوبهم الخاصة، بل من المال العام، وحلال الدولة، بمناسبة او من دون مناسبة.
كلما جد جديد طالبوا بمنح الجنسية الكويتية لمقيم عربي في الكويت!
نحن لاننكر التعاطف مع ما يجري في فلسطين الحبيبة، ونشارك اهلنا هناك احزانهم، وندعو لهم، مخلصين، بالنصر المبين على عدو الله وعدوهم الغاصب المحتل، ونشارك جميع الفعاليات الوطنية لنصرة اشقائنا هناك، لا ونحض كل المواطنين على المشاركة التي تعتبر واجبا وطنيا!
لكن حين يطالب البعض بمنح الجنسية الكويتية لمن استشهدت عائلته هناك، ويزيد البعض بالمطالبة بمنح راتب دائم، وتموين مجاني، والبعض الاخر تأخذه الحماسة فيذهب الى اكثر من ذلك، فيطالب بمنح بيت حكومي بصفة عاجلة كهبة.
لا اعرف لماذا هذا الذي يطالب لا يكون كريما من حلاله، او من جيبه الخاص، ويتنازل عن نصف مدخراته، ونصف راتبه، او يتنازل عن ايجار ملحق في بيته لمصلحة من يطالب له بالتكريم، اذا كان جادا بمطالبته، ومتعاطفا مع هذا او ذاك، لاسباب انسانية، مع العلم، ان التعاطف موقت ينتهي بانتهاء الحدث!
الكرم الحقيقي لا يكون ابدا على حساب أعمال السيادة، فهناك من هو اولى بالتكريم، ومنحه الجنسية الكويتية، مثل اخواننا العسكريين الذين شاركوا في حرب تحرير الكويت، وهم كذلك هم اولى بالراتب التقاعدي، خصوصا ان بعضهم وصل السن القانونية، واصبح اقصى طموحه ان يلحق احد ابنائه مكانه في الجيش الكويتي ليحتفظ بالبيت، ويضمن راتبا يعيش منه، وهم الاحق والاجدر والاولى، اما التعاطف من دون قناعة فانه لا يمكن التعويل عليه في مستقبل وطن!
في المقابل لم يحصل أننا سمعنا عن متعاطف مع تلك الحالات الانسانية، التي تمر علينا بكثرة، لم نسمع انه تنازل عن راتب شهر واحد فقط لا غير لمصلحة تلك الحالة الانسانية، حتى ندرج اسمه ضمن كرماء العصر الحديث، انما اذا كان الكرم على حساب المال العام، فيظهر الف مطالب ومطالب، والف كريم وكريم… زين.
طلال السعيد