الأربعاء 30 أبريل 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الكسول
play icon
كل الآراء

الكسول

Time
الاثنين 13 نوفمبر 2023
View
739
sulieman

الكسل من الصفات السيئة التي يتّصف بها البعض من الناس، ويعرفها العلماء أن: عدم انبعاث النفس للخير، وقلة الرغبة فيه مع إمكانه.
والإنسان الكسول، مهما حاول أن يوهم نفسه والآخرين بجدّه واجتهاده، وعمله، سيبقى على وتيرته الخاملة التي لا يُرجى منها كلّ خير.
والكسل حالة تصيب الإنسان، وتملي عليه سلوكيات لا تتناسب مع حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، والواجبات التي عليه أن يؤديها.
إن الإنسان ليتعجب ممن تسنم مهمات ومسؤوليات كبيرة، ولديه هذا الداء الذي تسبب في الإخلال بعمله، وتعطيل مصالح البلاد والعباد، ويكون ضرره أكثر حين صاحبه أمراض نفسية ووساوس.
والكسل أنواع: فهناك الموقت العابر الذي يزول سريعاً، ويعود صاحبه الى النشاط والعمل، وهذا النوع قد ينتاب أي إنسان من وقت الى آخر؛ لسبب ما، مثل: التعب، والملل، والمشكلات النفسية، والاجتماعية، والشعور بالإحباط، والمرض، والحوادث الطارئة.
وهناك الكسل الدائم الذي يلازم صاحبه معظم وقته، ويصبح صفة تلازمه، يحرمه من متعة العمل والإنجازات، ويجعله يعيش حياة أقل ما يقال فيها: إنها بلا هدف واضح، وهذا الكسل يمكن أن نسميه مرضاً، ويصعب خلاص صاحبه منه.
للكسل بالطبع أسباب عدة، منها ما ينبع من داخل الإنسان نفسه، فهناك أشخاص لديهم استعداد فطري أكثر من غيرهم، ومنها التي تعتري الشخص، وتؤثّر فيه: كالأمراض، والعاهات، والمشكلات الاجتماعية، والنفسية، والعائلية كما سبق.
ومنها ما يتعلق بالأسباب البيئية المحيطة بالشخص: كالعوامل المثبطة للإنسان التي توصله الى حالة من الإحباط واليأس والقنوط، ومنها -أيضاً- العوامل التي يكون الأشخاص المحيطون بالإنسان سببها، فالأب والأم، مثلاً، قد يكونان سبباً لكسل ابنهم، والمعلم قد يتسبب في تقصير تلميذه، وصاحب العمل قد يؤدي بأفراد منشأته لحالة من الكسل.
إن الكسل حالة فردية، لكنها تؤثّر في الأسرة والمجتمع، والأمة ككل؛ لأنها تؤدي لخسارة إنتاجية أحد أبنائها، والطامة الكبرى عندما يصبح الكسل حالة عامة عند الكثير من أبناء المجتمع.
إن أضرار الكسل على الإنسان خطيرة للغاية، منها ما يؤثّر في الشخص نفسه، ويتمثل ذلك بكثرة النوم، وضعف البدن، وقضاء الأوقات بالتلهي والأعمال المضيعة للوقت، وقلة النظافة، ونقص الاهتمام بالمظهر، والملل والشعور بالضيق.
وقد يصل الأمر الى حالة مرضية يصعب الخلاص منها، وكذلك يقل-بسببها- التحصيل العلمي، ويتدنى مستوى الأداء في العمل، ويبتعد الشخص كثيراً عن تحقيق الأهداف والطموحات، إذا كان لديه شيء منها.
وتتجاوز أضرار كسل الشخص نفسه إلى الآخرين، فالأب الكسول يؤذي كل أسرته -صغيرها وكبيرها- اذ يترتب على ذلك أن دخله المادي قد يقل، وكذلك اهتمامه بأسرته، وهذا ينطبق على كل مسؤول، سواء في إدارة، أو مؤسسة،أو ورشة، أو غير ذلك، وهذا سيكون له تأثيره في الدخل القومي بلا شك.
ولشدّة أضرار "الكسل"، وكثرتها كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ بالله منه، ويقول:"اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل"، كما رواه البخاري ومسلم، إنما كان الرسول يستعيذ بالله منهما، لأنهما- كما يقول ابن بطال في شرح البخاري- يمنعان العبد من أداء حقوق الله، وحقوق نفسه وأهله، وتضييع النظر في أمر معاده، وأمر دنياه.
أمام هذا الداء الخطير الذي اسمه الكسل يبحث المرء عن علاج، وهو موجود وكامن في نفس الشخص ومحيطه، وهو: العزيمة الصادقة، إن الإرادة القوية هي الحل الأمثل، لكن قد يحتاج الأمر لبعض الوقت، وللمساعدة الحقيقية من المحيطين به؛ كي نبعث في الكسول روح النشاط.

كاتب سعودي

[email protected]

سلمان بن محمد العُمري

آخر الأخبار