الأربعاء 02 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الكلاب أولى بالإبعاد من بقرة أبي علي!

Time
السبت 17 يونيو 2023
View
11
السياسة
سلمان بن محمد العُمري

من القضايا العالقة في الذهن، قبل خمسة وأربعين عاماً، ومع بداية الطفرة العقارية، ونزول الأحياء الجديدة في السعودية، ما حدث بين جارين من قضية امتدت بين الإمارة والشرطة والبلدية، وذلك حين وضع أحد الجيران بقرة في منزله الجديد، أسوة بما كان معمولاً به في سالف الأيام، حين كانت بعض البهائم تربى في المنازل، ليستفيد أصحابها من حليبها وألبانها ومشتقاتها.
انتهت الشكوى بكسب صاحب الدعوى القضية، وإلزام صاحب البقرة بنقلها من منزله لما تخلفه من روائح، وتجمع للذباب وغير ذلك من الأذى. تذكرت هذه القصة وما جرى فيها، وأنا أستمع إلى معاناة أحد الزملاء من أذية طالته، وطالت جيرانه الآخرين، من ظاهرة بدأت تغزو مجتمعاتنا الخليجية، بل أصبحت مألوفة في بعض الأحيان، ألا وهي "تربية الكلاب" بأشكالها وأحجامها المختلفة.
يقول صاحبنا إن أصواتها لا تنقطع ليلاً ولا نهاراً، وهذا غير التجول اصحابها بها داخل الحي ترفيهاً لها، أو مباهاة بها.
ومع المخاطر الصحية لتربية الكلاب وغيرها داخل المنازل، فان هناك محاذير شرعية، اذ لا يجوز تربية الكلاب إلا لثلاث للصيد وحراسة الماشية وللحرث، وقد قال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) :"من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان" كما أن في تربية الكلاب وغيرها من الحيوانات أذية لأهل البيت ومجاوريهم، فهي وسيلة للنجاسة وتقذير الأماكن.
وقد أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) غسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداها بالتراب، فمن لم يرتدع شرعاً، ولم يحذر صحياً، فهو مجحف في حق نفسه، وفي أهل بيته وجيرانه، والواجب السلامة منها، إلا لمن احتاج إليها في الأبواب المشروعة، وأما التقليد الأعمى فهذا لا يجوز، وكم فيه من الخطر والضرر. من مظاهر العناية بالكلاب وغيرها، والاهتمام بها ما نراه اليوم، من انتشار المحلات الخاصة بلوازم الحيوانات في غالب الأحياء، وما نشاهده من تخصيص ممرات، وأرفف خاصة في الـ"سوبر ماركت" لأطعمة الحيوانات الخاصة ولوازمها، ومنها تصفيف الشعر، وتقليم الأظافر وغيرها، وهو ما يؤكد تنامي هذه العادة الدخيلة على مجتمعنا المسلم.
إن المسؤولية لا تقع على الشباب والشابات المراهقين، إنما هي مسؤولية ولي الأمر، والأم، وألا يسمحا لأفراد أسرتهما بتربية هذه الكلاب داخل منزلهما، وألا تغلبهما العواطف وهوس التقليد في الإذن بهذه داخل منزلهما. ألم يعلموا أن البيت الذي فيه كلب لا تدخله الملائكة، وربما دخلته الشياطين، والعياذ بالله، فمن يريد حرمان بيته وأهله من الرحمات، ويتسبب عليهم بالشر والويلات.
وعوداً الى مدخل المقالة، لو أن أحد الجيران رفع دعوى على جاره الذي طلب منه أن يكف أذاه بنباح الكلب، وما يسببه من ترويع وإزعاج، فإلى أين يتجه، وهل ستقبل دعواه؟
أظن أن هذا الكلب أولى بالإبعاد من "بقرة أبي علي"، فقد أبعدت عن بيته قسراً رغم أنه كان يردد: "البيت اللي ما به بقرة ما به ثمرة".
أسال الله أن يحفظنا وإياكم من كل سوء ومكروه، وأن يبعد عنا وعنكم كل شر وسوء.

كاتب سعودي

alomari [email protected]
آخر الأخبار