المحلية
الكمامات لم تَسْلَم من الغش والتزوير... بعضها يقي من الغبار فقط
الأحد 07 يونيو 2020
5
السياسة
إبراهيم: الكمامة الطبية يجب أن تكون من 3 طبقات أحمد: يجب سحب الكمامات التي تباع بعيداً عن الصيدليات بهبهاني: كمامات N95 يقتصر استخدامُهاعلى الطواقم الطبية عبدالله: الكمامات يجب أن تكون قادرة على فلترة الميكروبات المطوع: بيع غير المطابقة للمواصفات يعدُّ قضايا جنايات تحقيق - ناجح بلال:حذر أطباء وصيادلة وقانونيون من استخدام "الكمامات المضروبة" التي تباع في البقالات والأسواق المختلفة لكونها تخالف الاشتراطات الطبية العالمية.وقالوا في تحقيق خاص لـ "السياسة": إن المسؤولية مشتركة ما بين وزارة التجارة ووزارة الصحة والجهات المصدرة والمستوردة للكمامات المضروبة غير المطابقة للمواصفات، خاصة أن الصين وتركيا تبيعان أكثر من نوع من الكمامات فهناك المطابق للمواصفات وهناك الرديء الذي يباع بأقل الأسعار. وطالبوا بضرورة سحب كافة الكمامات غير المطابقة للمواصفات من مراكز البيع المختلفة بحيث يقتصر بيعها فقط في الصيدليات.واليكم التفاصيل: بداية، التقينا الصيدلي محمد إبراهيم الذي قال إن الكمامات الطبية المعتمدة صحيا سواء أكانت صينية أو تركية أومحلية الصنع أو أوروبية يجب أن تتكون من ثلاث طبقات مختلفةومن خامات طبية جيدة، ولابد وأن تكون طبقتها الداخليةبيضاء ناعمة الملمس، وأن تصنع الكمامة بمكبس حراري وأن تكون محكمة الاغلاق على الانف حتى لاتنقل العدوى، مشيرا الى أن هناك بالفعل كمامات تباع في السوق المحلي تركية أو صينية غير مرخصة وهي غير مطابقة للمواصفات المطلوبة وبطبيعة الحال أضرارها خطيرة على صحة الانسان الذي يستخدمها لساعات طويلة. كما أن هناك بعض العمالةالوافدة تقوم بتصنيع الكمامات القماش وهي كمامات ضارة الاستخدام.من جانبها، اكدت الصيدلانية هدى الهادي ان الكمامات التركية التي يكتب على عبوتها أنها بثلاث طبقات ثم يتضح انها طبقتان تعتبر مغشوشة ومزوة ولابد من سحب هذه الكمامات من الاسواق لانها تخالف المعايير الطبية، مؤكدة ان هناك 3 طبقات للكمامة الصحية وذات الطبقتين ليس لها نفع او ضرر.ولفتت الى أن الكمامة الطبية غير المغشوشة طبقتها الاولى تعمل على امتصاص بخار الماء من النفس والخارجية الاخرى تحجب دخول الاتربة والميكروبات وبالنسبة للطبقة الداخلية هي بمثابة الفلتر الطبي ومادة الفلتر تكون أغلى مافي الكمامة.ويقول الصيدلي عادل أحمد إن الكمامات غير الصحية التي تفتقد للاشتراطات الطبية التي تباع في الاسواق غير الصيدليات لابد من سحبها من الاسواق ويجب الايسمح ببيع الكمامات في أي منفذ تجاري غير الصيدليات، حيث إن وزارة الصحة تحاسب أي صيدلية تبيع أي كمامة دون الاشتراطات الطبية المعمول بها دوليا، مبينا أن دولاً كالصين وتركيا وغيرهما تورد للعالم كمامات من درجة أولى وأيضا من درجات رديئة وهذا مايتضح من خلال الاسعار فالردئية تباع بأدنى الأسعار وتتمتع بمواصفات طبية هي التي حددت أسعارها وزارة التجارة بالتعاون مع وزارة الصحة. ولفت احمد إلى أن الفرق بين الكمامة المغشوشة والاصلية يمكن ملاحظته من خلال الخيط المتواجد على جانبي الكمامة فالمغشوش يصنع من قماش غير معقم لكن الكمامة الاصلية تحكم بالكبس الحراي وتصنع مادتها الداخلية من انسجة طبية تمنع دخول العدوى، مبينا أن الصيدليات في الكويت لا تبيع سوى الكمامات الاصلية الطبية.وأشار إلى أن بعض المنافذ التجارية بالفعل تبيع كمامات مغشوشة بل أصبحت تباع في بعض البقالات وهي كمامات تفتقد للاشتراطات الطبية ويمكن أن تصيب بالعدوى كما أن تأثراتها على الجلد سلبية جدا. مواصفات الكمامات الطبيةويقول مسؤول الصحة الوقائية في مستوصف السالمية الغربي الصحي د.عبدالله بهبهاني أنه بالنسبة لقضية الكمامات الصينية المغشوشة يجب التنويه أن كمامات N95 يفترض أن يقتصر استخدامها على الطواقم الطبية وليس عامة الناس، و مثل هذه الكمامات يفترض أن تصفي و تمنع وصول حوالي 95% من الفيروسات والجراثيم صغيرة الحجم والمحمولة بالهواء بما في ذلك القطيرات التنفسية.واشار د.بهبهاني إلى أن هذه النوعية من الكمامات تعرف أيضا باسم FFP2 في دول الاتحاد الاوربي وKN95 في جمهورية الصين الشعبية، علما بأن شركة king year printing and packaging والتي ثارت حولها المشكلة غير معتمدة أصلا في الولايات المتحدة من قبل وكالة الغذاء والدواء في أميركا.وأكد د.بهبهاني أن تلك الكمامات فشلت في تحقيق المعايير المطلوبة عند اخضاعها لاختبارات المعهد الوطني للسلامة Niosh والصحة المهنية التابع لمركز التحكم في الامراض في أميركا حيث حققت نسبة تصفية تتراوح بين 83% و 91% فقط مما أدى الى اعتبارها غير آمنة و صالحة لاستخدام الطواقم الطبية، ولا اعتقد ان للموضوع جانبا سياسيا يتعلق بالتجاذبات السياسية بين ادارة ترمب و الصين لان هناك ما يربو على 60 شركة صينية موافقة للمعايير التي تضعها السلطات الصحية الاميركية. وشدد على عدم تداول الكمامات التي تنتجها هذه الشركة في الكويت إن وجدت وإلى الاقتصار على الكمامات الموافقة للمعايير الأميركية أو الاتحاد الاوروبي.الأنواع والمميزاتومن جانبه يقول استشاري الأمراض الجلدية والتجميل وجراحة الجلد د.محمد عبدالله أنه من أجل الحفاظ على صحة الإنسان وعدم نقل العدوى له يجب الاعتماد على الكمامات التي تتمتع بالاشتراطات الطبية العالمية، مبينا أن هناك عدة أنواع من الكمامات للوقاية من العدوى بفيروس كورونا منها الكمامات الجراحية: وهي التي يوصى باستخدامها لعامة الناس وهي مصنعة من ثلاث طبقات، وهناك الكمامات القطنية وتتميز بتوفرها بسهولة وإمكانية إعادة إستخدامها أكثر من مرةمع غسلها بعد كل إستخدام و يجب أن تتكون من طبقتينعلى الأقل وهي مخصصة للكوادر الطبية ومن يتعاملون بشكل مباشر ويومي مع مرضى مصابين أو محتملين بفيروس "كورونا".وبين د.عبدالله أن الكمامات القطنية يجب أن تتوافر بها مواصفات معينة حيث يجب أن تكون قادرة على فلترة الجزيئات والميكروبات بقطر 1:10000 من الميلليمتر بنسبة 95% و من هنا سبب تسميتها بهذا الإسم و تتكون هذه الكمامات من أربع طبقات مختلفة للترشيح وتكون الطبقة الداخلية قطنية تجذب الجسيمات مهما كان حجمها و تحتوى بعضها على ملحق يسمى صمام الزفير لمنع تراكم الرطوبة أثناء التنفس، وتصنيع هذه الكمامة بهذه الطريقة من أربع طبقات يجعلها تقوم بتغيير مسار الميكروبات، وبالتالي ترسيبها و فلترتها بفعالية كبيرة وهي لصيقة للوجه وأكثر إحكاما مما يجعلها غير مريحة للاستخدام و التنفس لفترات طويلة.وذكر د.عبدالله أنه تختلف المعايير الدولية من حيث مواصفات وطريقة تصنيع الكمامات فالمواصفات الأمريكية تسمى NIOSH N95 (اختصارا N95). أما المواصفات الأوروبية فتسمى KN95 وهناك FFP2 و تتبع الصين المواصفات الأوروبية في أغلب الأوقات. وقال إنه بعد أن قامت أميكا وعدة دول أوروبية بمنع تصدير الكمامات و معدات الوقاية من العدوى أصبحت الصين هي المصدر الأساسي للكمامات على مستوى العالم.واضاف: سمعنا بقيام محكمة أميركية بتوجيه دعوى قضائية بالغش في إنتاج الكمامات ضد شركة صينية والأغلب أن هذا يأتي من باب المناوشات والضغوط السياسية و لا ننسى أن في بداية أبريل الماضي سرت شائعات باستيلاء أميركا على شحنة كمامات كانت متجهة إلى فرنسا و قيل إنها دفعت أضعاف قيمة الشحنة و إن كانت هذه هي الشحنة المقصودة في القضية فالصين لم تخطئ حيث أنتجت الكمامات بالمواصفات الأوروبية لاستخدامها في فرنسا و ليس في الولايات المتحدة.وذكر د.عبدالله أنه بالنسبة للشق القانوني والفني فيجب معرفة إن كانت هذه الكمامات رديئة فعلا أم أنها فقط أنتجت بمعايير دولية تختلف عن المعايير الأميركية، وهل قام كل من الطرفين بالإضافة إلى الحكومة الصينية بالتأكد من مطابقة الشحنة للمعايير الأميركية وعندها فقط تكون القضية ذات جدوى.قضايا تزويرومن جانبه، يقول المحامي ورئيس الهيئة الاسلامية العالمية لحقوق الإنسان مبارك المطوع أن ثبوت وتورط من بييع كمامات غير مطابقة للمواصفات المتعارف عليها طبيا يدخل ضمن قضايا التزوير وتتطلب تعويضا من الدول المصدرة وفي حال وجود شركة مستوردة لكمامات غير متوافقة من الاشتراطات الطبية فهذا الامر يدخل في قضايا الجنايات ويمكن أن يصل الحكم لخمس سنوات طالما ثبت الضرر والتزوير. وذكر المطوع أن الكل سمع بوجود كمامات مضروبة وانتشرت عالميا، لافتا إلى أن المسؤولية كذلك تدخل في نطاق الجهة المصدرة ووزارتي التجارة والصحة وكذلك التاجر، خاصة وأن وزارة التجارة يفترض أن تطبق اشتراطات وزارة الصحة على كل المنتجات الطبية التي تدخل البلاد كما لابد وأن تفحص كافة المنتجات الطبية المستوردة للفحوصات الطبية والمخبرية لتظهر مدى صلاحيتها.