الكويت أصبحت سوقاً واعداً للحفلات الغنائية… وصناعة مزدهرة

نجوم الخليج والعالم العربي يحرصون على اعتلاء مسارحها

مفرح حجاب

تستعد مسارح الكويت على اختلافها لاستقبال مجموعة كبيرة من الحفلات الغنائية يحييها نخبة لامعة من نجوم الكويت والخليج والعالم العربي، وقد أثبت نجاح حفلات الكويت وتعدد النجوم الذين يتولون إحياءها انها أصبحت سوقا واعدا لهذه الحفلات كما هي القاهرة والرياض ودبي، وان هناك جمهورا كبيرا يدعم ويحضر فعاليات الترفيه المختلفة، فمن شاهد الجمهور الذي يذهب إلى الحفلات الغنائية سيجد تنوعا كبيرا في الأعمار ويأتي في المقدمة الجيل الجديد ثم العوائل والأسر، التي تهوى الطرب وتستمتع فيه، خصوصا بعد التنافس الكبير في جودة التنظيم واراحة الجمهور، فضلا عن وجود رقابة شديدة من مؤسسات الدولة بأن تظهر هذه الحفلات بشكل لائق مع الحفاظ على التقاليد العامة.
أما الأمر الذي ساعد في الرواج الكبير وتعدد المسارح المجهزة على أعلى مستوى، هو التنوع الكبير في أصوات النجوم، التي تحيي تلك الحفلات وكذلك نوعية الغناء، حيث شاهدنا الفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله، حين عاد لإحياء حفلاته في الكويت وقدم ثلاث حفلات متتالية كاملة العدد، وتكرار حفلات الفنانين محمد عبده وعبدالله الرويشد وأنغام وماجد المهندس وأصالة وأصيل أبو بكر ومطرف المطرف، انما هو دلالة على شغف جمهور الكويت بالطرب الأصيل وجماليات الكلمة واللحن.
كما أن الحضور الجماهيري لحفلات الفنانين محمد حماقي وعمرو دياب وتامر حسني وتامر عاشور وفرقة ميامي وبدر الشعيبي وغيرهم ليس جمهور مراهقين كما يعتقد البعض أو شباب يبحث عن الضجيج والإثارة ولكن جمهور واع يحب هذه النوعية من الغناء والموسيقى، ولعل من ذهب إلى هذه الحفلات سيدرك كم هي حجم الاموال والميزانيات التي تم انفاقها على المسارح ما يؤكد ان هناك صناعة مزدهرة وسوقا واعدة للحفلات في الكويت.
يهوى الجمهور في الكويت من قديم الزمن، الفن الراقي والثقافة الفنية بشكل عام، ورغم ان نجوم الغناء يترددون على العديد من المسارح الكويتية، الا انه هناك كما كبيرا يحب ارتياد مسرح "الأرينا" في "مول 360" ‪ وايضا حفلات أرض المعارض، لكن هناك طبقة مهمة من الجمهور تحب الذهاب إلى المسرح الوطني ومسرح الموسيقى في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، لاجوائه المختلفة وتقاليده في مثل تلك الحفلات، ولعل الجميل في حفلات مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي هو التنوع الجميل بين الحفلات الغنائية والليالي التراثية الشعبية وايضا الجلسات الغنائية والتي قدمها مجموعة من المطربين هذا العام كان أبرزهم الفنان عبد الله الرويشد، كذلك التنوع الثقافي الغنائي كان الأبرز إذا وضع في الاعتبار تقديم المركز كوكبة من النجوم العرب والعالميين مثل الفنانين كوكوش وعمر خيرت وراغب علامة وراشد الماجد وغيرهم، ما يؤكد على إقبال الجمهور على كل الثقافات الغنائية، ولذلك تعد الحفلات الغنائية في الكويت جاذبة لكل نجوم العالم في ظل الحضور الجماهيري الكبير والتنظيم الذي يعتمد على إبهار المسرح واستخدام تقنيات تواكب تلك الموجودة في المسارح العالمية والشاشات العملاقة، التي تكشف جوانب المسرح لكل الحضور لاسيما انها تعلق على جانبي المسرح وفي الوسط ‬، ورغم أجور النجوم الكبيرة التي تترواح بين 150 و500 ‪ألف دولار، إلا انها لم تعد تشكل عائقا أمام المنتجين والمتعهدين وشركات الانتاج الفني في ظل وجود مسارح تستقطب أكثر من خمسة آلاف من الجمهور في الحفلة الواحدة مما يتيح للكثير من الجمهور حضور الحفلات لوجود فئة تذاكر في متناول الجميع، فضلا عن وجود رعايات من شركات عدة لمثل هذه الحفلات وهو ما يساعد المنتجين ويشجعهم على التنافس فيما بينهم لتنظيم أفضل‬‬ .
يبقى أن الأهم في إقامة الحفلات والترويج لها وهو التسويق، حيث يوجد العديد من المنصات وأيضا المشاهير بإمكانها المساهمة الفعالة في تسويق تلك الحفلات، والأمر يحتاج فقط أمور بسيطة حتى تنجح أي حفلة غنائية وتحقق العديد من المكاسب اهمها مصداقية جهة الانتاج والاهتمام بالجودة في كل شيء واختيار النجوم الذين يتمتعون بجماهيرية في الكويت، فالجمهور في الكويت يتمتع بوعي كبير وتذوق في اختياره للحفلات الغنائية والنجوم التي يحضر حفلاتها، لأنه متابع جيد لكل ما يصدر في سوق الغناء من جديد لنجوم الغناء في الخليج والعالم العربي.