الكويت أكثر دولة تطبيقاً للشريعة الإسلامية

محمد الفوزان

أجرت جامعة "جورج واشنطن" الأميركية دراسة واستبياناً عن أكثر الدول تطبيقاً للشريعة الإسلامية ، وعند الانتهاء من الدراسة ، جاءت الكويت في المرتبة الأولى عربياً ، وثانياً إسلامياً بعد ماليزيا، وهذا ما كنت أقوله دائماً في منتدياتي ومحاضراتي منذ أمد بعيد .
يقول الله تعالى "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون".
لهذا ما ذهب إليه بعض أعضاء مجلس الأمة الموقرمن اقتراح تعديل المادة 79 من الدستور وهو ينص على "ألاّ يصدر قانون إلا إذا أقره مجلس الأمة، وصدق عليه الأمير، وكان موافقاً للشريعة الإسلامية " باعتباره واجباً شرعياً ومطلباً شعبياً.
ولا يخفى على الكثيرين أن الكويت لها السبق في إنشاء اللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية التي عدلت بعض القوانين ،وهي قليلة، غير المتسقة مع الشريعة لكي تتسق مع الشريعة الإسلامية ، وهي جاهزة للاعتماد والتنفيذ. كما عملت الهيئة على تطوير التشريعات التي ترسخ حقوق الأقليات والطوائف الأخرى.
إن الكويت من أفضل الدول تطبيقاً للشريعة الإسلامية في شتى المجالات ، وأن البعض أول ما يتبادر منه بخصوص طلب استكمال تطبيق الشريعة تنفيذ الحدود والعقوبات وهو مطلب له أهميته ، لكن هل يختزل تنفيذ الشريعة في الحدود فقط.
إن أهم مبدأ في الشريعة هو العدالة، والمساواة واحترام حقوق الإنسان، والكويت رائدة في هذا المجال ،كما أن إعزاز الدين الإسلامي وإقامة الصلوات في المساجد وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمحاضرات الدينية التوعوية ،ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ،التي تقوم على أكمل وجه في هذا المجال، وهذا الأمر من تطبيق الشريعة. أما الجانب الاقتصادي في البلاد، فالكويت الدولة الوحيدة التي أسست فيها خمسة بنوك إسلامية، حتى البنوك التقليدية فتحت لها فروعاً إسلامية، وهذا من تطبيق الشريعة. أماّ الأحوال الشخصية فتطبق بحذافيرها على مذهب الإمام مالك رحمه الله . كما أنشأت الدولة بيتاً للزكاة هو الأول في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى عشرات الجمعيات الخيرية التي تقوم على جباية الزكاة من الأغنياء وصرفها على الفقراء.
أما الجانب الاجتماعي فإن وزارة الشؤون لا يمر عليها أسبوع إلا وترخص لجمعية نفع عام أو مبرة ،حتى أصبح لدينا المئات منها في الكويت مهمتها غرس الاتجاهات الإيجابية والإصلاح الاجتماعي ونصرة المظلوم ومحاربة الفساد بشتى أنواعه، ومن أشهر هذه الجمعيات والمبرات: جمعية الإصلاح الاجتماعي، وجمعية إحياء التراث، و مبرة المتميزين لحفظ القرآن الكريم، وغيرها كثير، فالمجتمع المدني في البلاد نشط جداً وبرعاية الدولة، وهذا من تطبيق الشريعة ، والزنا محرم ومجرم، وشرب الخمر وتعاطي المخدّرات ممنوع ومجرم في البلاد ، وهذا أيضاً من تطبيق الشريعة.
لقد وعد أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد ،رحمه الله، منذ سنين مديدة بأنه لن يسن قانوناً يخالف الشريعة ، وتبعه بهذا الوعد الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله ،رحمه الله، ولازال هذا الوعد يرعاه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ،حفظه الله ورعاه ،وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين، فتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد ليس طارئاً، وإنما مترسخ منذ أمد بعيد، فلا يزايد أحد على مسؤولي الدولة في هذا المجال.

أهنئ حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمناسبة يومي الاستقلال والتحرير، أدامه الله في أتم صحة وعافية.
كما أهنئ سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة ومجلس الأمة والشعب الكويتي بمناسبة يومي الاستقلال والتحرير.
حفظ الله الكويت أميراً وحكومة وشعباً من كل مكروه، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.