* الشكري: ذكرى هذا العام حزينة على الكويتيين نتيجة حريق معلم ثقافي تاريخي* المسباح: سوق المباركية بني قبل 200 سنة ونعيش إهمالاً حكومياً للتراث * السعدون: الحريق التهم معلماً كان منارة تاريخية في الكويت ومبعث فخر أمام السائحين
تحقيق - ناجح بلال:لطالما ارتبطت الهوية الوطنية للدول والشعوب بالتراث، فهو ذلك الجسر الرابط بين الاجيال من الاجداد الى الاحفاد الى الاجيال اللاحقة، ويحتفل في الـ 18 من ابريل من كل عام بيوم التراث العالمي، فتحتفل الدول بمعالمها التراثية والحضارية وبانجازات شعوبها على مر العصور وتعرض فنونها التراثية واثارها بفخر وطني.وتستقبل الكويت هذا اليوم بحزن، اذ جاء بعد ايام معدودة على حريق واحد من اهم المعالم التراثية في الكويت وهو سوق المباركية الذي يعود تاريخه الى قرنين.التقت "السياسة " عددا من المختصين تزامنا مع يوم التراث العالمي، واعربوا جميعا عن المرارة البالغة لحريق سوق المباركية بسبب الإهمال وعدم قيام مؤسسات الدولة بدورها في الحفاظ على هذا المعلم التاريخي... واليكم التفاصيل:في البداية، قال المؤلف والمدير العام للمركز الخليجي للمعلومات والوثائق د. إبراهيم الشكري ان يوم التراث العالمي هذه السنة ثقيل وحزين على الكويت بسبب حريق سوق المباركية الذي يعد أعرق الأسواق التاريخية في الكويت، متأملا أن يعاد كما كان في أقرب كما يجب عدم إدراج الأسواق والأماكن التراثية التاريخية كسوق المباركية ضمن المشاريع الاستثمارية حيث إن المستثمر لن يطور المكان إلا لصلاحية موقتة لأنه لن يستمر فيه طويلا.وأبدى د.الشكري امتعاضه لعدم اهتمام الدولة بتراثها رغم أن علماء التراث العالمي يؤكدون على مقولة "من لا تراث له لا هوية له" لما للتراث من أهمية للتعبير عن هوية الشخص معربا عن استيائه لهدم الدولة للكثير من البيوت القديمة الترثية، فضلا عن بعض المتاحف لبناء أبراج رغم أن الدول المتقدمة تهتم بتراثها فعلى سبيل المثال الكاتدرائيات في فرنسا وايطاليا التي عمرها آلاف السنين وتقوم المنظمة الدولية لترميم الآثار المنقولة والثابتة في روما بالحفاظ عليها، مستغربا تقصير المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الحفاظ على التراث الشعبي.من جانبه، قال عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية للتراث الباحث صالح المسباح إن سوق المباركية هو سوق تراثي سمي بهذا الاسم نسبة الى الشيخ مبارك الصباح، مبينا أن الحريق كان مأساة على أهل الكويت لأنه طال أجزاء من المعالم التراثية العريقة، حيث خسرت الدولة عدة محلات تراثية يعود تاريخ بعضها لـ 200 سنة مرجعا هذا الحريق لإهمال مؤسسات الدولة.وطالب المسباح بضرورة وجود حراسة دائمة على مدار 24 ساعة لتراقب السوق من أجل الحفاظ على كل أبنية وشوارع السوق من اللصوص والعابثين منبها بأنه يفضل أن يعود سوق المباركية بشكله الترثي دون بناء المجمعات ليكون قبلة لأهل الخليج والبلاد العربية كما كان خصوصا أنه أكبر وأهم سوق في الكويت لما يتمتع به من عبق للماضي.وطالب المسباح بإعفاء مستأجري المحلات في السوق من الإيجارات لأن هؤلاء تكبدوا خسائر كبيرة مبينا أن الجمعية الكويتية للتراث اجتمعت مع الأخوة في المجلس البلدي وخططوا لوضع لوحات إرشادية تعليمية لكل سوق داخل المباركية خصوصا أن كل سوق له ما يميزه حيث يتميز بتصميمه الذي يحاكي الأسواق الكويتية القديمة وهو يعد من المعالم التراثية للكويت ويضم معظم الاسواق في منطقة واحدة.

سوق المباركية قبل الحريق