الثلاثاء 03 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

الكويت تحذِّر من شح المعروض النفطي العالمي مع التراجع الشديد في إنتاج فنزويلا من الأسواق

Time
الثلاثاء 05 فبراير 2019
View
5
السياسة
كتب - عبدالله عثمان:


قال الرئيس التنفيذي في مؤسسة البترول، هاشم هاشم: إن التوجهات الستراتيجية لقطاع النفط الكويتي حتى عام 2040، تغطي تطوير مجالات مختلف النشاطات، إلى جانب دعم الاقتصاد الوطني من خلال إيجاد فرص عمل مناسبة، وتدريب الشباب الكويتي ورفع القدرات الفنية، والمضي بخطط التنويع بعيداً عن الاعتماد على النفط. وأكد في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح فعاليات منتدى ستراتيجيات الطاقة الخامس، أمس، أن خطط مؤسسة البترول تركز على محور النمو في تطوير صناعة النفط والغاز بينما تعمل على زيادة التكامل بين مختلف نشاط القطاع النفطي لتحقيق القيمة المضافة، وفي هذا الصدد، نحن نمضي في زيادة طاقة إنتاج النفط الخام وإنتاج الغاز الطبيعي.
و حذر الرئيس التنفيذي للمؤسسة هاشم هاشم امس، من أن معروض النفط العالمي قد يتأثرسلبا هذا العام بفعل تراجعات كبيرة في صادرات الخام من فنزويلا.
واكد أن الامدادات خلال عام 2019 تواجه مخاطر استمرار انخفاض النفط الخام الفنزويلي بوتيرة أسرع تفوق التوقعات الحالية،منوها بإن الورقة الأهم في مستجدات السوق هي انطباعات وتصورات السوق حول حجم النقص المحتمل بسبب التطورات والتصعيد الجيوسياسي التي سببت اضطرابات في المعروض في الماضي، وتشكل تهديدا للمعروض من الإمدادات خلال 2019. وجاء تحذير هاشم، بعدما فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية "بي دي في أس إيه" بهدف تقليص صادرات فنزويلا النفطية العضو في "أوبك". وتواجه فنزويلا أزمة سياسية واقتصادية متصاعدة، بعدما أعلن زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد، واعترفت به الولايات المتحدة ودول أوروبية وكندا، فيما دعمت روسيا والصين وتركيا وإيران السلطة الشرعية في البلاد والمتمثلة بالرئيس نيكولاس مادورو. ويتوقع الخبراء أن تؤدي العقوبات الأميركية على كاراكاس إلى الحد المفرط من تعاملات النفط بين فنزويلا والدول المستهلكة على غرار ما حدث مع إيران العام الماضي.
وأضاف هاشم ان المؤسسة تحرص على تلبية المعايير الدولية للمنتجات البترولية عالية الجودة الصديقة للبيئة والتوسع في الارتقاء في أعمال التكرير لتلبية الطلب المحلي على الطاقة، ويشمل ذلك مشروع مصفاة الزور ومشروع الوقود النظيف داخل الكويت، بالإضافة إلى مصفاة فيتنام ومصفاة الدقم في عمان".

خطط للتكامل
وأوضح هاشم أن قطاع البتروكيماويات يظل هو عامل الجذب الرئيسي كوسيلة لتعظيم القيمة والتنويع، وبالتالي، فإن الاستثمار في التوسع في البتروكيماويات هو الركيزة الأساسية لتعظيم القيمة الإضافية للعمليات الشاملة، وهذا بالتأكيد يضمن أقل التعرض لتقلب أسعار النفط الخام. واكد اننا نمضي قدما في خطط التكامل مع مصفاة الزور من خلال اللقيم من الأوليفينات 3، والعطريات 2، علاوة على ذلك، نقوم بتقييم بناء الأوليفينات 4 في الكويت، بالإضافة إلى ذلك، تستثمر المؤسسة في مشروع "البولي بروبلين" المشترك في كندا، وتنفذ مشروع البتروكيماويات "إيثلين جلايكول" في الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن صناعة النفط والغاز في الكويت تمثل استثمارا قيما يجذب اهتمام مزودي التكنولوجيا الإقليمية والدولية والمشغلين وشركات خدمات حقول النفط والاستشاريين والحفر وشركات البناء، فضلا عن شركات النفط الوطنية والدولية، موضحا اننا نؤمن إيمانا قويا بالقدرات الوطنية بتقديم ميزة تنافسية لصناعة النفط والغاز في المستقبل وتنفيذ التوجيهات الستراتيجية، وبالتالي، قمنا بترتيب العديد من برامج التدريب لتعزيز القدرات الشاملة في المهارات التقنية والقيادية. ونوه إلى تضافر القدرات التكنولوجية والرقمية من أجل تحويل الصناعة باستمرار، والقيام بدور أساسي في إنتاج الهيدروكربونات بكفاءة وإعطاء الشركات فرصة أفضل للتنبؤ والاستجابة لتحولات السوق المستمرة، كما تمثل الشراكة مع كبرى شركات النفط العالمية خطوة مهمة نحو دعم الكويت في تنفيذ المشاريع وتحقيق الأهداف الستراتيجية.
وذكر أنه وفقا لوكالة الطاقة الدولية، للسنة الثالثة على التوالي، انخفض الاستثمار العالمي في الطاقة إلى 1.8 تريليون دولار في 2017، ومع ذلك، فقد استقر الاستثمار في تطوير إمدادات الوقود الأحفوري، وارتفع حجم الاستثمار في قطاع الاستكشاف والانتاج بنسبة 4 في المئة خلال 2017، ومن المتوقع أن يرتفع هذا حجم الاستثمار مدفوعًا بارتفاع انتاج الصخري الأميركي.

تحديات ومخاطر
وذكرهاشم أنه على الرغم من أجواء التفاؤل، يظل عام 2019 محاطًاً بالعديد من التحديات والمخاطر التي تواجه الصناعة والتي تعاني من انخفاض في حجم الاستثمارات نسبيًا، خاصة عند مقارنتها بمستويات الاستثمار في عام 2014 العالية، وفي العادة يكون تأثير نقص الاستثمار ملحوظا على الإمدادات ضمن إطار زمني مدته 7 سنوات، ومن المحتمل أننا نتجه نحو نقص في المعروض مع اقترابنا من 2025.
واستعرض هاشم بعض التحديات التي تواجه الصناعة على المدى الطويل، مبيناً أنها ستساعد في تحديد أوضاعنا خلال هذا العام قائلاً " تقوم المنظمة البحرية الدولية (IMO) ابتداءً من 2020، بتخفيض محتوى الكبريت الأقصى من زيت الوقود البحري المستخدم في السفن من 3.5 إلى 0.5 في المئة، ولذلك تحرص المصافي العالمية على زيادة عمليات التكرير والقدرات التحويلية لخفض زيت الوقود الثقيل عالي الكبريت إلى منتج يتماشى مع متطلبات المنظمة البحرية الدولية وشروطها". ومن جهة أخرى، يستمر سوق السيارات الكهربائية في النمو، مع التأثير على حصة الطلب على النفط على المدى الطويل، وسيسمح التحول في سياسة الحكومة إلى جانب استمرار الانخفاض في تكاليف البطارية بتزايد انتشار السيارات الكهربائية في سوق المركبات الخفيفة.

احتياطيات عالمية
من جهته، تطرق سكرتير عام منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، عباس النقي، إلى الوضع الحالي للمنظمة في سوق الطاقة، مبيناً أن الدول الأعضاء يمتلكون نحو 705 مليارات برميل من احتياطيات النفط العالمي وفقاً لبيانات 2018.
ولفت النقي خلال كلمته في المؤتمر إلى أن تلك الاحتياطيات تشكل 47.9 في المئة من احتياطيات النفط العالمي، بينما تشكل حصة أعضاء المنظمة من دول الخليج وحدها نحو 33.7 في المئة من الاحتياطي العالمي للنفط. وأفاد نقي أنه لجهة حجم الانتاج، فإن أعضاء المنظمة ينتجون نحو 24.7 مليون برميل يومياً من النفط في 2018، تشكل ما نسبته 28 في المئة من حجم الإنتاج العالمي، بينما تشكل حصة دول الخليج الأعضاء في المنظمة نحو 21 في المئة من حجم الانتاج العالمي.
أما الغاز الطبيعي، فإن أعضاء المنظمة لديهم نحو 53 تريليون متر مكعب من احتياطيات غاز مؤكدة، والتي تشكل نحو 26.4 من الاحتياطي العالمي.وأوضح نقي أن انتاج الغاز في "أوابك" وصل إلى 549.5 مليار متر مكعب بما يعادل 15 في المئة من الانتاج العالمي، بينما تمثل نسبة دول الخليج نحو 11 في المئة من الانتاج العالمي.
ونوه بأنه بحلول العام 2022 من المتوقع أن ترفع دول المنظمة الطاقة التكريرية لها بواقع 1.9 مليون برميل يومياً بما يمثل 30 في المئة من الطاقة التكريرية المخطط لها عالمياً، مبيناً أن هذه الزيادة تأتي نتيجة إنشاء مصفاة في الكويت بسعة تكريرية 615 ألف برميل يومياً، ومصفاة في السعودية بطاقة 400 ألف برميل يومياً، و3 مصاف في العراق و 3 في الجزائر، ومصفاة في الإمارات، إضافة إلى التوسع في الطاقة الإنتاجية لمصاف موجودة في كل من البحرين ومصر.

الجلسة الأولى: طاقة متجددة
خلال الجلسة الاولى للمنتدى والتي تتعلق بالنظرة على السوق الإقليمي وكيفية النمو في بيئة تنافسية، ذكر رئيس شركة "شل" الكويت، وليد النادر، ان الطلب على الكهرباء يزداد سنويا بل اصبح يتضاعف ، الامر الذي لابد الالتفات اليه وتأمينه بأحدث الطرق التكنولوجيا الجديدة، مع أهمية التركيز على الاعتماد الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة.
ولفت إلى أن الغاز الطبيعي أصبح أساسيا كوقود لمواجهة التحديات البيئية والطلب عليه في ازدياد مستمر"
ومن جانبه، قال الشريك في ارنست اند يونغ جونثان بلاكبيرن، يعتبر هذا المنتدى من أكبر المنتديات الخاصة بمجال الطاقة والنفط، لابد على دول الاعضاء في اوبك الانضمام اليها، .

الجلسة الثانية :معوقات الطاقة
خلال الجلسة الثانية التي تناولت نظرة عالمية حول ماهية أكبر المعيقات لأسواق الطاقة، والتي تحدث خلالها محرر الشرق الأوسط في "بتروليم أيكونومييست "، جيرالد بوت، ونائب الرئيس في أبحاث "بي سي ايه"، روبرت ريان، ومستشار الطاقة الشمسية في شركة نفط الكويت، رائد شريف، ومدير "أر اس للطاقة"، بل فيرن، قال المتحدثون إن أسعار النفط قد تتجاوز الـ100 دولار في حال فقدت الأسواق الإنتاج من فنزويلا وإيران، مؤكدين أن اتفاق خفض الإنتاج يستطيع تعويض الأسواق في حال فقد كميات لا تتجاوز 750 ألف برميل يومياً.
وأضافوا أن الفائض النفطي بالأسواق سوف يتلاشى تماماً، بسبب تلك التطورات الجيوسياسية وفق السيناريو الأسوأ ، مشيرين الى أن انهيار فنزويلا على المدى القصير قد يتسبب في منح إيران مزيدا من الاستثناءات حتى لا تتعرض الأسواق لمزيد من الانهيار، مؤكدين أن السوق لا يتحمل خسارة مزدوجة لإيران وفنزويلا.
آخر الأخبار