الأحد 29 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الكويت تدخل عصر التغير المناخي… بردي وأشجار على الأرض
play icon
الأشجار على الأرض بعد أمطار ورياح أول من أمس
المحلية

الكويت تدخل عصر التغير المناخي… بردي وأشجار على الأرض

Time
السبت 19 أغسطس 2023
View
95
السياسة

"معهد الموارد العالمية": 25 دولة في العالم مهددة بالإجهاد المائي والبلاد من أبرزها

  • القراوي: تكرر مشهد الأمطار والبردي بهذا العنف والغزارة خلال السنوات المقبلة علامة على تغير النمط المناخي
  • السعدون: الفيضانات والسيول وانزلاقات للتربة وسقوط البردي في الكويت ترجع لارتفاع درجة حرارة الكوكب

فارس العبدان

رغم أن الحرارة كانت المؤشر الطبيعي لمعظم دول العالم على ان التحذيرات من التغير المناخي في العالم، لم يشعر المواطنون بالكويت بهذا التغيير باعتبار ان الحرارة هي طقس سائد منذ ان سكنت هذه الارض فارتفاعها درجة او اثنتين لايعد تغييرا كبيرا، الا ان امطار اول من امس وتساقط البرد في اغسطس كان البادرة الاولى للادراك ان التغير المناخي وصل الى الكويت وبات واقعا حقيقيا، استغربه الجميع وعملت فرق قوى الاطفاء العام لساعات متأخرة لمواجهة تداعياته على الارض والتي كانت بمعظمها سقوط الاشجار، فضلا عن غرقة الانفاق "التي كانت موسمية شتوية" لتصبح دون موعد محدد وتهدد قائدي السيارات بأي وقت من السنة. وعن التغيير المناخي، قال مدير ادارة الارصاد الجوية في الادارة العامة للطيران لامدني عبدالعزيز القراوي لـ "السياسة" انه اذا تكررت هذه الظواهر سنوات بهذا العنف والغزارة فهذه علامات الى تغير النمط المناخي على المنطقة، مشيراً الى ان ماميز امطار امس انها كانت غزيرة واستمرت لفترة طويلة وهذه من النادر حصوله.
وقال القراوي ان البلاد تأثرت يوم أمس الاول بأمطار رعدية محلية كانت غزيرة على بعض المناطق صاحبها تساقط البرد ونشاط في الرياح الهابطة تجاوزت 60 كيلومترا بالساعة.
واضاف ان نشوء السحب الممطرة في هذا الوقت يعود الى توافر عناصر الطقس التي تؤدي الى تكون السحب الممطرة مثل ارتفاع نسبة الرطوبة وفروق درجات الحرارة بين سطح الأرض وطبقات الجو العليا كذلك تكونات المنخفضات الجوية الصغيرة على منطقة شمال الخليج العربي ما ساهم في تكون السحب الرعدية الممطرة.
من جانبه وفي تغريدة على موقع x "تويتر سابقا" قال الخبير الفلكي عادل السعدون "لم نتعود ان تاتي امطار كما حصل اليوم في شهر اغسطس الا نادرا. وسبب هطول الامطار على مناطق كثيرة بالعالم وفي دول متعددة مع سقوط البردي هو ارتفاع درجة حرارة الارض نتيجة الاحتباس الحراري وخاصة ان شهر يوليو الماضي سجل اعلى درجات في تاريخ الارض من 175 سنه عندما بدأوا بتسجيل درجات الحرارة.
واضاف عندما تزيد درجة الحرارة يتصاعد بخار الماء من البحار والمحيطات بمعدل اكثر من السنوات السابقة وبخار الماء يتكثف ولابد من نزوله كامطار.
فكلما زادت الحرارة زاد معها البخار المتصاعد وزادت كمية الامطار كما حصل خلال الشهرين الحالي والماضي، حيث حدثت فيضانات وسيول وانزلاقات للتربة وسقوط البردي والامطار في الكويت ترجع لهذا السبب.
وفي سياق متصل، حذر "معهد الموارد العالمية" في أحدث تقرير له، من أن 25 دولة في العالم تضم ربع سكان الأرض مهددة بشح في المياه بسبب الإجهاد العالي لمواردها المائية المتاحة، من بينها الكويت.
وأشار التقرير إلى أن قرابة نصف سكان الأرض، حوالي أربعة مليارات نسمة، يتعايشون مع مستوى عال من الإجهاد المائي لشهر واحد على الأقل في العالم. ويؤدي هذا الوضع بالنتيجة إلى مخاطر محدقة بوظائف الناس وصحتهم والمحاصيل الزراعية وتربية الماشية وأمن الطاقة. وحذر التقرير من أنه مع غياب إدارة فعالة للمياه، فإن النمو السكاني والأنشطة الاقتصادية والتغير المناخي ستفاقم من الإجهاد المائي.
وفي تعريف المنظمة، فإن بلدا ما يواجه "إجهادا مائيا شديدا" يعني أنه يستخدم ما لا يقل عن 80 % من إمداداته المتاحة، ويعني "الإجهاد المائي المرتفع" أنه يسحب 40 % من إمداداته.
وتشير البيانات المضمنة في التقرير، إلى أن أكثر المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي هي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يتعرض 83 % من السكان لإجهاد مائي مرتفع للغاية، وجنوب آسيا حيث تنخفض النسبة إلى 74 %.
ودفع هذا الوضع كثيرا من الحكومات إلى اتخاذ تدابير مثل الإغلاق الدوري للصنابير في مسعى لمواجهة الجفاف قصير الأمد وخطر نفاد المياه.
وتعاني الآن 25 دولة في العالم من إجهاد مائي مرتفع للغاية سنويا من بينها 15 دولة عربية، ولكن الدول الخمس الأكثر تضررا هي البحرين وقبرص وقطر والكويت ولبنان وعمان.
ويعود سبب الإجهاد إلى انخفاض في العرض مقابل ارتفاع الطلب على المياه في الاستخدام الزراعي والصناعي والمنزلي. ومع زيادة متوقعة للطلب العالمي على المياه بنسبة تتراوح بين 20 و25% بحلول عام 2050، وفق تقديرات المنظمة، فإن نسبة السكان المتعايشة مع الإجهاد المائي سترتفع بدورها إلى 100%. وفي كل الأحوال سيضر النقص في المياه بشكل مباشر قطاعات الصناعة والطاقة والزراعة.

آخر الأخبار