الكويت "تفزع" بجسر جوي للسودان وتبلسم جراحه

الشيخ سالم العبدالله: نسعى لتأمين إيصال المساعدات والمعونات بالسرعة الممكنة

أنور الحساوي: 75 طناً من المساعدات الإغاثية ستنقل خلال 4 أيام متواصلة

د. فهد الظفيري: الكويت في طليعة الدول المقدمة للمساعدات الإنسانية

مثل عادة الكويت، قيادة وحكومة وشعباً، لم تقف الدولة مكتوفة اليدين أمام ما تعانيه الشقيقة السودان من محنة كبيرة، جراء أزمتها الراهنة، حيث هبَّت منذ اليوم الأول لمد يد العون لاشقائها في السودان، وأعلنت عن حملة "الكويت بجانبكم"، استمراراً لنهجها الإنساني في إغاثة البلاد التي تتعرض لنكبات وكوارث تستدعي الإغاثة العاجلة.
وفيما وصلت طليعة طائرات الجسر الجوي الإغاثي الكويتي إلى مطار بورسودان بشرقي السودان وعلى متنها 10 أطنان من المساعدات الطبية والإنسانية أمس؛ أكد وزير الخارجية سالم العبدالله أنَّ الجسر الجوي لإغاثة السودان يأتي تنفيذاً لتوجيهات سامية، وحرصاً من دولة الكويت على الوقوف مع الدول الشقيقة في أزماتها.
وقال العبدالله في بيان لوزارة الخارجية إن رحلات الجسر الجوي الكويتي التي انطلقت أولاها صباح أمس، بطائرة تابعة للقوة الجوية الكويتية؛ مستمرة لمدة أربعة أيام متتالية، بواقع رحلة يومياً.
وأوضح أنَّه بناء على توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وقرار مجلس الوزراء القاضي بإرسال مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لجمهورية السودان الشقيقة، نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها، وتكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع الجهات الحكومية وغيرها من الجهات المعنية لإرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء في السودان بالسرعة الممكنة، من منطلق حرص دولة الكويت على الوقوف مع الدول الشقيقة والصديقة فقد ترجمت "الخارجية" قرار مجلس الوزراء بتشكيل لجنة ضمت في عضويتها بالإضافة إلى الوزارة كل من وزارات الدفاع والمالية والصحة وجمعية الهلال الأحمر الكويتي.
وأضاف أنَّ اللجنة تعنى بتسيير الجسر الجوي لتأمين إيصال المساعدات والمعونات الإغاثية والطبية بالسرعة الممكنة، وقد انطلقت أولى رحلات الجسر الجوي على أن تستمر الرحلات الجوية لمدة أربعة أيام متتالية بواقع رحلة يوميا، ومن ثم يتم التنسيق مع الجهات المعنية مجددا لاستكمال الجسر الجوي.
وكان على متن الرحلة الأولى سفير دولة الكويت لدى السودان الدكتور فهد الظفيري، ووفد مرافق من جمعية الهلال الأحمر الكويتي للإشراف على إيصال المساعدات، وكان في وداعهم مساعد آمر القوة الجوية اللواء الركن طيار بندر المزين وعدد من كبار ضباط القادة بالقوة الجوية.
من جانبه، أكد السفير الظفيري أن المساعدات الإنسانية الكويتية تنبع من التوجيهات السامية، مشيراً إلى أن ما تقدمه الكويت من دعم إنساني متواصل للشعب السوداني يجسد مفهوم الإنسانية في إغاثة الشعوب المنكوبة.
وأشار إلى أنَّه تم التنسيق مع سفارة دولة الكويت لدى الخرطوم والهلال الأحمر السوداني لتوزيع هذه المساعدات الطبية بشكل عاجل.
وأكد الدور الإنساني للكويت استنادا لموقف القيادة الحكيمة بالمسارعة بتقديم المساعدات للدول الشقيقة والصديقة، مبينا أنه وبقرار من مجلس الوزراء بضرورة إرسال مساعدات إغاثية وطبية إلى جمهورية السودان تكون الكويت من أوائل الدول التي سارعت بتقديم المساعدة والإغاثة للشعب السوداني الشقيق.
وقال الظفيري إن الجسر الجوي الكويتي يأتي بناء على التعليمات السامية للقيادة السياسية الحكيمة، وبتوجيهات من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، وبمتابعة حثيثة من وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله.
وذكر أنه تم تكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارات الدفاع والمالية والصحة إضافة إلى الهلال الأحمر الكويتي بتسيير رحلات جوية إلى مطار بورتسودان، محملة بأكثر من 75 طنا من المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، موضحا أنه سيتم تقديمها إلى وزارة الصحة الاتحادية في السودان وإلى جمعية الهلال الأحمر السوداني.
وبدورها، أشادت "الهلال الأحمر" بهذه الخطوة الإنسانية، بإقلاع طائرة إغاثة من قاعدة عبدالله المبارك الجوية، وعلى متنها 10 أطنان المواد الطبية لإيصالها للشعب السوداني الشقيق.
وقال نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية أنور الحساوي لوكالة "كونا" إن دولة الكويت كانت دائماً في طليعة الدول المقدمة للمساعدات الإنسانية والتنموية، مضيفا أن المساعدات الطبية تأتي بناء على توجيهات القيادة السياسية.
وأضاف الحساوي أن هناك عددا آخر من الطائرات سيتوجه إلى السودان، معربا عن شكره لوزارة الدفاع لتسخير الطائرات، وكذلك وزارات الخارجية والصحة والمالية والشؤون الاجتماعية، وغيرها من الجهات، لمساهمتهم في إنجاح المهمة الإنسانية، داعيا أهل الخير والقطاع الخاص إلى تقديم المساعدات العاجلة الى الشعب السوداني الشقيق في الظروف الحالية التي يمر بها. ولفت إلى أن الجمعية فتحت باب التبرع من خلال موقعها الإلكتروني، مضيفا أن الوضع الذي يمر به الأشقاء في السودان يتطلب تدخلا فوريا من المنظمات الإنسانية لإغاثتهم.
وأوضح أن الجمعية بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري ونظيره السوداني، وزعت أول من أمس 1750 سلة غذائية على المتضررين في مدينة "وَدْ مَدَنِي" وسط السودان، كما تم توزيع 2000 وجبة جاهزة و1500 مادة صحية للمسافرين في بورتسودان.
وشدد أن الكويت جبلت على دعم العمل الإنساني والمساهمة السخية والاستجابة الفورية لإغاثة ضحايا الأزمات الإنسانية والكوارث، معربا عن أمله في أن تساهم هذه المساعدات في تخفيف معاناة الشعب السوداني الشقيق.