الكويت تفقد أحمد يوسف بهبهاني... أحد مشاعل الصحافة والاقتصاد

الفقيد عُرف بمواقفه الشجاعة ودفاعه عن المهنة والحريات في كلِّ المحافل


فقدت الكويت أحد رواد الاعلام والاقتصاد رئيس جمعية الصحافيين الكويتية السابق أحمد يوسف بهبهاني عن عمر يناهز الـ79 عاما بعد مسيرة مهنية حافلة.
وبعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد برقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى أحمد يوسف بهبهاني، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه بوفاة فقيدهم.
واستذكر سموه مناقب الفقيد وإسهاماته المقدرة في الإعلام الكويتي لاسيما في مجال الصحافة وطيلة مسيرته الإعلامية الحافلة بالبذل والعطاء، سائلا سموه المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء. وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد برقية تعزية مماثلة.
ويعتبر الراحل بهبهاني، رحمه الله، أول كويتي وخليجي يترأس اتحاد الصحافيين العرب في عام 2013، كما شغل منصب رئاسة جمعية الصحافيين لاكثر من 29 عاما، ورئيسا شرفيا لحملة الشارة الدولية لحماية الصحافيين، وشغل عضوية المعهد الدولي للصحافة ومجلس ادارة جائزة الصحافة العربية في دبي وعضوية نادي لوس انجيلوس للصحافة. والفقيد خريج كلية الآداب في بيروت عام 1970.
كما كان الراحل نائبا لرئيس مجلس ادارة وكالة الانباء الكويتية ونائبا لرئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لحماية حقوق الملكية الفكرية.
وترأس الراحل مجلس إدارة شركة دار اليقظة للصحافة والنشر الناشرة لمجلات اليقظة والاقتصادية الجديدة ودلال والابعاد الخفية وهي وهو.
وعرف الراحل بمواقفه المهنية والوطنية الشجاعة وثقافته الواسعة ودفاعه الدائم عن مهنة الصحافة والحريات، إذ قال في لقاء حول قانون الاعلام الموحد عام 2013: إن "الصحافة الكويتية عبر تاريخها الطويل كانت وستبقى المشعل الذي ينير معالم الطريق لحاضر الكورت ومسنقبلها... الصحافة الكويتية تتمتع بالحرية المسؤولة وساهمت في الكثير من المواضيع دفاعا عن مصالح الكويت في الخارج وحملت آهات وأماني المواطنين في الداخل". وكأول كويتي وأول خليجي منذ تأسيس اتحاد الصحافيين العرب عام 1964، فاز الراحل بهبهاني برئاسة اتحاد الصحافيين العرب. وأكد وقتذاك أنه سيبذل كافة الجهود الممكنة للارتقاء والنهوض بأوضاع الصحافيين العرب المهنية والمعيشية عبر الارتقاء والنهوض بأوضاع الاتحاد. ودعا الفقيد الكبير الصحافيين العرب الى بدء صفحة جديدة من التعاون والتكاتف معه ومع وباقي القيادات الجديدة التي ستتولى مسؤولية قيادة الاتحاد خلال فترة الأربع سنوات المقبلة، مشددا على أنه سيحرص على الاستماع وتقديم الاحترام والتقدير لكل وجهات النظر التي ستطرح بالاتحاد التي من شأنها النهوض بالاتحاد والارتقاء به. واوضح، وقتذاك، ان خطته للنهوض بالاتحاد تعتمد على شقين اولهما يركز على الجانب المهني للاعضاء والاخر يتعلق بالعمل على ضمان عمل الصحافيين بظروف معيشية كريمة وامنة. ومن خلال رئاسته للاتحاد، دعم الفقيد الصحافيين الفلسطينيين ووقف على أوضاعهم وقدم لهم كل أنواع الدعم.
ونعى الاتحاد العام للصحفيين العرب بهبهاني، مؤكدا أن الراحل كان يقف الي جانب الصحفيين العرب "بكل قوة" وكذلك الدفاع عن كرامة الصحفيين ولم يدخر جهدا في خدمة الصحافة الكويتية والعربية والدفاع عن حرية الرأي والتعبير.
وللفقيد مواقف كثيرة وعديدة في الدفاع عن الحريات وتقديم كل الدعم للصحافيين الشباب، إذ قال في إحدى المناسبات: "العراقيل تضعف إبداع وإنطلاق الشباب لكنها تجعلهم يقفون على أرض صلبة... والقطاعان العام والخاص هما الداعمان الأساسيان للشباب".

إسهامات اقتصادية ومصرفية
وبعيدا عن الاعلام يعتبر أحمد يوسف بهبهاني، رحمه الله، من رواد القطاع المصرفي حيث شغل منصب رئاسة مجلس ادارة البنك الاهلي منذ 2003 وحتى استقالته عام 2014 لظروف صحية حيث كان له بصماته الواضحة وانجازاته الكبيرة على البنك في جميع مجالاته المالية والادارية والخدمات والمنتجات المصرفية.
والجانب الاقتصادي عند بهبهاني، رحمه الله، يحمل من الثراء ما يحمله الجانب الاعلامي حيث شغل عضوية مجلس ادارة البنك الاهلي منذ عام 1998 وترأس مجلس ادارته بدءا من عام 2004 وحتى عام 2014 ليضع بصماته الناجحة على مسيرة البنك من خلال تميزه محليا واقليميا بعد سلسلة تطورات انتهجها البنك كان لها الاثر الاكبر في تعزيز مكانته بين البنوك العالمية في الكويت ليضيف للبنك الاهلي صاحب المسيرة الطويلة التي تربو على 40 عاما سلسلة من الاعمال المصرفية والانشطة المصرفية التي دعمت حضوره.
وللراحل بصمات واضحة في النقلة النوعية والتحول القياسي للبنك الأهلي في جميع المجالات المالية والإدارية والخدمات والمنتجات المصرفية، حيث نجح البنك الأهلي الكويتي خلال فترة عمله، في تجاوز الأزمة المالية العالمية التي بدأت منذ عام 2008، وحقق نموا ملحوظا في الأرباح على مدى السنوات الماضية نتيجة لنمو النشاط التشغيلي والتوسع في الاستثمارات وتطبيق استراتيجية واضحة المعالم تركز على الاستثمار في الأصول الجيدة مع تقديم خدمات مصرفية جديدة والارتقاء بالجودة النوعية والتوسع في شبكة الفروع للبنك. وكاقتصادي بارز ينادي بهبهاني بضرورة اقرار العديد من القوانين التي اصبح اقرارها مهما لاعادة هيكلة الاقتصاد ودفع عجلته الى الامام، اضافة لاعطاء القطاع الخاص دوره في عمليات التنمية وتبسيط الاجراءات وتجاوز البيروقراطية والروتين لتشجيع المستثمرين وتجاوز حال الركود ومعالجة كل القضايا الاقتصادية بسرعة ودون اي تأخير، لان التجارب بينت انه كلما تأخر الحل كانت تكلفته اكبر، لان التأخير سيؤدي إلى تعقيد المشكلة وتوسعها وبالتالي ازدياد تكلفة حلها ماديا ومعنويا. وأدرك بهبهاني ايضا انه لا توجد عصا سحرية يمكنها حل جميع المشاكل دفعة واحدة، لكن المهم بنظره تحديد الاولويات، والبدء ببرمجة تلك الحلول ووضعها موضع التنفيذ تباعا وان تتوافر الارادة الصادقة لاتخاذ القرارات المناسبة.
و"السياسة" التي آلمها المصاب تتقدم من ذوي الفقيد بآحر التعازي، سائلة المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه وأصدقاءه ومُحبيه الصبر والسلوان.