الكويت تنتصر لسيادتها وتتمسك بإنسانيتها

الوزير اللبناني تراجع عن "شخطة قلم" وتمنى من البرلمان قبول توضيحه

وزير الخارجية: نملك سجلاً زاخراً بمساعدة الشعوب والدول

نواب: تصريح سلّام مسيء ويستعجل تقييد المنح بقانون

ميقاتي: الكويت لم تتوانَ ضمن الأصول في مدّ يد العون لإخوانها

بعد سلسلة من الانتقادات النيابية والشعبية لتصريح وزير الاقتصاد والتجارة في الجمهورية اللبنانية أمين سلام، الذي قال فيه إن الأموال موجودة في صندوق التنمية الكويتي ويمكن بـ"شخطة قلم" اتخاذ قرار بناء صوامع القمح المدمرة في بيروت وطرابلس، أعرب وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله عن استنكار واستغراب دولة الكويت الشديدين لهذا التصريح الذي يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ويعكس فهماً قاصراً لطبيعة اتخاذ القرارات في دولة الكويت، والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة دولة الكويت للدول الشقيقة والصديقة.
وإذ طالب العبدالله الوزير اللبناني بسحب هذا التصريح؛ حرصاً على العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين الشقيقين، فإنه لفت إلى أن دولة الكويت التي تمتلك سجلاً تاريخياً زاخراً بمساندة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة، فإنها ترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل في قراراتها وشؤونها الداخلية.
ولم ينتظر الوزير اللبناني كثيرا بعد تصريح العبدالله، إذ أكد ان "شخطة قلم" عبارة تستخدم باللهجة اللبنانية العامية للموضوع القابل للتنفيذ وبسرعة ولم يكن القصد تجاوز الاصول والاليات الدستورية والقانونية المرعية، متمنيا من البرلمان الكويتي أن يقبل توضحيه.
وقال: "كنت مرتاح الضمير في طلبي لانني اناشد بلدا شقيقا لطالما وقف الى جانب لبنان، وانا مدرك للمخاطر المحدقة بالأمن الغذائي، خصوصا ان البنك الدولي صنف لبنان الاكثر خطورة في تحديات الأمن الغذائي لانه لا يملك مخزونا ستراتيجيا".
على خط مواز، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين، ومتانتها، والتي لن تشوبها شائبة"، مشيراً إلى أنّ "الكويت لم تتوانَ، ضمن الأصول، في مدّ يد العون لإخوانها في لبنان على مرّ العقود".
وشدّد في بيان له على "احترام لبنان مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول كافة، فكيف إذا تعلّق الأمر بدولة الكويت التي تخضع آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستورية وقانونية ومؤسساتية تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذرة في المجتمع الكويتي، فاقتضى التوضيح".
وفي السياق ذاته، قال المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل: "إننا نستجهن مقاربة أحد المسؤولين للعلاقة مع دولة الكويت من هذا المنظار الضيق وهي البلد الشقيق الذي لم يبخل يوماً بتقديم كل ما يلزم لمشاريع التنمية في لبنان".
وكان النائب عبدالله المضف أكد ان علاقة الكويت بالشعب اللبناني الشقيق ليست محل اختبار أو تقييم، والكويت بلد مؤسسات ولا تدار أموال الشعب الكويتي بـ"شخطة قلم" أو باتصال هاتفي.
ورأى النائب عبدالله فهاد أن الاقتراح بقانون الذي يلزم الحكومة بأخذ موافقة مجلس الأمة على المنح الخارجية بات واجبا ومستحقا، معربا عن امتعاضه من تصريح الوزير اللبناني المسيء لدولة المؤسسات.
وقال النائب جراح الفوزان إن ما ذكره وزير الاقتصاد اللبناني يعتبر تجاوزا على بلد، مؤكدا دعمه أي تشريع قانوني يتطلب موافقة مجلس الأمة في المنح.
بدوره، رأى النائب فهد المسعود أن "تصريح وزير الاقتصاد اللبناني‬" خرج عن القواعد والأعراف الديبلوماسية وخرق سيادة ونظام دولة الكويت"، داعيا وزير الخارجية‬ إلى تقديم مذكرة احتجاج رسمية للحكومة اللبنانية.
وأضاف أنه "في الوقت الذي تفخر فيه الكويت بعلاقاتها مع الدول الشقيقة، على الجميع احترام سيادتها ونظامها.. للكويت سيادة‬".