محمد الفوزانإن أغلى ما يملك المرء دينه ووطنه، وما من انسان إلا ويعتز بوطنه لانه مهد صباه، ومدرج خطاه، ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه واجداده، ومأوى ابنائه واحفاده، لذا كان من الحقوق والواجبات حفظ الوطن والأرض التي يعيش فيها ويأكل من خيرها، ويعبد الله تحت سمائها، قال تعالى: "وما بكم من نعمة فمن الله، ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون" لنعرف نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى، لنحافظ عليها بالشكر والابتعاد عن كل حرام وفساد، واعظم النعم نعمة الأمن والأمان والاستقرار، اذا اختلت او فقدت فسدت الحياة وشقيت الأمم وساءت الاحوال وتغيرت النعم بأضدادها.دائما سيظل بلدنا هوالأجمل وهو الأقوى، الكويت بلد الجميع بلد الشجعان، عيد وطني سعيد يا أهل الكويت الأحباب.حياتنا دائماً مليئة بالألوان، نسأل الله تعالى أن يجعل يوم 25 فبراير، هو يوم البهجة لنا ويوم المحبة للجميع، يوم استقلال وطني سعيد للجميع.بلدنا الغالي سيستمر دائماً في تألق وحياة سعيدة، أهل الكويت الشرفاء سوف يحتفلون اليوم بحياة جديدة معاً، كل عام ونحن بخير ونحن باستقلال.ضحّى الكثيرون بحياتهم من أجل الآخرين، لذلك نحب أن نشكرهم كثيراً اليوم ونقول لهم إن اليوم يومكم انتم، جميعا نقدركم ونحبكم بشكل كبير، وحياة سعيدة للجميع.عزيزي القارئ، لدينا سلبيات في بلدنا الكويت لاشك، لكني ارى ان بلادنا رقم واحد بالعالم، اقرأ للنهاية ولا تستعجل، هل جربت الهجرة من اجل لقمة العيش، كثير من الوافدين الذين تركوا بلادهم و أسرهم بحثاً عن لقمة عيش يسدون به جوعهم ويحسّنون من مستوى معيشتهم؟هل جربت الخوف وانعدام الامن كما جربه اهل الشام في فلسطين وسورية والعراق؟ ولا يزالون يعانون من ويلات الحروب والدمار، أسأل الله تعالى أن يعمهم بالأمان والاستقرار.هل جربت الجوع كالأفارقة في الصومال وافريقيا وغيرها ؟هل جربت ان تمنع او تحرق من اجل دينك وصلاتك كمسلمي بورما والإيغور؟هل جربت الضرائب يوما ما كالانكليزي والفرنسي والاميركي والاسترالي وغيرهم في أوروبا واميركا؟ هل جربت ان بلدك كان أمانا يوما، واستيقظت في الصباح فوجدت نفسك بلا بيت او مؤونة ؟
هل فكرت ان تكون الدراسة الجامعية مكلفة ماديا بدلا من مجانيتها وحصولك على مكافأة وراتب شهري إضافة الى مجانيتها كانكلترا 14 الف دولار سنويا وفرنسا واليونان واسبانيا و … و…؟هل جربت ان تسير في الطرقات وتدفع رسوما لها كمعظم دول اوروبا واميركا والكثير حول العالم؟سبحان الله، مساجدنا في كل مكان، ونصلي بأمان وبيوتنا آمنة، ولا نعاني من مشكلة حجاب لنسائنا وبناتنا، وننعم بالامن، وسياراتنا فارهة، وأكلنا يجبى لنا من كل مكان، وصحة وستر ولله الحمد، ودراستنا بالمجان، والرعاية الصحية بالمجان، ونشرب الماء بأقل التكاليف، والبنزين باقل من تكلفة الماء، والكهرباء باقل التكاليف مقارنة بدول العالم المتقدم "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" ألم تقرأ عن تلك القرية التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فماذا فعلت؟ أشكرت ام كفرت؟ ماذا حدث لها بعد ذلك؟ اذاقها الله لباس الجوع والخوف، أليس كذلك؟ ألم تقرأ ان من كان معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما ملك الدنيا بحذافيرها؟ وليس بيتا ضخما وسيارة فارهة، واجهزة على اختلاف انواعها، الحديث يطول، والحليم من فهم المقصد وعمل به.ليس بالضرورة ان يتحقق لنا كل شيء جملة واحدة، حتى الدول التي تنادي بحقوق الانسان والديمقراطية، لم يتحقق لمواطنيهم كل شيء إلاّ بعد عناء وزمن طويل وثقافة مجتمعية ناضجة، فلنمارس الديمقراطية المنضبطة والبناءة التي تضع الحلول للمشكلات بعيداً عن الشخصانية والاستفزاز . لا احد كامل، والكمال لله عز وجل، فلنحمد الله على الايجابيات ولنعمل على تصحيح السلبيات. جعلنا الله من الشاكرين على النعم الصابرين على البلاء.أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح وإلى رئيس وأعضاء مجلس الأمة والشعب الكويتي العظيم والمقيمين على أرض الكويت الطيبة بمناسبة اليوم الوطني الـ60 والذكرى الثلاثين للتحرير أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات وعجل لنا بزوال الغمة ورفع البلاء وانكشاف الوباء.
[email protected]